صور| إتاوات العربان في الشرقية مقابل الحياة .. الأمن يسعى إلى حل الأزمة قبل القوة

الأحد 03/فبراير/2019 - 03:57 م

الشرقية : أحمد محمود

حرب غير تقليدية يشنها مجموعات صغيرة نسبيًا من العربان في الشرقية الخارجين على القانون ضد المواطنين في الشرقية؛ طمعًا فى الحصول على المال، يتربصون وينصبون الكمائن لضحاياهم وأحيانًا يهاجمونهم فى جنح الليل مستغلين الظلام الدامس لفرذ الإتاوات عليهم بالإكراه، ليس هناك معيار محدد لتسليحهم ولكنهم غالبًا يحملون الأسلحة الخفيفة، يحافظون على سرية تحركاتهم ويحرصون على الوجود في الأماكن المنعزلة، ويكونون على صلة ودية بمن ينصاع لأوامرهم؛ وتستعرض بوابة المواطن الإخبارية معاناة المواطنين بسبب إتاوات العربان بالشرقية.

إتاوات العربان في الشرقية.. البقاء للأقوى

يفرض بلطجية البدو بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية ما يعرف في المنطقة باسم إتاوات العربان، والذين شكلوا خلايا مسلحة بخطوط دفاع تستمد قوتها من فرض الإتاوات والغفرات ونهب أموال المقاولين والسكان الجدد وأصحاب المنشأت عند تنفيذ أى مشروع فى الأحياء "الثالث عشر والخامس عشر والسادس عشر" على مرأى ومسمع من الجميع، دون أى تدخل من قبل الأجهزة الأمنية التى أثبتت عجزها فى مواجهة هذه "المافيا" وتركت ضحاياهم فريسة لهم تحت طائلة قانون الغابة "الدفع مقابل البقاء على قيد الحياة" وفى حالة الامتناع أحيانًا يتم إتلاف مواد البناء وهدم ما تم إنشاؤه فى المبانى الجديدة، ليبقى الوضع كما هو عليه حتى الآن ويظل "البقاء للأقوى".

تتبع المدينة هيئة المجتمعات العمرانية، وتعتبر من مدن الجيل الأول، وتعد من أكبر المدن الصناعية الجديدة وهي من أقربها لمدينة القاهرة، وقد تم إنشاؤها بقرار رئيس الجمهورية رقم (249) لعام 1977م، وذلك لجذب رءوس الأموال الأجنبية والعربية والمحلية بغرض توفير فرص عمل للشباب، وكذلك لاستقطاب الزيادة السكانية إلى خارج القاهرة ومن الوادي الضيق إلى أفق أوسع وأرحب، وتقع على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي بالكيلو 46 من القاهرة وتبعد عن مدينة بلبيس 20 كم، ويربطها بأقاليم شرق ووسط الدلتا والقناة وسيناء شبكة من طرق سريعة، إلي جانب قربها من مطار القاهرة الدولي، وتمتاز بموقع فريد بين هذه الأقاليم، وللمدينة مدخلان على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي الأول عند الكيلو 51 والثاني عند الكيلو 56.

المواطن ترصد أزمة إتاوات العربان بالشرقية

"بوابة المواطن" رصدت الأزمة واستمعت لشكاوى المتضررين فيقول المهندس أحمد الحديدي: هذه الجماعات المسلحة أشبه بـ"الجراد" لكونهم موجودين فى كل مكان تقصده الحكومة لإنشاء مشروعات سكنية أو خدمية تعود بالنفع العام على المواطنين ليمارسون أفعالهم الإجرامية ويضربون بالقانون عرض الحائظ دون أن يقدر أحد على التصدى لهم، مشيرا إلى أن الناس تعانى من تصرفاتهم منذ فترة.

و"تعددت الشكاوى للمسئولين والتجاهل سيد الموقف" ومن يمتنع عن الدفع يرفعون منه مواد البناء ويقومون بإزالتها أو يتلفوا له ما أنجزه فى بنايته من خلال رش المياه على الآسمنت وإغراقه أو منع السيارت المحملة بالمون من دخول موقع البناء وغلق مداخل ومخارج الطرق المؤدية إليه، ويمارسون هذا الأسلوب تزامنا مع اندلاع أحداث ثورة 25 يناير وحتى الآن.

وأضاف الحديدى: "بلغنا الشرطة أكتر من مرة ومعرفتش تعمل معاهم أى حاجه الآمر اللى خللى التجار وأصحاب المبانى عايشين فى خوف وخشية من خطورة الناس دى ويدفعولهم المبالغ اللى بيطلبوها عشان يتقوا شرهم وبتتراوح من ألف إلى 3 ألاف جنيه من وقت للتانى مقابل إنهم يسيبوهم يبنوا ويعيشوا فى حالهم".

العربان أقوى من القانون في الشرقية

وقال شاكر جابر أحد الأهالى: "البدو المسلحين كرهونا فى حياتنا وأصبحنا لا نشعر بالأمان ومعظمنا دلوقتى شايفهم إنهك أقوى من القانون خاصة إننا بلغنا اكتر من مرة للشرطة وقالوا إنهم هيتصرفوا ومحدش عرف يعمل معاهم حاجه واللى مبينفذش كلامهم ويدفع المال بتبقى حياته كلها مشاكل ومبيعرفش يبنى طوبه واحده فى أى موقع ولو بناها بيهدوها ولو عاندهم يصفوه أو يقتلوا عياله لحد ما بقى الخوف مسيطر علينا كلنا وبنتمنى من حكومة الرئيس السيسى أنها تقضى على الظواهر السلبية دى عشان نعيش فى استقرار".

وأضاف "ر.ا" 44 عاما محاسب: (العرب هدموا بنايتى مرتين وغمروا الجبس والأسمنت بالماء حتى أتلفوه وتسببوا لى فى خسائر مالية فادحة وذلك بسبب رفضى إنصياعى لآوامرهم بدفع جزية البقاء على أرض ملكا للدوله باعتبارهم ليسوا أصحاب حق، مشيرا إلى أنه تقدم بالعديد من البلاغات والشكاوى وذلك بعدما فشلوا فى التفاوض مع هؤلاء البلطجية للوصول لحل جزرى يقيهم شرهم ولكن دون جوى، الأمر الذى اضطره لبيع الأرض بما عليها لشخص آخر مغترب بعدما اكتشفت أن شركات الحراسات تخشى مواجهة مثل هؤلاء الخطيرين فى هذه المناطق المنعزله نظرا لكثرة عددهم وطبيعة المكان باعتباره بيئتهم التى تكيفوا عليها ويعرفون فيها كل صغيرة وكبيرة).

تحذير أسامة عسكر للبدو
كان الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة للتنمية، ومكافحة الإرهاب قد حذر البدو مؤخرا من ممارستهم المتمثلة فى فرض إتاوات على المقاولين أو ما يسمى غفرة وذلك خلال تنفيذ عدة مشروعات تنموية على أرض سيناء، وأضاف عسكر قائلا: "المقاول ما بياخدش فلوس مننا وبدل ما نساعده ونقدم كوباية شاي نقوله عايز غفرة".

ورفض عسكر، دفع أي مبالغ للبدو من قبل منفذي المشروعات، معللا ذلك بأن هذه المشروعات هي لخدمة أهالينا من البدو ولن يستفيد منها أحد سواهم، الآمر الذى دفع أهالى العاش من رمان بمطالبة القوات السلحه بالتدخل للسيطرة على الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكون العاشر مدينة عمرانية تضاهى مشروعات سيناء.

العربان يستخدمون أسلوب المباغتة
فيما أفادت مصادر مطلعة لـ"المواطن" أن هذه العصابات تعتمد على أسلوب المباغتة فى التعامل مع ضحاياها وعلى دراية كافية بما يحدث داخل أقسام الشرطة بالمدينة ويسهل عليهم الهروب منهم حال مداهمتهم فى أى لحظة ويعيش معظمهم بين الناس دون أى حمل هوية تثبت تحقي شخصيته ويتزعمهم ثلاث أشخاص بلطجية هم: أبوفيصل – أبوعبدالله – أخر يدعى إيهاب) والثلاثة هاربين من أحكام قضائية متنوعه وعقوبات مدتها بالسجن تصل لمدة 25 عاما.

استشهاد المستشار محمد يحيي الأخرس

وفى سياق متصل كان أيضًا المستشار "محمد يحيى الأخرس" مدير نيابة منطقة الظاهر بالقاهرة الجديدة قد استشهد خلال السنوات الماضية متأثرا بإصابته بأعيرة نارية فى منطقة البطن أطلقها صوبه مسلحون مجهولون ما أسفر عن وفاته فى الحال، حيث أفاد أهالى التجمع الخامس بالقاهرة شهود العيان على الحادث فى نص التحقيقات أن تشكيلا عصابيا ينتمى للبدو المسلحين الذين اعتادوا فرض سيطرتهم على الأهالى وفرض الإتاوات والغفرات عليهم ويطلق عليهم الناس اسم "عربان" هم السبب فى مقتله بإطلاق وابل من الرصاص الحى فسقط على الأرض وسط بركة من الدماء، بينما أصيب ضابط مرافق بأعيرة فى أنحاء جسده جراء هذا الهجوم الجبان.

اقرأ أيضا: القبض على بلطجي فرض الإتاوات على قائدي السيارات الأجرة بموقف رمسيس