حكايات مصر الحلوة الشقيانة .. الحمار رمز التحمل وغزل البنات ليس بهجة أحيانا
الجمعة 14/ديسمبر/2018 - 05:31 م
كتب: وسيم عفيفي -تصوير محمود الدايح وفاطمة إسماعيل
طباعة
الصورة هي أصدق وأدق ما ترسم حكايات مصر الحلوة الشقيانة، فبين الجامعات هناك حواديت وفي الأزقة والشوارع تكمن التفاصيل وعلى الأرصفة تتجسد المعاني المختلفة.
على بياعين الكتب .. الزبائن أقلية بجانب السعيدية
على بياعين الكتب .. الزبائن أقلية بجانب السعيدية
بائعة الكتب
بالقرب من مدرسة السعيدية تتراص الكتب والروايات بأبخث الأثمان فأكثر الأسعار غلاءا على الرصيف 100 جنيه، ومع ذلك فإن زبائن السيدة ليسوا من طلبة أكبر مدرسة ثانوية في الشرق الأوسط.
ربما تكون الكتب هي مصدر الرزق لتلك المرأة، لكن أيضا الرصيف بيت العاملين معها والكتب بالنسبة لهم مراتب، ومع ذلك فإن حصاد يومهم في مصر الحلوة الشقيانة لا يتجاوز الـ 300 جنيه.
كبار السن بين العيش والمناديل .. مناديب الصبر والصعب
ربما تكون الكتب هي مصدر الرزق لتلك المرأة، لكن أيضا الرصيف بيت العاملين معها والكتب بالنسبة لهم مراتب، ومع ذلك فإن حصاد يومهم في مصر الحلوة الشقيانة لا يتجاوز الـ 300 جنيه.
كبار السن بين العيش والمناديل .. مناديب الصبر والصعب
بائع مناديل
الإحسان هو الشيء المرفوض من كل واحد جالس في الشارع بسبب الإعاقة أو الفقر، فهم يبيعون المناديل وعدد كبير من المسنين توجه إلى الرصيف وتاهت الحقيقة مع كثافتهم، فهناك منهم من يحتاج، وهناك أيضاً من يلجأ للتسول والذي يعتبر مهنة لها إدارة خاصةً في ظل حوادث خطف الأطفال وابتزاز مشاعر المصريين.
بائع المناديل
مشكلة بائعو المناديل من المسنين أو الأرامل هو الفقر وتلك أزمة حيث يعد خروج المسنين إلى الشارع رجالاً ونساءً دلالة على انتشار الفقر وضيق الخيارات.
يا مراكبي رسيني .. من هنا جاءت قصة فيلم
المراكبية
ربما عالم المراكبية مختلف نسبيا فهم ينتظرون السمك في الشبك وأحيانا الزبون الذين يريد رحلة على النيل، لكن المؤكد أن هذا العالم استلهم منه صناع السينما قصة أحد أكثر الأفلام قتامة وهو المراكبي الذي روى قصة أحمد السيد عليش وهي شخصية حقيقة لأحد صيادين منيل الروضة البدائيين والمعتمد على مركب صغير هي كل دنيته بها يصيد السمك، وفيها يعيش مع زوجته عزيزة وإبنته الشابة سمرا وإبنه الصغير الطيب وقد تزوج من عزيزة بالتراضى بدون مأذون إو عقد موثق، وبمهر ١٠ كيلو سمك، ولم يستخرج له شهادة ميلاد أو حصل على بطاقة هوية، ولم يتعلم وكذلك زوجته وأبناءه، ولكون خطيب ابنته صلاح وإبن زميله الصياد حسين حصل على الدبلوم ليعمل مدرسا، جعل طموح التعليم يحتل كيان ابنه.
غزل البنات .. البائعون لهم نصيب من البهجة أحيانا
غزل البنات
ربما يشعر الطفل ببهجة غزل البنات لكن هذا إن كان زبون، لكن البائع الطفل لا يشعر بهذا لسبب واحد وهو أن لقمة العيش مشوارها مليء بالمرارة والحرمان بالنسبة لطفل لم يتجاوز عمره الـ 20 سنة.
سر البهجة بالنسبة لهذا اليوم القاسي على الطفل تكمن في بضعة جنيهات يجنيها من بيعه لأكياس الغزل بنات، لكن تبقى في النفس غصة وهي الحرمان.
الحمار .. رمز الصبر والتحمل
الحمار
لا يعتبر الحمار رمزا للغباء وإنما للتحمل، فهو يقف كثيرا في الشارع ويمر بكل تلقبات الطقس السيء، ومع ذلك فإنه يصنف على أنه غبي؛ ولعل التفسير الوحيد لهذا هو الفهم الخاطئ لآية قرآنية عن اليهود والتي تقول مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين.
البعض يظن أن تفسير الآية هو تشبيه اليهود بأنهم مثل الحمار لا يفهمون بينما الآية واضحة كالشمس في رابعة النهار بأن اليهود لديهم التوراة ولكن لا يستفيدون من العبر وما فيها من الحكم والأحكام مثلهم مثل الحمار الذي يحمل الأسفار فوق ظهره ولا يستفيد منها سوى النقل دون تطبيق المنقول كمنهاج للحياة.
المساجيري .. تاريخ أنقذته هذه الصورة
بيت المساجيري
في السويس يقع بيت المساجيري في منطقة الخور، وكاد أن يهدم هذا البيت نهائيا ويتم تحويله إلى منطقة أبراج.
شهرة هذا البيت ترجع إلى أنه المكان الذي شهد إهانة الباز أفندي حيث ألقي الماء عليه، لكن حقيقته أنه أقدم مركز مراقبة لحركة السفن في قناة السويس عقب افتتاحها، إلا أنه عانى من الإهمال لسنوات.
حاول بعض السماسرة استغلال أنه لم يتم تسجيله كأثر لبيعه وإقامة بدلا منه منطقة أبراج لولا أن قام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الصورة والتحذير من ذلك نظرا لأن البيت يعود إلى عهد محمد علي وكان مملوكا لأحد أعيان السويس ويدعى الحاج محمد حسنين، ويقع البيت أمام بحر الخور بالسويس، وبجواره قصر محمد علي الذي شيده محمد علي أمام البحر، لمتابعة الأسطول البحري بقيادة إبراهيم باشا، الذي كان متجها لبلاد الحجاز لمحاربة الوهابيين.
عمال اليومية .. الرزق على الله
عمال اليومية
حيث الطبقة الراقية والمتوازية مع المتوسطة فَثَمّ "وسط القاهرة"، المولات تزدان بمشاعر البهجة والسعادة، وتزداد بالزبائن بين شراء للملابس الفاخرة، أو زيارة للأماكن التي تبيع، ومع ذلك فإن عمال اليومية لا يشعرون بذلك فهم لهم مجتمعهم الخاص القليل في المال والذين يقابلوه في ابتسامة رضىً تارة واستسلام للإرهاق تارة أخرى
الجالسون على الأرصفة .. شرود وهم
الأرصفة
وسط النظرات العابرة لمنطقة الحسين الباهرة بالناس الساهرة والمزدحة بالشقيانين يذهب فكر كل الجالسين على رصيف الجامع في انتظار المدد.
رغم كل حكاية تتوارى خلف ملامح الجالسين على الأرصفة، إلا أن الشيء الثابت الذي يسيطر على المشهد، أن هؤلاء الناس هم أشهر ما يتسم به مسجد الإمام الحسين نهارا.
وعليه فإن كان الناس متفهمين لسبب تراصهم فمنهم الفقير وبعضهم الأُرْزَقِي، لكن الأكيد أنهم ينطبق عليهم معنى الحديث المتفق على صحته، عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئا".
وقوله : لا يسألون الناس إلحافا أي : لا يلحون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال ، فقد ألحف في المسألة، فعن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال : سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسأله ، فأتيته فقعدت ، قال : فاستقبلني فقال : " من استغنى أغناه الله ، ومن استعف أعفه الله ، ومن استكف كفاه الله ، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف ".