فيديو| منزل «سيد درويش» يشكو الهجر.. ومحبيه يبكون على الأطلال
الأربعاء 20/فبراير/2019 - 12:14 م
مريم حسن
طباعة
«زورونى كل سنة مرة، حرام تنسوني بالمرة، أنا عملت إيه فيكم، تشاكونى واشاكيكم، أنا اللى العمر اداديكم، حرام تنسونى بالمرة»؛ قالها سيد درويش منذ ما يزيد عن مائة عام، وكأنه أحس حينها إنه سيلاقي الهجر والفراق؛ فبدت على جدران منزله علامات الزمن، وأصبح أشبه بالأطلال.
شارع سيد درويش
جابت عدسة «بوابة المواطن» الإخبارية، شارع سيد درويش، بمنطقة كوم الدكة، فى وسط الإسكندرية، فبمجرد ما أن تطأ قدمك كوم الدكة تجد لافتة صغيرة مدون عليها «شارع سيد درويش» لتقودك إلى منزله والمقهى الذى كان يجلس عليه، إلا أن هذه اللافتة لم تعد موجودة الآن، ويبدو أن حظها سئ مثل حظ صاحبها، فنالت نصيبها من الغهمال، وكذا منزله الذي تحول إلى حطام لم يصمد منه إلا الحوائط الخارجية الأربعة، وباب من الخشب القديم المتهالك مغلق بجنازير حديدية.
صوت الشيخ سيد درويش لا ينسى
يقول إبراهيم عبدالعزيز، شيخ كوم الدكة، أن صوت الشيخ سيد درويش لا ينسى فهو بمثابة علم من أعلام مصر، موضحا أن مساحة منزل "سيد درويش" تبلغ 57 مترا مربعا، وهو عبارة عن ثلاث غرف، بالإضافة إلى وجود نافورة في وسط المنزل، تبعث السرور في نفس من يراها.
منزل سيد درويش حظيرة للخراف والماعز والجاموس
وأضاف "شيخ كوم الدكة" بصوت يملؤه الأسى والحزن على الإهمال الذي تعرض له منزل سيد درويش، إن المنزل أصبحت تحاصره الأغنام بسبب تواجد جزار بجوار المنزل، مستغلا المساحة التى تقع أمام المنزل ليحولها إلى حظيرة للخراف والماعز والجاموس، وتحولت ساحة المنزل من الداخل إلى "خرابة" تسكنها الكلاب والقطط الضالة، أما الجزء الخلفى للمنزل فأصبح مخزنًا للخشب، وأخيرا جدرانه تحولت إلى "منشر غسيل".
وأوضح "شيخ كوم الدكة" إنه تم هدم أجزاء كثيرة من منزل فنان الشعب، ولم يبق منه سوى أطلال يبكي عليها محبو فنه، مؤكدا إنه كانت هناك وعود كثيرة من جانب وزارة الثقافة وعادل لبيب، محافظ الإسكندرية الأسبق، بتحويل المنزل إلى متحف يضم صور ومقتنيات سيد درويش إلا أنه لم يحدث شىء من هذا القبيل ولم يتم تنفيذ تلك الوعود.
مستعدون لترميم منزل سيد درويش
وقال محسن شعره، أحد سكان كوم الدكة، أن جميع قاطني المنطقة مستعدون بالمساعدة فى ترميم المنزل؛ الذى يعد بمثابة إرثًا فنيا يجب الحفاظ عليه، ليظل خالدا طول الدهر، مطالبا بتكاتف أجهزة المحافظة ووزارة الثقافة معا، لتحويله منزل سيد درويش إلى متحف.
ليلة فى حب «سيد درويش»
وأوضح «شعره»، أن الفنان إيمان البحر درويش كان دائم الزيارة لمنزله جده، ليحيى حفلة كل عام بمنطقة كوم الدكة تخليدا لذكراه، لكن انقطعت زيارته منذ ما يقرب من 10 سنوات نظرا لظروف مرضه، لافتًا إلى أن محبي فنان الشعب يقيمون احتفالية بساحة كوم الدكه، بحضور المئات من الشباب ومحبي سيد درويش لإحياء تراثه وأغانيه من جديد فب ليلة فى حب «سيد درويش».
مقهى سيد درويش
وبالقرب من منزل سيد درويش تجد مقهى مدون عليها اسمه وبداخلها صورة كبيرة للموسيقار الراحل، فكانت مقهاه المفضل الذى كان يجلس عليه يوميا وسط أصدقائه ليجالسهم وينتج الألحان والنغمات التى خرج بها علينا وأصبحت من أهم الألحان فى العالم العربى، ومازال رواد المقهى يسمعون ألحانه وأنغامه من حين لآخر، حرصا منهم على الحفاظ على الإرث الفنى الذى تركه لنا سيد درويش.
يشار إلى أن سيد درويش ولد فى الإسكندرية بمنطقة كوم الدكة عام 1892، والتحق بأحد المعاهد الدينية في عام 1905، ولقب ب "باعث النهضة الموسيقية العربية"، إذ يعد مؤسسها في الوطن العربي.
وكانت له أعمال فنية استطاعت أن تحفر فى أذهان المصريين ذكريات عديدة منها ثورة 1919 والأحداث السياسية الهامة، ومن أشهر ألحان الفنان الراحل أغنية "بلادي بلادي" التي أصبحت في ما بعد النشيد الوطني الرسمي لجمهورية مصر العربية، ومن أشهر ألحانه الوطنية أيضاً أغنية "يا بلح زغلول" وأغنية "يا عزيز عيني" و "اقرأ يا شيخ فقاعة" و "أحسن جيوش في الأمم" و "هز الهلال يا سيد".
كما عرف درويش بأغانيه العاطفية؛ ومنها "أنا هويت وانتهيت"، وألحانه الأوبرالية منها "أوبرا شهرزاد"، إلى جانب أغانيه الوطنية الفريدة التي صاحبت ثورة المصريين عام 1919، ومنها "قوم يا مصري" ونشيد "بلادي بلادي"، وأغنية "أهو دا اللي صار"، كما غنى للعمال والفلاحين والبسطاء الكادحين، ومنها "الحلوة دي"، و"الصنايعية"، و"زوروني كل سنة مرة"، و"شد الحزام".