حصاد اليوم الأول من زيارة السيسي إلى النمسا 2018
الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 03:01 ص
وسيم عفيفي
طباعة
أربع مراحل رسمت اليوم الأول من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى النمسا، شملت لقاءات مع الرئيس النمساوي ومستشاره فضلا عن لقاء عدد من رؤساء العالم المشاركين في منتدى إفريقيا ـ أوروبا؛ بالإضافة إلى لقاء رئيس البرلمان النمساوي.
لقاء مع نظيره النمساوي
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره النمساوي ألكسندر فان دير بيليّن، وذلك في إطار الزيارة الرسمية له إلى النمسا.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أجرى مباحثات موسعة مع الرئيس النمساوي، وأعرب فى مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال النمساوي، مشيدا بعلاقات الصداقة المصرية النمساوية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس النمساوي رحب بالرئيس والوفد المرافق له، معرباً عن تقدير النمسا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين.
وأشاد الرئيس النمساوي بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص النمسا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
وأكد الرئيس من جانبه أن الاستثمارات والصناعات النمساوية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019 واتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكداً سيادته الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع النمسا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
وأضاف راضي أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقاً لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وأشاد "فان دير بيليّن" بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.
مؤتمر مع مستشار النمسا
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مباحثات على مستوى القمة مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، وذلك في أول أيام زيارة سيادته الرسمية للعاصمة النمساوية فيينا.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن المستشار النمساوي استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس في النمسا صديقًا عزيزًا، حيث تعد الزيارة هي الأولى لرئيس مصري منذ قرابة 12 عامًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والنمسا، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات، وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.
من جانبه؛ توجه الرئيس بالشكر للمستشار النمساوي على دعوته لزيارة النمسا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا سيادته بخصوصية العلاقات التاريخية بين مصر والنمسا ومدى تميزها، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطويرها والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على النمسا في إطار تعميق العلاقات المصرية - الأوروبية.
وذكر المتحدث الرسمي، أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد السيد "كورتز" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان مؤداها التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري.
كما أكد الجانبان أهمية عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في أقرب فرصة لوضع تصور محدد للمشروعات التي يمكن تدشينها مستقبلًا بين البلدين، حيث تم التوافق حول عقدها خلال عام 2019 للمرة الأولى منذ عام 2010، الأمر الذي من شانه أن يعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية - النمساوية، خاصةً بمشاركة الشركات النمساوية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر كتنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
من ناحيةٍ أخرى؛ تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات السياحة والحوكمة الإلكترونية والإصلاح الإداري وميكنة الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على سبل تعزيز التعاون بين النمسا والقارة الإفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الإفريقي خلال العام المقبل ٢٠١٩.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد المستشار النمساوي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي.
وقد توافقت وجهات نظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.
أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض السيد الرئيس رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، مؤكدًا سيادته أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك ملف الهجرة غير الشرعية؛ حيث أشاد المستشار النمساوي بالإنجازات المصرية التي تحققت اتصالًا بمكافحة هذه الظاهرة عبر منع تسلل أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلًا عن استضافتها ملايين اللاجئين على أراضيها وتمتعهم بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في مختلف الخدمات وتوفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء.
وأكد الرئيس أن مصر تضطلع بهذا الدور انطلاقًا من الوازع الأخلاقي بدون مزايدة، لافتًا سيادته إلى أن استدامة نجاح تلك الجهود تتطلب تطوير أطر التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي لمساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا سيادته نتائج العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، والنجاحات التي حققتها في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وقد أشاد "كورتز" بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف.
وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيس والمستشار النمساوي شهدا التوقيع في ختام المباحثات على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين؛ للتعاون في عدد من المجالات كالتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية، والتعليم العالي، والسكك الحديدية، وتلي ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.
زيارة المجلس الوطني النمساوي
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة المجلس الوطني "البرلمان النمساوي"، وذلك في إطار اليوم الأول من زيارته الرسمية إلى فيينا، وكان في استقباله السيد فولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن "سوبوتكا" أكد ترحيبه بزيارة الرئيس إلى النمسا، منوهاً بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين المصري والنمساوي، وموضحاً حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التي شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلماني.
من جانبه؛ أعرب الرئيس عن تقديره لزيارة المجلس الوطني، وتطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا على مختلف الأصعدة، خاصةً في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يسهم في تعزيز التواصل بين الشعبين والارتقاء بالتعاون الثنائي المشترك.
وأضاف السفير بسام راضي، أن اللقاء تناول بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في المجالين السياحي والثقافي.
كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، حيث ثمن رئيس المجلس الوطني النمساوي جهود مصر في هذا الصدد، والتي تعد ركيزة الاستقرار في المنطقة، معرباً عن مساندته لها، ومؤكداً أهمية وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً للقضاء على هاتين الظاهرتين العابرتين للحدود.
مأدبة عشاء بدعوة من مستشار النمسا
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة عشاء على شرف رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة في المنتدى الأوروبي الأفريقي رفيع المستوى بفيينا، وذلك تلبيةً لدعوة مستشار النمسا.