المعلم محمد رضا .. أضحك الجمهور قبل دفن ابنته ومات في شهر رمضان
الخميس 20/ديسمبر/2018 - 02:21 م
وسيم عفيفي
طباعة
حتى الآن لم يعشق أحد شخصية رجل الحارة في السينما مثل شخصية المعلم محمد رضا والذي كان كوميديا مبدعا حتى في المواقف الصعبة، حيث أضحك عائلته بعد دفن ابنته، ثم جاءت وفاته مباغتة.
المعلم محمد رضا .. مسيرة فنان منسية
الفنان محمد رضا
الفنان محمد رضا من مواليد 20 ديسمبر عام 1921 في قرية الحمرة محافظة أسيوط التى انتقل إليها والده بحكم عمله كموظف فى السكة الحديد، وهو أخ بين شقيقين، واسمه محمد رضا، وهو اسم مركب واسم والده أحمد عباس، ولم يغير اسمه، فأصبح هذا الاسم اسمه الفنى، ثم انتقل والده إلى السويس، فأقامت الأسرة هناك فترة طويلة.
تخرج من دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 وقضى بالسويس فترة طويلة من حياته، وبعد تخرجه عمل فى شركة شل للبترول، وارتبط وتزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة هناك، بعدما تعرف على زوجته أثناء دراسته بالقاهرة وتزوجها واصطحبها لتقيم معه بالسويس.
محمد رضا - البحث عن فضيحة
ظهرت مواهبه الفنية فى المرحلة الابتدائية، حين كون فريق تمثيل بالمدرسة، وشجعه الناظر، كما كان والده منفتحا ويحب الشعر والإلقاء، ورغم أن محمد رضا كان مستقرا فى وظيفته، فإن الرغبة الفنية تمكنت منه فغير مسار حياته.
فى أواخر الثلاثينيات نظمت مجلة دنيا الفن مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وتقدم لها محمد رضا مع عدد كبير جدا من المتسابقين، وكان المخرج صلاح أبوسيف أحد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من عمالقة الفن، وبعد التصفيات حصل على المركز الثانى فى المسابقة.
موت ابنته .. حزن والتزام
محمد رضا بين أحفاده
كانت أصعب المواقف فى حياته مرض ووفاة أميمة ابنته الكبرى وأول فرحته وابنته الوحيدة بين 3 صبيان، وكان مرتبطا بها ارتباطا شديدا، وكانت من الشخصيات الجميلة القريبة من كل أفراد الأسرة.
أصيبت أميمة بالسرطان وهى فى منتصف الثلاثينيات، وظلت تعانى عامين، وهو ما أثر على محمد رضا بشكل كبير، وأثناء سفره فى مهمة عمل عام 1989 ماتت أميمة وتركت ابنتها ولم تكمل عامين.
يقول نجل محمد رضا عن هذه الأزمة في حوار صحفي له "لن أنسى مشهد والدى عندما ذهبنا مع عم إبراهيم نافع لاصطحابه من المطار، فدخل البيت فى حالة انهيار تام، ولم أره بهذه الحالة من قبل، وكان عنده مسرحا فى نفس اليوم، حيث كان يعرض مسرحية طب بعدين فاقترح المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ورفض والدى، وقال الناس قطعت تذاكر والعمال بياخدوا أجور، وصمم على عدم تأجيل المسرحية وتماسك وأدى دوره وأضحك الجمهور، وبعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفيت اليوم ورغم ذلك أصر على أن تقديم العرض علشان يسعدكم، وكان لهذا الموقف وقع كبير على الجمهور، فكان أبى يمثل ويضحك الناس فى أصعب المواقف وهو يرى أختى تتألم من المرض وبعد دفنها ووفاتها، ونفس الموقف حدث عندما توفى والده عام 1975 فوقف على المسرح بعد دفنه".
محمد رضا
عن اللحظات الأخيرة يقول نجل المعلم رضا "كان والدى بكامل صحته ولم يكن يعانى سوى من بعض الأمراض المزمنة التى تعايش معها، ويوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل ساكن قصادى، وكان صائما، حيث كان التصوير فى نهار رمضان، وبعدما انتهى من التصوير عاد إلى المنزل وكان أخى حسين يزوره، وكنا جميعا تزوجنا وأنجبنا، وكنت مسافرا فى مهمة عمل، وأراد أخى أن يمشى قبل الإفطار، ولكن أبى طلب منه أن يبقى ليفطر معه هو وأمى وعبير ابنة شقيقتى الراحلة، وبعد الإفطار اتصل به صحفى من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أبى أنفاسه وسقطت سماعة التليفون من يده، وجاءت عبير لتناديه فلم يرد، ونادت على أخى حسين الذى فوجئ بوفاة أبى ورد على السماعة ليخبر الصحفى أن والدى توفى، فأصيب الصحفى بحالة ذهول، وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير 1995"