في اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة.. كيف تعامل المصريون القدماء مع أصحاب القدرات ؟
في إطار
الاحتفال بـ اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة أو ذوى الاحتياجات الخاصة والذي قد اختارته الأمم
المتحدة للفت نظر المجتمع لهؤلاء الفئة بما يسهم في دمجهم للمجتمع وفي هذا الصدد
حرصت "بوابة المواطن" أن تستعرض
تعامل أجدادنا المصريين القدماء في التعامل مع ذوي القدرات الخاصة باعتبارهم أحد أطراف
المجتمع وقد وصلوا آنذاك إلى المناصب المرموقة تعالوا نتعرف على نظرة المصري القديم
لذوى القدرات الخاصة.
في اليوم
العالمي لمتحدي الإعاقة نرصد نجاح المصريون القدماء في تحديها
وحول
الاحتفال بـ اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة يقول
كبير الأثريين بوزارة الآثار مجدي شاكر في تصريحات خاصة لـ "بوابة
المواطن" ، إن أجدادنا القدماء المصريين اعتنوا بمتحدي الإعاقة ولم يغفلوا
دورهم في المجتمع مستشهدا بكلمة الحكيم أمنموبى الذي قال فيها: (لا تسخر من أعمى,ولا
تهزأ من قزم , ولا تحتقر الرجل الأعرج , ولا تعبس في وجوههم , فلإنسان خلق من طين وقش والله هو خالقه,وهو
قدير , يهدم ويبنى كل يوم , ويخلق الألوف بأمره, ما أســـعد الرجل الذي انتقل للغرب
وهو آمن في يد الله ).
من جهة أخرى
أكد الأثري، أن المجتمع المصري بحضارته القديمة أول أمة تقبــل ملك معاق يحكمها ولم
تفرق بين الإنسان الطبيعي وذوي الاحتياجات الخاصة وكانوا يمارسون حياتهم الطبيعية دون
أي إساءة، لافتا إلى تقلد متحدي الإعاقة أكبر
الوظائف حتى وصل بعضهم لسدة الحكم وتابع، المصري القديم قبل الآخر دينيا وجنسيا وكان
سهل عليه أن يتعبد لرع وعندما يعلو نجم أمون يطلق عليه آمون رع وأتوم رع وكان يعيش
داخل مصر كل الأجناس من أسيويين ولبيين ونوبيين فكيف لا يقبل ذوى الإعاقة في داخل مجتمعه.
من ناحية أخرى
وجه كبير الأثريين، الضوء على تعامل المصريين القدماء مع الأقزام، مؤكدا أن التقزم في العصر الفرعوني يعد إعاقة
ظاهرة لافتا إلى جلب الأقزام الأفارقة
للرقص وإسعاد قلب الملك والرقص الديني الجنائزي داخل المعابد وهناك الأقزام أبناء المجتمع
المصري، موضحا أن الأقزام قد لعبوا دورا كبيرا
في الدولة الفرعونية فكان لهم أهمية في القصر الملكي من خلال الخدم ومنهم من شغل مناصب
هامة، إضافة إلى عملهم في صناعة الحلي لصغر حجم أيديهم.
اقرأ أيضا : في اليوم العالمي لذوي الإعاقة 2018 .. الأمم المتحدة ترفع شعار التمكين والمساواة
وعلى خلفية
اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة، يقول شاكر لـ "بوابة المواطن" أن سنب وعائلته, كانا
أشهر القزم في العصر الفرعوني، حيث لفت أن سنب كان رئيس أقزام القصر أجمعين، ومكلفا
بالعناية بالملابس الملكية، موضحا أن سنب له تمثال في المتحف المصري مثل سنب جالسا
مع زوجته سنيتيتس، على مقعد مستطيل، ويضيف، قد صور سنب بشعر قصير أسود، ونقبة قصيرة
بيضاء، وقد استقرت يد زوجته اليمنى على كتف زوجها، واليسرى على ذراعه.
وأوضح كبير
الأثريين في حديثه لـ "بوابة المواطن" حول اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة، أن أشهر
لوحة عثر عليها كانت للحاجب المدعو روما ونظرا لشهرتها فقد أطلق عليها لوحة "شلل
الأطفال " وتابع، بالبحث والاستقصاء وجدنا أن هذه اللوحة ليست حالة نادرة بل وجدنا
مناظر لحالات شلل الأطفال تعود للدولة القديمة صورت علي جدران مقبرة، مؤكدا أن
اللوحة وجدت ممثلة في مقبرة "عنخ تفى" في قرية المعلي في أسنا وهي تعود لفترة
الانتقال الأولي تحديدا في الدولة الحديثة.
من جانب أخر قال الأثري، أن أندر الجدريات في
الفن المصري القديم، نقل الاحتفال بـ اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة قبل أن تتجه إليه أي
منظمة عالمية، وتابع، حيث صور الفن الجدري القديم أحد أصحاب الحالات الخاصة مصابا
بشلل الأطفال في إحدى ساقيه ولكن ذلك لا يمنعه من الوقوف أثناء تقديم القرابين
مستعينا في ذلك بعصا يستند إليها ليستطيع الوقوف، والإمساك بالوعاء الذي يقدم فيه
القرابين.
كما أكد كبير الأثريين، أن الفنان المصري
القديم لم يترك أي شيء من تفاصيل الحياة في العصر الفرعوني إلا وقام بتجسيدها وقد
كانت الحضارة الفرعونية أول حضارة تحترم آدمية الإنسان امرأة وطفلا وأي شخص،
واستطرد، إن الممالك والحضارات الأخرى في وقتها أو التي لحقتها كانت تستخدم
الأقزام كمهرجين لقصور الملوك والأمراء، إضافة إلى استخدامهم في الأعمال الأخرى
الحقيرة.
من زاوية أخرى في الاحتفال بـ اليوم العالمي
لمتحدي الإعاقة، أوضح الأثري أن هناك ملوك حكموا مصر كان بهم أعاقة وذكر على سبيل المثال
الملك الشهير توت عنخ الذي كان يعاني من قصر في إحدى قدميه بدليل العثور على أكثر
من مائة عصا مختلفة الأشكال، ويضيف ربما كان يتكأ عليها وصور معظم المناظر وهو
جالس حتى في حالات الصيد.