النساء وراء ظاهرة آكلي لحوم البشر.. تعرف على الأسباب
تناولت السينما العالمية ظاهرة آكلي لحوم
البشر بطريقة أسطورية، بيد أن الواقع التاريخي لهذه الظاهرة حقيقي، نبدأ القصة
بافتراض انقراض الأكل بكل أنواعه من العالم، ودخل الجميع في مجاعة ليس لها مخرج،
فالجوع في تلك اللحظة يدفع الإنسان أن يأكل أي شيء يقابله حتى لو أجبره الوضع أن
يأكل نفسه كما حدث من ستين عام.
بداية انتشار ظاهرة آكلي لحوم البشر
بدأت ظاهرة آكلي لحوم البشر منذ أن فرض أطول
وأبشع حصار في التاريخ المعاصر عندما حاصرت القوات النازية الألمانية إحدى المدن
الروسية لأكثر من 870 يوما، أكثر من عامين مرا على أهل المدينة دون وجود مصدر أكل
أو شرب أو طاقة يدخل أو يخرج للمدينة، وبشكل تدريجي أنهى سكان المدينة الذين كانوا
يعدوا بالملايين على كل مخازن الأكل بالمدينة داخل بيوتهم وخارجها.
تطور الأمر مع أهل المدينة إلى أكل كافة
الحيوانات الأليفة وغيرها التي كانت تعيش بالمدينة حتى وصل الأمر إلى أكل الخيول
المستخدمة في النقل، التي تم أكلها جميعا حتى جلدها وعظامها، فلم يبق أمامهم إلا
أن يأكلوا بعضهم ومن ثم جاءت ظاهرة آكلي لحوم البشر، حيث كانت الأسر تقوم بإخفاء
جثث أي شخص يموت داخل البيوت إلى جانب إخفاء خبر موته حتى يتم صرف حصته من العيش.
انتقل الوضع في هذه المدينة إلى قتل أفراد
الأسر لبعضهم البعض ليتم الاستيلاء على تذاكر العيش من بعضهم، لكن الوضع انتهى
بأكل جثث الموتى أنفسهم، وكانت عندها البداية الفعلية لانتشار ظاهرة آكلي لحوم
البشر، وخلال عامين من الحصار تم القبض على أكثر من 2000 شخص بتهمة أكل لحوم
البشر، المرعب أن أغلب المقبوض عليهم كانوا من النساء.
كان النساء اللواتي بدأت ظاهرة آكلي لحوم
البشر على أيديهن، كن يأكلن لحوم أطفالهن الصغار لأبنائهن الكبار بعد أن يموتوا من
الجوع، 2% من النساء المتهمات كن لديهن سجل إجرامي سابق،وهو ما يدل على أن كل من
لجأ لهذه الجريمة، لم يكونوا مجرمين أو متوحشين كما أظهرت السينما في رواياتها،
لكن الجوع منفردا كان كفيل أن يوصلهم لهذه الجريمة.
يعتقد البعض أن الحقيقية التاريخية وراء
ظاهرة آكلي لحوم البشر شكل أسطوري لكن هناك دلائل مثبتة بشهادة الناجين إضافة إلى
سجلات القضاء الروسي، مع مراجعة أحداث المجاعات والكوارث الطبيعية ساهمت في بناء الأبحاث العلمية التي تناولت
دراسة هذه الظاهرة وغيرها مع دراسة التغيرات التي تحدث في أدمغة البشر وأجسامهم
وكذلك انحرافات سلوكهم نتيجة الجوع والاحتياج، وإن كان البشر في صراع البقاء من
الممكن أن يحاربوا الجوع فماذا إن كان شخص واحد يتصدى لهذا الصراع بمفرده؟
يتساءل البعض عما قد يحدث إذا تعرض الفرد
لحالة من الجوع ولم يجد أكل، هل من الممكن أن يأكل نفسه أو أحد أطرافه؟ وهل أكل
النفس سيخلص الأفراد من جوعهم، غير أن السعرات الحرارية التي توجد في جسم الإنسان
لا تصل إلى حجم السعرات الحرارية التي توجد في لحوم المواشي، لأن الأطراف الأربعة
التي توجد في الشخص البالغ الذي يصل وزنه إلى 80 كيلو جرام تحتوي على سعرات حرارية
تكفي الفرد لحياة تستمر لمدة 39 يوم.
ينظر الأطباء في هذه الحالة الناتجة عن ظاهرة
آكلي لحوم البشر، أن هناك مجموعة من الخلايا داخل جسم الإنسان عندما تشعر بوجود
نقص في بعض المواد الغذائية تقوم بتنشيط العديد من البروتينات، فدورها يقوم على
بناء أوعية دموية جديدة، وإن لم يحدث فإن الخلية في هذه الحالة تقوم بالدخول في
حالة مجاعة في عملية تسمى علميا الالتهام الذاتي.
يبحث الجسم الذي يعيش بدون تغذية على مصادر
للطاقة المختزنة ويقوم باستهلاكها حتى يحافظ على بقائه، مما يتسبب في آلام مبرحة
إلى جانب فشل في وظائف الأعضاء واضطراب في الحالة العقلية إلى جانب نقص
الفيتامينات مما يتسبب في فقر المعادن ونقص الدم، ويعرض الجسم لغزو الميكروبات
ويستمر الفرد في هذه الحالة من أسبوع لثلاثة أشهر، عندها سيموت الفرد من الجوع.
تمكن أحد الشباب المصابين بالسمنة في عام
1956، أنه يعيش نفسه في مجاعة لمدة 382 يوما، بهدف تقليل وزنه وحقق أطول مدة للامتناع
عن الأكل في موسوعة الأرقام القياسية بكامل إرادته فهذا يعني أن كلما امتلك الفرد
دهون أكثر كلما ضمن فترة بقاء أطول، بالرغم من تسبب جينات السمنة في صراع البقاء
وتأثيرها سلبا على الأفراد بتقليل حركة الأشخاص وعدم قدرته على الإنتاج أو كمشكلة
تهدد الجنس البشري ككل وتؤثر سلبا على الخصوبة في الذكور والإناث.