نعاني منذ سنوات طوال من أزمة مستحكمة في الأخلاق و القيم والضمائر في كافه ميادين الحياة من حولنا،أزمة فتحت زراعيها علي واقعنا اليومي و صارت القيم و الأخلاق و الضمائر و العادات والتقاليد "مرفوضة و منبوذة" و ليس لها مجال من الأعراب و من كل تعاملاتنا حتي في نفوس من حاول أن يغير هذا الواقع المرير ، في كل بيت تنافرت النفوس و ساد الجفاء و غابت الرحمة و المودة وتحولت العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة إلي ما يعاكس القيم المصرية الأصيلة ، و في المجتمع أختلط الحابل بالنابل و اختلف الجميع حتي على ابسط الحقوق ، و لكنهم اتفقوا جميعاً على معاداة الأخلاق و هجرها ، فصارت الأخلاق و القيم المُثلى ليس لها مكانه و لا قيمة و لا وزن على كافه المقاييس الاجتماعية أو الدينية و أصبحت كالغريب بين من يحاول أن يقتلها بسكين اللاأخلاق.
وأصبح المدعو"حمو بيكا" و "مجدى شطه" ومن على شاكلتهم سبب انهيار أخلاق وقيم المجتمع وخاصة جيل الشباب والصغار الذين يرددون هذه النوعيات من الخبط والصخب المبتذل دون فهم ووعي، حيث يدمرون كل جهود الدولة في إعادة بناء الشخصية المصرية ومحاكمتهم واجب وطني لأن ما ارتكبوه جريمة في حق المجتمع.
وأصبحت "رانيا يوسف" مثالاً صارخاً في انتهاك الأخلاق و العمل على انحدار الزوق العام ، و أكثر ما أزعجني التصريح التي صرحت به المدعوة المذكورة رانيا يوسف في بيانها الأخير بالأمس عن ازمه الفستان وقالت "احترامًا لمشاعر كل أسرة مصرية أغضبها الفستان الذي ارتديته في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أود أن أؤكد أنني لم أكن اقصد الظهور بشكل يثير حفيظة وغضب الكثيرين ممن اعتبروا الفستان غير لائق، من الممكن أن يكون خانني التقدير حيث ارتديت الفستان للمرة الأولى ولم أكن أتوقع أن يثير كل هذا الغضب، وآراء مصممي الأزياء ومتخصصي الموضة غالبا ما تؤثر على قرارات اختيار الملابس، وقد يكونون وضعوا في الاعتبار أننا في مهرجان دولي، ولم أكن أتوقع كل ما حدث وإن كنت أعلم لما ارتديت الفستان".
وأضافت الفنانة: "هنا أكرر التأكيد على تمسكي بالقيم والأخلاق التي تربينا عليها في المجتمع المصري والتي كانت وما تزال وستظل محل احترام، إنني إذ أعتز بكوني فنانة لها رصيد طيب وإيجابي لدى جمهوري فإنني أتمنى من الجميع تفهم حسن نيتي وعدم رغبتي في إغضاب أي أحد، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع، كما أنني أعتز بانتمائي لنقابة الفنانين ولدورها التنويري وحمايتها للقيم ودفاعها عن الفن والفنانين".
إلي هنا و انتهي كلام رانيا يوسف ، التي تقول أنها تربت على القيم و الأخلاق ولبست فستان أقل ما يقال عنه أنه يحرض على الفسق و الفجور ، وهنا نعود لأزمة الأخلاق التي تأصلت في مجتمع يبحث عن اللاخلاق في زمن حمو بيكا.
أطالب كافة مؤسسات الدولة في العمل على إعادة بناء الشخصية المصرية وتحسين الزوق العام والبحث عن أسباب هذه النكسة التربوية حتي نستطع حماية ما تبقي من أخلاق و قيم في مجتمع عتيق شاخت أخلاقه فربما نحمي صغارنا من تلوث الأخلاق.
وختاماً ... إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا...