روسيا تحاول تكرار مسلسل "القرم" مع اليابان.. لكن هل تستطيع محاربة الوحش الآسيوي؟

الجمعة 11/يناير/2019 - 02:31 م

دعاء جمال

روسيا تلعب بالنار، فهي تحارب في عدة جبهات في آن واحد، فلم تكتف بما يحدث من أزمات في جزيرة القرم، بل إنها "نقلت العطا" كما يقال بالعامية المصرية على اليابان وجزر الكوريل ومن ثم قامت باستدعاء السفير اليابانى لدى موسكو للاحتجاج على تصريحات أدلت بها القيادة اليابانية بخصوص مساعى حل نزاع مستمر منذ عقود بين البلدين على سلسلة جزر الكوريل.

جزر الكوريل..

تتألف جزر الكوريل من أربع جزر تقع بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، حيث تمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر اخوتسك عن المحيط الهادئ وتمتد سلسلة هذه الجزر مسافة تقرب من 1200 كم.

وتبلغ مساحتها الكلية 15.5 الف كيلومتر مربع وتعداد نفوسها أكثر من 20 الف نسمة، حيث تشكل الجزر سلسلتين متوازيتين هما السلسلة الكبرى والصغرى وكذلك تضم السلسلتان 30 جزيرة كبيرة وعددا كبيرا من الجزر الصغيرة.

جزر الكوريل

سبب الصراع على جزر الكوريل..

تقسم الجزر إلى جزر الكوريل الشمالية وجزر الكوريل الجنوبية وتدخل جميع هذه الجزر ضمن مقاطعة ساخالين الروسية.

وقامت روسيا باحتلالها بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث أن تلك الجزر تتمتع بثروات كبيره من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة إلي مخزونها الوفير من الثروة البحرية.

وكانت قد عرضت موسكو على طوكيو إعادة جزيرتين من أصل أربع جزر ولكن اليابان رفضت العرض معربة عن أملها بان تعيد روسيا كل الجزر.

إقرأ أيضا: بني سويف في أسبوع| انطلاق الموجة الثانية وإقامة مشروعات خدمية وأزمة عبدالله السعيد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

استدعاء السفير الياباني..

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قامت باستدعاء السفير الياباني لدى موسكو للاحتجاج على تصريحات أدلت بها القيادة اليابانية بخصوص مساعي حل نزاع مستمر منذ عقود بين البلدين على سلسلة جزر.

ويسعى رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى لإبرام معاهدة مع روسيا بشأن الجزر ومن المقرر أن يجرى محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الشهر الجاري. لكن موسكو لا تبدى أي استعداد للتخلي عن سيطرتها على الجزر الكوريل.

رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى

أزمة جزيرة القرم..

أما عن أزمة جزيرة القرم، فعقب الثورة الأوكرانية في 2014 والتي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضًا على الأحداث الجارية في كييف وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا.

لماذا تهتم روسيا بالقرم؟

أما عن سبب الاهتمام الروسي بشبه جزيرة القرم، وذلك بسبب أنها تبلغ مساحتها 27 الف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالى مليوني نسمة. 58% منهم من أصل روسي و28% أوكران و12% مسلمون تتار، والباقون من الأقليات البولونية، والآذرية، والروس البيض، وغيرهم.

فشبه جزيرة القرم غنية بالمعادن، والنفط والغاز، والفحم الحجري والنحاس، ويقع فيها أهم مرفأ على البحر الأسود وهو مرفأ مدينة سيفاستوبول الذي يوجد فيه الأسطول الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، تقع فيتلك الجزر "يالطا" وهي حدى المدن التاريخية التي جرى فيها توقيع المعاهدة الشهيرة بين ستالين وروزفلت وتشرتشل في شباط من العام 1945.

إقرأ أيضا: العالم في أسبوع .. كاتدرائية ميلاد المسيح تخطف الأنظار وتهديد بإقالة ترامب

شبه جزيرة القرم

تركيا وعلاقتها بجزيرة القرم..

وهنا عزيزي القارئ من الممكن أن تتساءل حول الدور التركي في تلك الأزمة، فتجد أن طُغرُل إسماعيل وهو أستاذ العلاقات الدولية من جامعة كهرمان مرعش، كان قد صرح في تصريحات صحفية له أن كل من روسيا وأوكرانيا تحتاجان إلى دور الوساطة الذي يمكن أن تلعبه تركيا، حيث إن تركيا تعرض تهدئة الوضع بين الدولتين المتنازعتين.

وفي سياق متصل، قال إسماعيل أحد الخبراء في الشؤون الروسية:"إن تركيا التي تتمتع بعلاقات سياسية وتجارية جيدة مع كل من موسكو وكييف، هي الدولة المثالية للاضطلاع بدور الوساطة في هذا الوضع المعقد".

العلم التركي

كلاكيت تاني مرة..

نجد أن السبب وراء الصراع حول جزيرة القرم هو نفس السبب الذي يقف وراء جزر الكوريل، فكلا الجزيرتين تتمتعان بالعديد من الثروات التي تعزز السيطرة الروسية على المنطقة.

الخلاصة..

في نهاية التقرير عزيزي القارئ، نجد أنه من الممكن أن يتم طرح تساؤل وهو هل ستلاقى جزر الكوريل مصير شبه جزيرة القرم وينقلب الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي وآسيا بشكل عام من أجل عودة العلاقات بين روسيا واليابان بعد أكثر من عقدين على تلك الخلافات والنزاعات.