حكاية صورة | يد تحارب وتحمي الوطن .. وأخرى ترحم من في الأرض

الأحد 03/فبراير/2019 - 08:02 م

وسيم عفيفي

وسط نيران الحرب والكر والفر بين الجيش المصري والإرهابيين في سيناء، تعيش الحيوانات وهي تلاحق الموت دهساً أو حرقاً أو بالشبهة؛ فربما يكون الكلب نفسه مفخخاً أو ضحية لغم يستهدف البشر، لكن مع الجيش المصري تبدو المسألة مختلفة، ومقارنة تعامل ضابط الصاعقة مع هذا الكلب تبدو جائرةً إن قورنت بتعامل رموز التحريض على الدم.

المتاجرة عند قوى الظلام

قبل 3 سنوات وقعت أزمة بين الإخوان ورموز الأزهر بسبب صور الكلاب، ففي يناير من عام 2016 وبعد ساعات من نشر صورة الشيخ أسامة الأزهري وهو يصافح كلباً، تعرض لهجوم واسع عبر السوشيال ميديا دفعه لكتابة بيان على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وقال لعل الله تعالى أن يملأ قلوبنا بمعنى الرحمة، ليس بالإنسان فقط، بل بكل كائن حي، بل بالكون كله، ورضي الله عن ساداتنا أهل الكهف الأتقياء الأصفياء الذين وصفهم الله تعالى بقوله نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى.

سرد أسامة الأزهري ضرورة الرحمة بالحيوان فقال" ومع ذلك فقد صحبهم كلبهم، ولا شك أنهم كانوا يطعمونه ويرحمونه ويترفقون به، وإذا قاموا الى صلواتهم غسلوا الموضع الذي يصيبه لعابه بكل يسر وسلاسة ودون تشنج ولا هلع، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الذي أرسله الله رحمة للعالمين حيث قال : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ ، وَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقَى فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهَ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لأَجْرًا ؟ قَالَ : " فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ".

لم تكد تمضي 5 أشهر، حتى اختلف الإخوان الذي تجمهوا على المتاجرة بالإنسانية والرحمة بالحيوان حول صورة عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوي، بصحبة التكفيري وجدي غنيم، وتجلت المتاجرة في بيان عصام تليمة نفسه حين قال "إن الكلب كله طاهر،وإن أدلة أثبتت ذلك والقصة في كلمتين، أني شخصياً أخاف من اقتراب الكلاب مني، وفوجئنا بهذا الكلب يأتي إلينا، فقام الشيخ وجدي بوضع يده على رأسه كما تروا، واقترب مني أيضا، فشجعني الشيخ وجدي وعدم الخوف منه".

وسرد في منشوره أدلة على ذلك فقال"أما رأيي فهو ما قلته عشرات المرات في برنامجي، أن الكلب كله طاهر، وذكرت الأدلة على ذلك، ومن يريد المراجعة فليقرأ كتاب (بداية المجتهد) لابن رشد المجلد الأول".
وأشار عصام تليمة إلى موقف أسامة الأزهري بمتاجرة حيث قال "أما إنكاركم على أسامة الأزهري، فلم يكن لعلة أنه التقطت له صورة مع قطة أو كلب، بل كان الإنكار أنه رحيم بالحيوان، ويؤيد مجرم يقتل البشر بلا رحمة، فرجاء لا تخلطوا".

وقال:"أما من يقول وهو انتم فاضيين لكده، والشهداء والمسجونين؟ طيب سؤال لحضرتك: انت بتخرج تتفسح، ولا حضرتك عامل لنفسك زنزانة في البيت بتشارك بها اخوانك، ولا بتعيش حياتك زي الناس، وهذا ما لم يحرمه الله ما دمت تؤدي رسالتك؟ يا ريت بلاش مزايدة، لأن هذا لا يليق، ولا يجعلني أتوقف عن آرائي. وشكرا لكل من علق، واختلف معي".

يد تحارب وتحمى الوطن .. ويد ترحم من في الأرض
لا تقتصر رحمة القوات المسلحة بالحيوانات في سيناء على مجرد التقاط صورة تذكارية مع كلب يخلد بها الضابط ذكريات فترة خدمته، وإنما تتوسع لتشمل مشروعات لها صلة بالحيوانات والاقتصاد القومي، مشروع المليون رأس ماشية تنفذه القوات المسلحة.