المواطن

عاجل
صور .. «محافظ القاهرة» يشارك فى جلسة المجلس العلمى لأكاديمية السادات الإتحاد الدولي لشباب الأقباط في روما يهنّى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة الذكرى التاسعة عشر لجلوسه على عرش الكرسي البطريركيّ الأورشليمي تحرك سريع وموجة بحر السبب..محافظ البحر الأحمر يطمئن على السياح والمواطنين المصريين في حادث غرق مركب مرسى علم شباب الصحفيين تعلق على اختيارات الهيئات الصحفية والإعلامية الجديدة طواله: «الشوربجي» لمواصلة النجاحات.. و "سلامة" يمتلك رؤية ثاقبة لجنة الحكام تحسم الجدل حول إيقاف محمد معروف بعد مباراة الأهلي والاتحاد صور.. لعمله المخلص .. «تربية الأزهر» تكرم أحد العاملين بالكلية لبلوغه سن المعاش تعرف علي طلبات أكرم توفيق لتجديد عقدة مع الأهلي لزمالك يكشف موقف إصابة محمد صبحي قبل مواجهة بلاك بولز بالكونفدرالية صور ..«حمدي علي» يحصل على الدكتوراه في الإعلام حول «فاعلية التسويق الإلكتروني لوكالات الإعلان في تحقيق القدرة التنافسية للشركات» تعيين مريم عامر منيب مشرفه بنقابة المهن الموسيقية
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مع احتفال المصريين بذكرى دخول رأسه .. الجانب الثائر في الحسين

الخميس 03/يناير/2019 - 02:01 ص
حامد بدر
طباعة
يأتي كل احتفال بالإمام الحسين على محبيه دون تغيير فهم يستدبرون عامًا ويستقبلون آخر في عشق وليهم ومحبوبهم، سبط الرسول الأكرم، لا تألو ألسنتهم ولا يكلّون من ذكر المحاسن والصفات، صفات أهل الطهارة، "حسين مني وأنا من حسين"، يذكرون سيد الشباب، وحكيم الزمان، وملهم الزُّهاد، والنسَّاك، والعابدين، لا يتذكرونه، فكيف نسيان من في القلب يسكن .. الحسين


قد لا تجد نفسك تستطيع أن تقدم المزيد أو أن تبحث في الجديد، حين تود أن تكتب عن أو في سيرة الشهيد الثائر الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب "سبط الرسول صلى الله عليه وسلّم"، لأ نك ببساطة الإنسان لو أردت أن تكتب من الجانب العاطفي، فلا لوم عليك لو تفطَّر قلبك أو زرفت الدمع على دماه التي سالت في بلدة كربلاء العراقية، أما بعقلية مشاهدٍ أو محلل للأحداث لو كتبت من الجانب السياسي فإنك ربما تحاول أن تجد مخرجًا لبعض الأطراف، وربما ألقيت باللوم على أطراف أخرى، وهنا سيبدأ الصدام لأن السياسة لا تقبل المراجعة ولا تغفر الزلة، وكثيرًا ما تنتصر دهاليزها فأبسط الحالات لا تنصر الظالم وإنما تُنقص من المظلوم حقه، وهنا سيتبقى لك جانبًا واحدًا هو الجانب التاريخي، والذي ستعاني فيه إشكاليات "الصدق، والاتزان، والعدالة في الأحكام" حيث أن التأريخ في تلك الفترة، لم يكن بالشيء اليسير على كتبة ومسجلي الأحداث، فلو لم تكن بليغًا حكيمًا ستقع في أخطاء القذف والتخوين بجهالة، وربما لا تصل إلى يقين يريح قلبك في عصر صار فيه اليقين قطعة من جمر لو قبضت عليها في صمت وسكون كنت أنت بحق المؤمن الأمين.
مع احتفال المصريين
ومبدأ الحكاية كلها، أن رجلاً ذا عقلية ثائرة قد خرج من دوامة الصمت ونطق بكلمة النفي والمعارضة كلمة "لا" التي راح ضحيتها الكثيرين في شتَّى العصور العربية التي اختُلِط فيها دومًا الحابل بالنابل، نطقها أمام الناس كل الناس، فسقط ذبيحًا. لقد رآها هو حقًا، رفض بيعة جائرة يحسبها الخائفون سلامة، ويراها العاقلون ندامة، ولكن أكثر الناس في هذا الزمان لا يعقلون.. 

رجلٌ أتاه الله شرفَ الحكمة، وشرف آخر هو يعلو كل شرف ألا وهو صلته بأشرف الخلق، فهو السبط وهو سيد الشباب، وهو الريحانة الجميلة، هو وريث باب العلم وجذر من الجذور التي ورثت المنطقية والعقلانية النبوية التي ملأت "آل بيت الحبيب صلوات الله وسلامه عليه"، إنه رجلٌ بكامل الأدب وبعظيم الأخلاق اتصف واتسم، وبرجاحة العقل وبالتواضع صار ولا زال نهجًا لكل ثائر على الأوضاع، رافض للمهازل، مترفع عن الجهالات التي تأخذ من تاريخ البشرية أفضلها وهو العقل.
مع احتفال المصريين
فلما خرج الإمام إلى الكوفة رافضًا بيعة يزيد، كان لايبغي هو ملكًا ويريد وِلاية، لأنه قد علِم جيدًا بأنَّ الوَلاية – بفتح الواو – هي لله وهي الأبقى، لقد أبى حتى أن يدعي أنه وريث بيت النبوة، حين عُرِض َ عليه ذلك. لقد كان الإمام الحسين لا يأبه بتلك الدنيوية، فهو كأبيه علي – كرم الله وجهه - الذي كسب الإمامة الدينية، ولم يسعى إلى الدولة الدنيوية "المطلب الأدنى الذي سعى له معاوية بحكم عمله العسكري ومنصبه القيادي"، ولهذا كان حكمه راشدًا رشيدًا.

ولكن في خلافه مع يزيد كان السعي كل السعي إلى إرساء حق وزهق باطل ودحض خيبة أمل، صفق لها الجُبناء، فعاشوا أمواتًا، وأبى ضدها الأطهار فأصبحوا أحياءًا عند ربهم يُرزقون.
مع احتفال المصريين
لقد جسّد لنا الإمام الحسين مشهدًا عظيمًا رُغم مأساويته إلا أنه، كان درسًا قاسيًا من دروس الأيام، لنعلم أن الفوضى والخوف هما سبيلا الضياع، ليقول بكل جرأة "والله لا أعطیھم بیدي إعطاء الذلیل، ولا أُقر لھم إقرار العبید"، فيموت ويموت من بعده الجُبناء ويموت من منصروه ويموت من خذلوه، ولكن الفكرة "تحيا".

ولا أجد في هذا المقال خيرًا مما كتبه عباس محمود العقاد في كتابه "أبو الشهداء: الحسين بن علي" في الفصل الأول الذي عنونه بعنوان "مزاجان تاريخيان"، فكتب:
"وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيه وأبعد غايتيه، فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة، وانتصر يزيد بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصَغَار المتع والأهواء".

ولهذا فالحسين فكرة "للأشراف، والأطهار، والوطنيين، والعاقلين، والراشدين، والنابغين، والطامحين إلى العدالة والأمان والحرية"، فكرة تجسدت أنكرها المنكرون أو أقرَّها العالمون أو بحث فيها الباحثون أو قرأ فيها الولهون أو تبع له الأتباع، سيظل بوطنيته وجرأته سيرة فخر للأبناء والأحفاد.. 

ولهذا وفي ذكرى مولده وجب على محبيه ذكره بالخير والسلام، رضي الله عن الإمام الحسين، وصّلى الله على جده وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads