اليوم في العاصمة الإدارية .. مصر على موعد مع حدث لم يتكرر منذ 100 سنة
الأحد 06/يناير/2019 - 12:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
تشهد مصر اليوم في العاصمة الإدارية ولأول مرة منذ واحد وخمسين عاما، قيام رئيس مسلم بافتتاح كاتدرائية، حيث يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي كاتدرائية ميلاد المسيح مساء اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة، وكان أول رئيس مصري دشن كاتدرائية هو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي دشن كاتدرائية العباسية سنة 1968 م.
كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة
تبدو هذه مفارقة، لكن المفارقة الأبرز أن مصر ستشهد مساء اليوم حدثا لم يتكرر منذ 100 سنة بالتمام والكمال وهو صعود رمز ديني مسيحي كبير على منبر مسجد، حيث يلقي قداسة البابا تواضروس بتاريخ 6 يناير سنة 2019 خطبة من مسجد الفتاح العليم وهو المشهد الذي مضى على شبيهه 100 سنة حين اعتلى القمص سرجيوس منبر الجامع الأزهر ليشد من أزر الثائرين في ثورة 1919 م.
والقمص سرجيوس من مواليد مركز جرجا محافظة سوهاج سنة 1882 م، ورُسِم قسًا على بلده ملوي باسم القس ملطي سرجيوس، ثم عُيِّن وكيلًا لمطرانية أسيوط في 30 أكتوبر سنة 1907 م، واشتهر بفصاحة اللسان حتى بات خطيبا في ثورة 1919 م.
القمص سرجيوس
بحسب تاريخ تكلا هيماونت فإن نشاط القمص سرجيوس لم يقتصر على الأزهر بل وقف مرة أخرى هو والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون، فلما ضاق بهما الإنجليز ذرعًا أمروا بنفيهما معًا في رفح بسيناء، وكانا في منفاهما يتحدثان عن مصر، ويتغنيان بأناشيد حبهما لها، كذلك انشغل في المنفى بكتابة الخطابات، وإرسالها إلى اللورد، يندد فيها بسياسة الإنجليز، ويعيب عليهم غطرستهم وحماقتهم في معاملة الوطنيين، وعلى الأخص في معاملة قادتهم وزعمائهم.
قضى القمص سرجيوس والشيخ القاياتي ثمانين يومًا في هذا المنفى، وبعدما خرج من الاعتقال ظل يخطب في كل مكان في المساجد والكنائس والأندية والمحافل وفي الشوارع والميادين.
مسجد وكاتدرائية العاصمة الإدارية
وتشهد مصر اليوم حفل افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وبدأ العمل في بناء كاتدرائية ميلاد المسيح في يناير 2017، بناء على تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي ببناء أكبر جامع و كاتدرائية بالشرق الاوسط كهدية لكل المصريين بالعاصمة الادارية الجديدة.
تقع شرق مشروع أرض المعارض EXPO، جنوب الحديقة المركزية بالعاصمة الجديدة، وبُنيت الكاتدرائية على مساحة 4.14 فدان، على أن يكون البناء على مساحة 30% من مساحة الأرض، والحد الأقصى لارتفاعها 25 مترا.
تصميم الكنيسة جاء مماثلا لتصميم الكاتدرائية الحالية في الأنبا رويس بمنطقة العباسية، حيث صُممت على شكل صليب، وتحاط قباب الكنيسة بزهرة اللوتس، تتكون الكاتدرائية من كنيسة صغيرة إلى جانب الكنيسة الرئيسية الكبرى، وقاعة مناسبات رئيسية وقاعتين فرعيتين، وحمامات للرجال والنساء، وغرف للمعمودية، واستراحة، وغرفة للكنترول، حسبما أفاد الموقع الرسمي للعاصمة الإدارية.
التشكيل الرئيسى للكنيسة عبارة عن صحن رئيسى مغطى بقبوين متعامدين قطر كل منهم 40 مترا يشكلَا صليب، وفى تقابلهم فى وسط الصحن قبة الكاتدرائية بقطر 40 مترا ترتفع 39 متر عن سطح الأرض محملة على عدد أربعة عقود رئيسية بنفس القطر، وتحتوي الكنيسة على 4 مصاعد رئيسية؛ فيما تم مراعاة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في التصميم المعماري للمبنى.