فيديو .. "باسم ورؤوف" شابان واجها البطالة بسيارة آيس كريم على الطريقة السعودية
الخميس 29/نوفمبر/2018 - 02:03 م
أمنية عبد العزيز
طباعة
وسط توافد طلاب كلية التربية والمدارس المجاورة لها، وأعلى الناصية الطويلة تجد سيارة صفراء مشعة بالبهجة بألوانها المميزة والرسومات المرحة، يلتف حولها الكبار قبل الصغار، في لهفة لشراء الآيس كريم وبعض المشروبات الشهية الموجودة داخل السيارة التي يقدمها شابان في مقتبل العمر بإبتسامة لطيفة.
" باسم " و " رؤوف "، شابان في مقتبل العمر يبلغ باسم من العمر 19 عام يدرس بالفرقة الثانية بكلية الآداب قسم الجغرافيا، ورؤوف عمره 24 عام تخرج من كلية التربية النوعية، كانا يعيشان في المملكة العربية السعودية منذ صغرهما مع أسرتهما، حيث قام خالهم بعمل مشروع سيارات الطعام المتنقلة، وأحبا الفكرة، وقاموا بالعمل مع خالهم على تلك السيارات منذ عشر سنوات ماضية، فقد كان هذا المشروع الصغير بمثابة شئ مميز لهم يستمتعان بالعمل به لا يكترثان لجلب المال بقدر حبهم لرؤية البهجة في عيون زبائنهم.
وحينما قرروا النزول إلى مصر للاستقرار بها قررا أن ينقلوا فكرة سيارات المأكولات المنتقلة إلى مصر، واستقروا بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وبدأو بتجهيز سيارة للآيس كريم، مقررين حين الإنتهاء منها بالتجول بمدينة طنطا لنشر البهجة وسط طلاب المدارس والجامعات، وانتهوا من صنع السيارة وتلوينها باللون الأصفر مع ألوان أخرى مبهجة وأسماها بـ " baby forever " لتقديم المشروبات الباردة والايس كريم.
التقت محررة "بوابة المواطن" بالشابين، "باسم" و"رؤوف"، لمعرفة تفاصيل رحلتهما بسيارة الآيس كريم المتنقلة خاصتهم، حيث قال " باسم" إن الفكرة حضرت بذهنهم خلال عملهم بها بالسعودية، وقام خاله بتمويل المشروع في مدينة طنطا، وطلب من الشبان بالعمل بها، لتكون مشروعا خاص بهما فقد تخلف باسم عن الدراسة بسبب حبه للعمل بها، وذكر أن السيارة يباع بداخلها الآيس كريم و الفشار والاندومي والشاي والنسكافيه و ينويان عمل مجموعة من المشروبات الساخنة بداخلها تزامنا مع دخول فصل الشتاء.
وذكر أن مشكلة تراخيص السيارة هي العقبة التي وقفت أمام المشروع الخاص بهم، فلا يوجد تراخيص لمثل هذه المشروعات، وهذا الأمر جعلهم لا يمارسون عملهم بشكل طبيعي، ولكن أوضح أن مسئولي محافظة الغربية أحبوا الفكرة، وقاموا بتشجيعها حيث سمحوا لهم بالوقوف أمام كلية التربية جامعة طنطا ولكن العقبة الأخرى التي تواجههم هي أن السيارة حجمها كبير مما يمنعهم من التجول بحرية داخل المدينة وسط الشوارع الصغيرة والازدحام المروري بالمدينة.
وأكمل رؤوف أن فكرة السيارة لاقت إقبالا شديدا من الطلاب بالجامعات والمدارس أيضا، والأطفال الصغار يقومون بجلب آبائهم لشراء المثلجات من السيارة و يتطرقون لعمل أكثر من سيارة مأكولات أخرى مختلفة تدعيما للمشروع وأنهم يأملون أن تكون مدينة طنطا كأي مدينة راقية تمتلئ بالمشاريع المبهجة التي تنشر البهجة في أرجاء المدينة.
وبسؤال باسم إن كان هذا المشروع سيمكنه من بناء نفسه قال: " العربية إيرادها كويس ودا السن اللي لازم أتعب فيه حتى لو كنت هتعب شوية علي ما أبني نفسي بس كفاية إني بجتهد، وبعمل اللي عليا هيا دلوقتي مش كبيرة أوي بس مع الوقت المشروع هيكبر و هنطور منه وبدل العربية، هنعمل كذا عربية مأكولات مختلفة، وهننشر المشروع في طنطا، وكمان نشغل فيه شباب وندعم المشروع وندعم نفسنا مفيش حد بيبدأ كبير وأحنا عندنا الأمل إننا نكبر " مشيرا إلي أنه لديهم طاقة كافية وأمل في الإرتفاع بأنفسهم من خلال ذلك المشروع".
وعندما طلب من باسم أن يقدم نصيحة للشباب في سنة قال: " نصيحتي للشباب اللي في سني إنهم يشتغلوا ويسعوا مش يقعدوا في الكلية ويستنو الجنيه اللي أهلهم هيديهولهم يشتغلوا أي شغلانة، و يعتمدوا على نفسهم مفيش نجاح هيجي وانت قاعد مكانك، اسعي وهتلاقي الأبواب كلها تتفتح قدامك "، وأوضح أنه حال ذهابه للكلية يرى أن الشباب يجلسون بها للتنزه فقط ولا يري في عين الشباب في سنه مسئولية واعتماد على النفس ويتمني أن يري كل شاب يعتمد علي نفسه حتي يصبح رجلا يستطيع تحمل كل متاعب الحياة.
ويطالب باسم ورؤوف محافظ الغربية، اللواء هشام السعيد دعم المشروعات الصغيرة، فهي المنفذ الآمن للشباب وأن توضع تراخيص لهذه السيارات وقال رؤوف " أتمنى أن المرور ميدايقناش في كل حتة بنروحها أتمنى إنهم يسبونا نسترزق ".
