صور| «موت وخراب ديار».. أسعار الأكفان شبح يلاحق الموتى
الخميس 28/فبراير/2019 - 10:37 ص
مريم حسن
طباعة
«إكرام الميت دفنه».. فى مشهد مأساوي متكرر يوميًا تجد أهالي المتوفى يحملون على عاتقهم همًا وحزنًا يمكن أن يفوق حزنهم على الفقيد نفسه، حيث أصبحت أسعار رحلة الانتقال من عالم الأحياء إلى عالم الأموات شبحًا يلاحق أسرة الفقيد؛ لينطبق المثل الشعبي المعروف «موت وخراب ديار».
أسعار الأكفان
رصدت «بوابة المواطن» الإخبارية، أسعار الأقمشة المصنعة للأكفان فى محال الجملة والقطاعي لبيع الأكفان ومستلزمات الغُسل والدفن، حيث شهدت أسعارها ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة ليزداد سعر الكفن بلوازمه إلى الضعف.
مراحل تطور الكفن
يقول محمد عادل، تاجر أكفان ومستلزمات غُسل بشارع المنارة، فى وسط الإسكندرية، إنه ورث المهنة أبًا عن جد، ويعمل فى هذه المهنة منذ تسعينيات القرن الماضي، وظل شاهدًا على تحولاتها، بدءً من الكفن المنشى، مرورًا بالقطني، ووصولا إلى الكفن الشرعي والسياحي، مشيرًا إلى أن الكفن قديما كان يصنع من الكتان، وبعد خروجه من ماكينة التصنيع يتم وضعه فى نشا ويسمى «كفن منشى»، وكان يصل سعره إلى جنيه ونصف، قائلاً «الكفن القديم لسه موجود بس محدش بيطلبه عشان هيكلف كتير ومنقدرش على سعره والصانع نفسه ميقدرش يصنعه».
أسباب ارتفاع أسعار الكفن
وفسر «عادل» ارتفاع أسعار الأكفان بارتفاع أسعار القماش والخامات مع استيراد القطن من الخارج، حيث زادت أسعار الكفن 6 أضعافها عما كانت عليه، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه وتعويمه عام 2016، قائلا «الكفن سعره ارتفع زي أي حاجة فى الدنيا، القطن سعره زاد والقماش والخيط وأجرة الخياط».
الفرق بين الكفن الرجال والحريمي
وأرجع تاجر الأكفان، الفرق فى السعر بين أكفان الرجال والنساء لكون «الكفن الحريمي» يتكون من ثلاثة أدراج طبقات عبارة عن طبقة تيل وأخرى فوال تضم خمار وقميص، وطبقا ثالثة عبارة عن سترتان وأربطة؛ أما «الرجالي» فيكون دون خمار وقميص، موضحًا أنه لا يوجد ما يسمى كفن شرعي وآخر سياحي، وإنما يمثل الفارق بين الكفن والآخر هو إمكانيات مادية؛ حيث يتحدد سعر الكفن حسب نوع القماش وعدد الطبقات، فالكفن المكون من 3 طبقات تتراوح أسعارهما بين 90 جنيها و150 جنيها، أما الـ5 طبقات فيتراوح سعره ما بين 120 و230 جنيها، والـ7 طبقات يصل سعره إلى 400 جنيها.
"جل الله الملك وعظم الله يوم الفراق"؛ هكذا بدأ عم حسين، بائع أكفان؛ حديثه قائلا «احنا الناس الوحيدة اللى فى العالم اللى بنهين المتوفى سواء فى جنازة أو عند دخوله القبر خاصة لو وزنه ثقيل، زمان تكريم الميت له أصول وفن، وربنا جعل شروط وآداب لفتح القبور يجب الالتزام بها».
وأوضح «عم حسين» أن أسعار الأكفان تضاعفت عن السنوات الماضية، والعديد من الزبائن يطلبون الأقل تكلفة، باستثناء قلة من الزبائن يأخذون أجود أنواع الأكفان وأعلاهًا سعرًا، قائلاً «مش كل الناس بتيجى تختار كفن معين أو قماش معينة أهم حاجة عندهم ستر المتوفى، وفى اللي بييجى ياخد كفن وهو بيحجز عمود فى الأهرام، بيقولى هات أغلى وأحسن كفن موجود عندك».