نظراً لتعدد حالات خطف الأطفال في مصر، فأصبح يشكل ظاهرة بشعة يعاني منها ألاف الأسر المصرية، ولما تسببه هذه الظاهرة في معاناة ليس فقط لهذه الأسر والتي تعاني معاناة لا يتحملها بشر بل لجميع الأسر المصرية، حيث أصبح هاجس خطف الأطفال لديها يمثل رعب يومي في حياة الأسرة .
ومحاولة منا لوقف هذا النزيف نقدم هذا الاقتراح والذي سيعمل على انتهاء هذه الظاهرة و ذلك في وقت قياسي وبشكل شبه كلي أو على الأقل تقليصها إلى الحد الأدنى.
هذا وبالرغم من أن السيطرة على ظاهرة خطف الأطفال يعتبر غاية سامية في حد ذاتها ، إلا أنها تعتبر جزء أساسي في منظومة الأمن القومي من الداخل، فالتصدي لهذه الظاهرة يعمل على توقف نزيف انتقال أطفال أبرياء من ظل حياة الأبوين و الأهل عنوانها الرعاية والاهتمام و التربية على القدوة الحسنة لانتاج أفراد صالحين لهم و لمجتمعهم ( والعكس في هذا وبكل تأكيد هو الاستثناء) إلى حياة لا يتمتع أفرادها سواء من عصابات منظمة لأي نوع من أنواع الانسانية فما بالكم بالقدوة الحسنة ؟.
فمن المعلوم أن الجزء الأكبر من هولاء الأطفال ينضموا إلى أطفال الشوارع (الموجودين بالآلاف) تحت رعاية مجموعات من المفسدين في الأرض، وعدم التصدي لهذه الظاهرة ومع تنامي ظاهرة أطفال الشوارع بالتبعية سيؤدي وبشكل حتمي إلى ما لا يحمد عقباه لاحقاً على المجتمع بإثره ....!!!
ففي زمن ماتت فيه الضمائر وغابت عنه الأخلاق لا أحد يعلم كيف سيتم توجيه ميول هولاء الأطفال لاحقاً أو كيف سيتم استخدامهم ولأي أغراض سياسية شيطانية (مظاهرات غير سليمة، حرق منشآت ، تفجيرات ، قتل ، ترويع ، بلطجة ) وهو ما أصبح جزء من المعاناة للمجتمع المصري بالفعل .
يتلخص الاقتراح في عمل بطاقات رقم قومي لجميع الأطفال أسوةً بالمواطنيين البالغين على أن يتم تجديد هذه البطاقات والذي سيتم من فترة سنة إلى 4 سنوات وعلى حسب الامكانية بموجب جميع الأوراق الرسمية للطفل (شهادة الميلاد الأصلية ، صورة قسيمة زواج الأب والأم ... إلى آخره ) على أن تكون البطاقة المستخرجة ملحقة بالإضافة لصورة الطفل بصورة للأم أو للأب أو كلاهما وذلك لتحري أقصى درجات الأمان لأطفالنا الأحباء.
هذا ويتم التفتيش والتشديد من خلال رجال الشرطة على بطاقات الأطفال بشكل دوري من خلال الأكمنة الثابتة أو من خلال توسيع دائرة الاشتباه، حيث يجب الاحتفاظ بها مع الشخص المصاحب للطفل (أينما كان) وتقديمها عند الطلب ، فالفكرة هي غاية في البساطة وتتم عمل الاجراءات المرتبطة بها وبشكل منتظم لأشياء عديدة أقل أهمية ، كإثبات ملكية سيارة أو دراجة نارية ... إلى ما هو أدنى . فهل التأكد من ملكية طفل أو بالأحرى نسب طفل لشخص مصاحب له لا يستحق القيام بنفس الاجراءات أو نفس المجهود الذي يتم بذله من جميع سلطات الدولة لاثبات ملكية دراجة نارية ؟!!
خطف الأطفال هو عملية قتل بطئ جداً لأسر بأكملها وبالأخص في السن الصغيرة، حيث الشعور المرعب بعدم احتمالية رجوع الطفل مرة أخرى لكونه غير واعي للأحداث ولعدم امكانية تذكره لها ولتغيير ملامح وجهه مما يصعب العثور عليه لاحقاً مع شمس كل يوم جديد ....
هذا الاقتراح بمثابة نداء إلى
معالي السيد رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي.
معالي السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل حتى يتثنى علينا بالموافقة.
إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، إرحمونا يرحمكم الله ...