فيديو | الألعاب الإلكترونية... متاهة تولد العنف وتكشف التفكك الأسري
الثلاثاء 27/نوفمبر/2018 - 08:21 م
نرمين الشال
طباعة
لم تكد تمر أشهر قليلة على موجة الذعر التي اجتاحت المجتمع المصري بسبب بعض الألعاب الالكترونية الموجهة للمراهقين والأطفال، والتي كانت سببا مباشرا في حدوث حالات انتحار متعددة بين الشباب والمراهقين الذين مارسوا تلك الألعاب لتصل بهم إلى حد الإدمان وتعطيل العقل والاستحواذ على تفكيرهم بشكل كامل.
حتى طالعتنا مواقع الأخبار بحادثة جديدة بطلها وضحيتها في آن واحد هو مراهق في الصف الأول الثانوي وطرفها الثاني أو " ضحيتها الثانية " هي معلمته، التي يتلقى دروسه على يديها.
فالطالب البالغ من العمر 16 عام قام بقتل مدرسته بدم بارد، ودون أن يرف له جفن محاولا محاكاة احدى الألعاب الالكترونية، لترتفع الأصوات مجددًا مطالبة الجهات المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الشأن،متسائلة: أين دور الأسرة في هذا المشهد ؟؟.
" بوابة المواطن " حاولت الاقتراب من عالم المراهقين والشباب للتعرف على دوافعهم للدخول إلي عالم الألعاب الإلكترونية، ومدى إدراكهم لتأثيرها السلبي على السلوك، كما حاولنا استطلاع رأي أحد الأساتذة المتخصصين عن أسباب تراجع وانحسار دور الوالدين في إرشاد وتوجيه الأبناء.
يقول " أحمد " طالب جامعي: "بشكل شخصي أنا أفضل الألعاب الالكترونية خاصة ألعاب الذكاء، وبدأت أمارس تلك الألعاب قبل 7 سنوات، تعرفت على الألعاب عن طريق أحد أقاربي الذين كانوا يمارسون تلك الألعاب، وبدأت أمارسها لدرجة قاربت الإدمان، وأذكر اننى قضيت بعض الأيام دون نوم بسبب حالة التشويق في تلك الألعاب، لكن عند لحظة معينة استشعرت خطورتها وكنت وقتها في الثانوية العامة، واتخذت قرارا بوقفها، ثم عاودت الرجوع لممارستها مرة أخرى".
أما " عمرو " طالب بكلية ألسن، يقول: "أنا أفضل ألعاب البلايستيشن، وألعاب الحروب، وبدأت ممارستها منذ أكثر من 10 سنوات، الموضوع بالنسبة لي محدد جدا لأني أمارس الرياضة والقراءة أما الألعاب، وأخصص لها بعض الوقت فقط".
لكن للأسف عايشت المشكلات التي تسببها بعض الألعاب مع أحد أقاربي الذي يمارس تلك الألعاب بشكل مفرط جدا لدرجة أنها أثرت علي شخصيته فأصبح انطوائي بشكل ملحوظ ويخشى التعامل مع الآخرين، كما أثرت على مستواه العلمي.
أما " دعاء"، فتقول أنا لا أمارس الألعاب الإلكترونية لأني أراها مضيعة للوقت، ولكن أري أشقائي يمارسون تلك الألعاب بالساعات دون توقف لذا أخشى أن مارستها أن أدمن ممارستها، ففضلت الابتعاد والاحجام عن ممارستها.
أما الدكتورة سهام عليوة أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة كفر الشيخ فتقول، للأسف هناك الكثير من الاختراعات التى لم توظف بشكل جيد بل تم اساءة استخدامها بشكل كارثي.
فنجد مجتمعنا فقد الكثير من القيم والعادات والعلاقات الاجتماعية التي أصبحت في أسوأ صورها، واختفت المسئولية لدي الأب والأم، بسبب انشغالهم عن دورهم الأساسي في إرشاد وتوجيه الأبناء وغرس القيم الحميدة في نفوسهم، وللأسف الكثير من الأبناء رأي والديه يستخدمون الأجهزة الالكترونية دون رابط أو تقنين فما كان من الأبناء إلا أن قاموا بمحاكاة الآباء، ولكن لكل سن وكل جيل توجهاته نري جيل المراهقين وقد انحرف بشكل محزن نحو عالم أشبه بالمتاهة، وتم استقطابه، دائرة مظلمة لا يخرج منها سالما.
واستكملت حديثها: "أنا هنا أناشد الآباء أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه الأبناء و يدركوا بداية تأثير إدمان الألعاب الإلكترونية من الناحية النفسية على الأولاد فهو بوابة للدخول إلي أمراض نفسية عديدة كالخوف، و الفوبيا الاجتماعية، وضعف الثقة بالنفس، والقلق، والسلوك العدواني، وكراهية الآخرين، وتشتيت الذهن، وضعف التفكير، والانطواء، والخلط بين الواقع والخيال".
كما يمكن أن يؤدي من الناحية الاجتماعية والسلوكية إلى عدم تعاون الأطفال مع الغير والشك في سلوك الآخرين وضعف الشخصية والصعوبة في محاورة الآخرين، وضعف العلاقة مع أفراد الأسرة والأصدقاء لانشغالهم بتلك الألعاب.
أما من الناحية الجسدية فيؤدي إدمان الألعاب الإلكترونية إلى تقلص العضلات، وتوتر الأعصاب، وآلام اليدين، وضعف البصر، والتشنجات العضلية والعصبية بسبب التركيز العالي جدا في هذه الألعاب، وكل هذا بالإضافة إلى هدر الوقت الطويل الذي يضيع في ممارسة تلك الألعاب.