السيسي وجمال عبدالناصر .. هكذا وصفه في خطابه ولهذا السبب احترم خصومه
الثلاثاء 15/يناير/2019 - 01:13 ص
وسيم عفيفي
طباعة
علاقة مركبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وجمال عبدالناصر، فالأخير كان زعامة شعبية جارفة اختلف عليها الكثير، أما السيسي فقد كان طفلا وقت حدوث النكسة التي أثرت عليه ومع ذلك لم يختلف مع ناصر، لكنه كرم خصومه مع الاحترام الشديد له بدليل كلمته في مئوية عبدالناصر.
يؤكد الرئيس السيسي أن جمال عبدالناصر تجسدت في مسيرته آمال الشعب المصري نحو الاستقلال والكرامة، فعبّر عن تلك الآمال بإخلاص وكبرياء، وبذل أقصى الجهد لوضع مصر في المكانة العالية التي تستحقها، إقليميًا ودوليًا، فحَمَلَ له الشعبُ المصريّ وفاءً لم ينقطع برحيله، واستمر اسمُهُ من بعدِه رمزًا وعنوانًا لتطلع الشعب المصري لسيادته على مستقبله ومصيره".
وعن حقبته قال "تولّى الزعيم جمال عبد الناصر المسئولية في زمن ثورات التحرر من الاستعمار، التي كان هو أحد أبطالها، بقيادته لثورة يوليو المجيدة، التي أنهت عصورًا من السيطرة الأجنبية على مقدرات هذا البلد، وأعادت حكم مصر لأبنائها، ووضعتها على طريق المستقبل والحرية والتنمية".
وقال الرئيس السيسي في مئوية ناصر "امتد تأثير عبد الناصر ليُلهم ثورات التحرر، ليس فقط في المنطقة العربية، ولكن في كافة أرجاء العالم، حيث كان نضالُ الشعب المصري تحت قيادته ملهمًا وحافزًا، لحركات التحرر في أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، مما رفع اسم مصر ومكانتها عاليًا، وباتت رمزًا عالميًا لمبادئ الكرامة الوطنية والاستقلال وعدم الانحياز في السياسة الدولية".
مسألة خصوم عبدالناصر
قبل حلول الذكرى الـ 65 لثورة يوليو وبالتحديد في 22 يوليو سنة 2017 م، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاعدة محمد نجيب العسكرية، وذلك بحضور عدد من أمراء وملوك الدول العربية، وعدد من كبار رجال الدولة والشخصيات العامة؛ وذلك من أجل تأمين محطة الضبعة النووية وحقول البترول والحدود الغربية.في نفس ذات اليوم لكن من العام 2018 م مع الذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو، منح الرئيس عبدالفتاح السيسي قلادة النيل لعضو مجلس قيادة الثورة، العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق وذلك تقديراً لدوره في حركة الجيش ليلة 23 يوليو.
أثارت هذا التكريم تساؤلات عند كثيرين، خاصةً أن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي جاءت لاثنين من أشهر رموز الخصومة مع جمال عبدالناصر، وهو ما أغضب كثيرين من مؤيدي عبدالناصر، حيث أن اللواء محمد نجيب والعقيد يوسف صديق اختلفا سياسياً معه، غير أن الأخير كان أفضل الخصوم لأن الخلاف كان سياسياً على عكس محمد نجيب والذي تواصل مع الإخوان في تحالف سياسي أثناء أزمة مارس سنة 1954 م.
عاصم الدسوقي: هذه هي حقيقة محمد نجيب ويوسف صديق تاريخياً
المؤرخ عاصم دسوقي أستاذ التاريخ في جامعة حلوان، اكتفى بتوضيح الحقائق التاريخية حيث أكد أن جمال عبدالناصر تعامل مع محمد نجيب بناءاً على أفعاله وليس لأنه يسعى إلى الحكم.
وقال عاصم دسوقي في تصريحات له، أن القوى السياسية من الإخوان والشيوعيين حرضت محمد نجيب على التعجل في إرساء مبادئ الديمقراطية وعدم الأخذ برأي عبدالناصر في الانتظار 3 أشهر.
وكشف عاصم دسوقي أن الضابط أحمد عبدالله طعيمة في مذكراته أكد أن يوسف صديق كان عضواً في الحركة الماركسية وهو الذي اقترح على محمد نجيب استئصال فصيل من تنظيم الضباط الأحرار لإسقاط الثورة، مشيراً إلى أن صديق طلب رئيس هيئة عمال النقل ووكيله لحضور لقاء محمد نجيب وتم الاتفاق على تنظيم إضراب والهتاف ضد الثورة.
وتابع عاصم دسوقي أن يوسف صديق توجه إلى أحمد طعيمة باعتباره مشرف الثورة على مكتب العمال، وقالوا له على خطة الإضراب فقام بدوره بتقديم خطاب إلى جمال عبدالناصر يشرح له الوضع فقابلهم عبدالناصر وأعطاهم أموالاً من أجل الهتاف للثورة وليس ضدها.
واختتم عاصم دسوقي كلامه قائلاً "تم تحديد إقامة محمد نجيب وعزله وكان بإمكان عبدالناصر إعدامه عسكرياً لتورطه في حادث المنشية لكن تقديراً لشرفه العسكري تم تحديد إقامته وهو نفس المصير الذي لاقاه يوسف صديق".
هدى راغب عوض: ما فعله السيسي إنصاف لهما
من جهتها وصفت الدكتورة هدى راغب عوض"أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية" ، تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لخصوم الرئيس جمال عبدالناصر بأنه إنصاف لدورهما في الحدث التاريخي وليس لأي شيءٍ آخر، رافضةً وصف الرموز التي تم تكريمها بـ "أعداء جمال عبدالناصر".
وأوضحت الدكتورة هدى راغب في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن العداوة لا تكون إلا لخائن وهو مالم يحدث من الطرفين حيث أن الخلافات كانت حول الحكم والسياسة لكن لكل واحدٍ منهم دور في ثورة 23 يوليو وجرى التعتيم الإعلامي عليه.
واختتمت الدكتورة هدى راغب كلامها بقولها "مسألة الانتماء إلى الإخوان لم تغضب جمال عبدالناصر لأن غالبية تنظيم الضباط الأحرار كانوا منتمين إلى الإخوان بما فيهم عبدالناصر"، مشيرةً إلى أن الخلاف كان على طريقة إدارة الدولة.