فيديو| "الإسكافي".. مهنة تصارع البقاء في مواجهة الأحذية الصينية
الأحد 16/ديسمبر/2018 - 12:00 ص
مريم حسن
طباعة
هنا في شوارع محطة الرمل القديمة، وبين ممرات مبانيها العريقة التي شيدها المهندسين الإيطاليين منذ بدايات القرن العشرين؛ يوجد العديد من العقارات التى تهالكت بمرور الزمن، وكسى الصدأ أبوابها ونوافذها، وبمجرد أن تطأ قدمك شوارع المسلة ترى إحدى تلك المباني القديمة؛ المعروفة بأبوابها الخشبية الضخمة، فـ السلالم التى تآكلت بتأثير الرطوبة خير دليل على سنوات عمر المكان، فهى أشبه بامرأة عجوز ذابت تفاصيل ملامحها بتأثير التجاعيد؛ تجد العديد من ورش تصنيع الأحذية اليدوية.
الإسكافي
"الإسكافي" هو من امتهن صناعة الأحذية يدويا، يصنع فردة الحذاء بكل دقة ومهارة، وتمر هذه الفرده على العديد من العمال، كل منهم يضع بصمته الخاصة به على الفردة، حتى تصبح هذه الفرده ذا قيمة عالية.
ومع مرور السنين تمكن الزمن وسنة الحياة من الإسكافي، واندثر تاريخه وضاعت أهميته، حيث اغتال التطور الصناعي والتكنولوجي عدد من المهن العريقة، ومن بينها صناعة الأحذية اليدوية، كما تعتبر هذه الصناعة الآن، عالية التكلفة؛ نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام والجلود والنعال ودخول الماكينات الآلية الصناعة، والتي قد لا تكون بجودة الصناعة التقليدية وقد لا تهتم بالتفاصيل أو الحرفية، وبالتالى أصبحت هذه المهنة مهددة بالانقراض بعد أن أصبحت لا تناسب إيقاع العصر.
فى البداية يقول زين الدين محمد عبداللطيف، فى الستين من عمره، من أقدم صانعى قوالب الأحذية فى الإسكندرية، أنه يعمل إسكافى منذ 35 عام، ورغم تفضيل الزبائن على شراء الجاهز في الوقت الحالي إلا أن عم زين، الذى يعمل فى شارع المسلة، أكد أن مهنة تجميع الأحذية، مستمرة طالما وجدت عمالة مصرية.
وأكد زين أن الأحذية الصيني كبقية المنتجات أثرت على رواج الصناعة، نظرا لانخفاض سعرها بالنسبة للمستهلك، رغم عدم جودتها مثل نظيرها المصري، قائلا: "البضاعة المستوردة بتموتنا، والصينى بالذات بيضرب فى السوق لأنه بتدخل البلد متهرب من غير ما يدفع جمارك، وبالتالى بينزل السوق بسعر أقل مننا وبياخد الزبون مننا، كنا زمان بنصدر لدول الخليج لكن دلوقتى أنا مش عارف أبيع حتى فى بلدي".
وأضاف: "الصنايعية انقرضت وانتاجنا قل بس برضو مش عارفين نبيع وعشان كده ببيع بضاعتي بالقسط عشان أقدر أعيش وادفع أجور الصنايعية بعدما وصلت يومية الصنايعى دلوقتى لـ 200 جنيه".
وقال إسلام زين الدين، إسكافي إن العديد من الورش أغلقت أبوابها وفقدت عمالها بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والجلود، والتى أدت إلى غلق عد كبير من الورش ومصانع الأحذية، وفقدان مصانع الأحذية المستمرة قرابة 50 % من طاقتها الإنتاجية، وقلة الإنتاج وارتفاع الأسعار، ما أصاب سوق الأحذية بحالة من الركود والكساد.
وأضاف قائلا "الأحذية الصينى وقفت حالنا والأسعار نزلت بصورة كبيرة، والمستهلك يفضل المستورد لانخفاض سعرها ما يؤثر سلبا على الورش والمصانع".
الإسكافي
وروى عم مصيلحى، يعمل بهذه المهنة منذ 30 عاما، أنه لا يفكر بتفاصيل مهنته التى عادت أن تجالسه يوميا بقدر ما يهاجمه دائما هاجس انقراض المهنة، خاصة بعد انتشار المنتجات الصينية، قائلا "نفسى الدولة تعمل مدارس لتعليم صناعة الأحذية عشان المهنة دى متموتش بموت أصحابها".
وقال محمد شلبى، إسكافى، أن صناعة الأحذية اليدوية تبدأ ب"التفصيلجى" الذى يعد أول مراحل التصنيع، حيث يقوم بقص القماش حسب شكل تصميم الحذاء، ثم يعطيه "للمكنجى"؛ وهو المرحلة الثانية فى صناعة الأحذية، ويقوم بتصنيع الوشوش وتركيب الابزيمات وإتمام مرحلة التقفيل لتصبح جاهزة "للجزمجى"؛ الذى يقوم بتركيب الوشوش على القوالب لتكون جاهزة لتصبح حذاء.