كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور شاهدة على الحضارة القبطية
الخميس 03/يناير/2019 - 06:00 م
محمد وجيه
طباعة
تعتبر كنيسة الملاك ميخائيل، بمدينة دمنهور، محافظة البحيرة، من أهم المعالم الدينية القبطية، إذ تعد واحدة من أقدم كنائس المحافظة، وتقع بمنطقة القلعة، يرجع تاريخ إنشائها إلى عدة قرون، والتي تمتد إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وبها العديد من المخططات القبطية والعربية، التى تعبر عن تاريخ الحضارة القبطية، وقد عمل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية خادمًا بكنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور، وبين أحواشها ومكتبتها قضى سنوات طفولته ثم انتقل بعد التحاقه بالفرقة الأولى من كلية الصيدلية ليتتلمذ على يد نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن.
كنيسة الملاك ميخائيل
زارها البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية، وأحد أبرز من جلسوا على الكرسى البابوي، وصلى بها، وتحمل جدران كنيسة الملاك ميخائيل عبق التاريخ، ورغم أن الكنيسة قد شهدت عمليات ترميم وتجديد عديدة إلَّا أنها حافظت على طرازها المعماري المتميز، خاصة الأعمدة وحجرة المذبح التي تحتفظ بطرازها المعماري كما هو، ومن أهمها عمليات إعادة بنائها وخلال مرحلة بناء الكنيسة هدم جزء كبير منها خلال انتفاضة الأقباط فى عهد الناصر محمد بن قلاون، والذي نتج عنها خراب لعدد كبير من الكنائس، ومنها كنيسة القلعة بدمنهور، فتم ترميم الكنيسة وإعادة بناء الأجزاء التي هدمت منها.
كنيسة الملاك ميخائيل تجمع كل الحضارات
كما شهدت الكنيسة عمليات ترميم واسعة في نهاية الخمسينيات من القرن العشرين وتتميز بأعمدتها، التي لم يطرأ عليها أي تعديل منذ إنشائها، ويكتفى فقط بترميمها كل حين للحفاظ على النسق المعماري لها، والتي تجمع بين الطراز الروماني والطراز القبطي المصري المعروف، خاصة قبة الكنيسة شديدة التميز التي تجمع كل الحضارات التي مرت على مصر، رغم بساطتها وصغر حجمها إلى حد ما.
ولجأ العديد من المسيحيون فى فترة الاضطهاد الرومانى للمسيحية، لكنيسة الملاك ميخائيل للاحتماء بداخلها، وقد بدأت حياة الرهبنة فى هذه الكنيسة فى عصر مبكر، واستمرت كنيسة الملاك ميخائيل عامرة، برهبانها على مر السنين، واحتفلت كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور بالنهضة السنوية التي تقيمها بمناسبة عيد شفيعها رئيس الملائكة ميخائيل.
احتفالية كنيسة الملاك ميخائيل بالنهضة السنوية
وتحتفل الكنيسة القبطية بتذكار رئيس جند السماء الملاك ميخائيل الشفيع في جنس البشر ويقع دائمًا هذا التذكار في بدء الفيضان، وكان هذا العيد في الأصل من أهم أعياد قدماء المصريين، حيث يفيض النهر بالمياه التي تروي البلاد، فيعم الخصب والنماء، ويفرح المصريون يبتهجون ويتبادلون الهدايا والفطير، بدخول المسيحية لمصر، بكرازة القديس مرقس الرسول، تحول الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحي، تحول هذا العيد إلى تذكار للملاك ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات المؤمنين ويطلب عن ارتفاع مياه النيل ليعم الخير بالوادي ولذلك تبدأ الكنيسة من ذلك اليوم الصلاة من أجل ماء الأنهار.