فيديو| من الأثرية إلي عصر الحبيبة.. الحنطور متنزه العشاق في عيد الحب
السبت 09/فبراير/2019 - 11:22 ص
أمنية عبد العزيز
طباعة
مسيرة أثرية خاضها عبر العصور، تلك العربة الصغيرة التي يجرها الحصان، والتي يرجع زمنها للعصور القديمة، كانت أهم وسيلة مواصلات في عصر الملوك والبشوات، بل وكانت الوحيدة لهم كانت بمثابة أفخم السيارات الملاكي في حيننا هذا، BMW الملوك ومع تطور العصر ومرور الزمن ظلت تختفي تدريجيا، فقد ظهرت وسائل أخرى توفر الوقت وتنقل بصورة أسرع.
ظهرت السيارات التي تعمل بالبنزين وتسير سريعا فأنجزت في الوقت الذي يستغرقة الحصان حتى تصل لمكان معين وبدأت تلك المواصلات في الانتشار لم تأخذ وقت طويلا حتى غطت على وسيلة الحنطور، بل وجعلتها تنقرض ويقف حالها ولا إلا عددا قليلا منها، ومن ثم تطور العصر أكثر وأكثر حتي وصلنا إلي التطور التكنولوجي والفكري الذي وصلنا إليه وأصبحت تصنع إفخم السيارات بكافة الإمكانيات المتاحة.
وانتهي تماما عصر الحنطور وحل محله السيارات الأتوماتيك والأتوبيسات والطيارات وغيرها، وأصبح مكان تلك الحناطير الجراجات المهجورة، تجده مائل علي عجلات قديمة يكسوه التراب ويغطي علي ملامحه، حتي صاحبه لا ينظر إليه لأنه يعرف جيدا أنه لن يجني المال من وراؤه ولن يقوم أحد بإستقلاله.
ولكن بدأ ماليكه يرون أنه يجب أن يتم إستغلاله بشئ ما بدلا من ركنته كل هذه السنين، حينها قام كل مالك حنطور بإزالة الأتربة من عليه وتجهيز الخيول وعمل صيانة له، وأصبح يستخدم من جديد ولكن بدلا من أن كان يستقله الملوك أصبح يستقله العشاق والحبيبة للتنزه بشوارع المدينة، وأطفال المدارس الذين يجدون أن هذا شئ مميز أصبح يستقلونه فور خروجهم من المدرسة فرحين بالتنزه فيه بأرجاء المدينة.
أجرت محررة "بوابة المواطن" حواراً مع عم " محمد" صاحب الحنطور بمدينة طنطا بمحافظة الغربية رجل سبعيني ورث هذا الحنطور عن والده وبدأ في عمل صيانة له، وقام بالنزول إلي شوارع المدينة ليجد رزقه بين أيدي العشاق والحبيبة والمخطوبين والمتزوجين، يخرج ظهرا يتجول بالشوارع ينتظر أن ينادي عليه أحد المواطنين ليستقله، بغرض التوصيلة لمكان معين أو بغرض التنزه.
قال " عم محمد "، إنه ورث هذه المهنة عن والده يخرج ظهرا، وقت خروج الأطفال من المدرسة ويندفع عليه الطلاب ليقوم بنقلهم لمنازلهم بوسيلته " الحنطور "، أو يتجول بالشوارع ليجني قوت يومه من وراء نقل المواطنين أو تنزه المتزوجين والمخطوبين، فهذه المهنة الوحيدة له وقد ربي أولاده الخمسة من خلالها.
وذكر أن ثمن التوصيلة العادية داخل المدينة بدلا من التاكسي هي 30 جنيه أما إذا أراد شخصا أن يقوم بالتنزه مع زوجته أو خطيبته داخل المدينة، خاصة في عيد الحب، يأخذ منه 50 جنيها لمدة نصف ساعة وللطلاب 20 جنيها أحيانا، موضحا أن بعض الأطفال تتلهف علي إستقلاله ويقومون بتجميع الأموال من بعضهم ويستقلونه للذهاب لمنازلهم، وأوقات العطلات والأعياد يكون السعر 30 جنيها لتنزهم بالمدينة.
وأوضح أن ذلك المال لا يكفي حتي لصيانة الحنطور، فالبعض يعتقد أنه غير مكلف ولكن صيانته مكلفه فضلا عن طعام الحصان الخاص به فهو يحتاج طعام بأكثر من 20 جنيه يوميا فهو مسئول من أسرته المكونة من 5 أفراد وحنطور وحصان، ولكن لم ييأس من ذلك فهو يأمل أن يجعل الحنطور وسيلة مواصلات أساسية بالمدينة.
وقال " الحنطور دا وسيلة الملوك والبشوات وأنا عندي أمل إني أرجعه تاني في أرض طنطا ويبقي مالي الدنيا وزيه زي التاكسي دا من أيام سعد زغلول والزمن الجميل التكنولوجيا نسيتنا الحاجات الحلوة اللي زي دي مينفعش ننسي ماضينا وذكرياتنا كدا ولازم الجيل اللي جاي يقدر أثرية الحاجات دي ".
وأوضح أنه لا يسبب أي أزمة مرورية كما يعتقد البعض ويسير وفقا لقواعد المرور العامة، يحمل رخصته ويحترم إشارات المرور والشوارت ولا يسبب أي إزعاج أو إزدحام مروري ولا يتحدث مع ضباط المرور نظرا لسيره علي الطريق الصحيح دون عمل أي إزعاج.
إنه بالفعل وسيلة أثرية ولكن هل إنتشارها من جديد يعد كارثة مرورية بالفعل أم أنه سيكون منظم أكثر من السيارات والتاكسي ولماذا وصل سعره 30 جنيها أكثر من التاكسي؟، هل يستغله أصحابه أم أن هذا السعر الحقيقي الذي يجب أن يوضع له؟، هل سيأمن المواطنين علي أنفسهم أثناء إستقلاله أم أن هذه خرافة والحنطور مكانه المتاحف!!.