تجسد المعنى الحقيقي لمعنى المواطنة بـ محافظة بورسعيد، خلال إحدى المحافل الدولية لتنظيم مسابقة للقرآن الكريم على المستوى الدولي، بمشاركة شباب مسيحي بالمحافظة؛ ليصبح أحد أهم المنسقين والمنظمين بالمسابقة.

مسابقة للقرآن الكريم

بدأت قصة «مرقس عبده عبد الملاك» - طالب كلية العلوم في جامعة بورسعيد - عندما تعرف بالإعلامي عادل مصيلحي مستشار محافظ بورسعيد للإعلام، وطلب منه أن يشاركه في تنظيم مسابقة للقرآن الكريم قبل أن تتحول إلى مسابقة دولية وتستحوذ على كل هذا القدر من اهتمام الدولة المصرية.

في مسابقة العام الماضي 2018 تولي «مرقس»، أخطر موقع يمكن أن يتحمل مسئوليته أحد أفراد التنظيم، حيث رافق مرقس لجنة التحكيم - التي تضم أساتذة ومشايخ كبار في القرآن الكريم - وظهر بدور كبير، في معايشة لجنة التحكيم.

يروي "مرقس" في لقائه مع «بوابة المواطن» الإخبارية، كواليس أيام طويلة عاشها مرافقًا لإخوته من المسلمين أعضاء لجنة تحكيم مسابقة القرآن الكريم، حيث كان مرقس مرافقًا لهم حتى في مسجد "أم القرى" الذي كان يوصلهم إليه لأداء الصلاة وعقد الدروس.

وحرص مرقس على أن يكون أمينًا في تكليفاته، وخلال يومين لم يكن بهما فعاليات بالمسابقة، حرص على أن ينظم زيارات للأماكن السياحية ببورسعيد للزوار؛ لإظهار جمال المحافظة بالرغم من أن ذلك لم يكن تكليفًا، إلا أن مرقس فعله من منطلق حبه لمحافظة بورسعيد، وحرصه على تسويقها سياحيًا.

وقرر الطالب المسيحي أن يكون منظمًا دائما في مسابقة هدفها الأول حث الشباب على حفظ كتاب الله القرآن الكريم، فشارك في المسابقة في عامها الثاني (٢٠١٩)، متوليًا مسئولية تسجيل بيانات المتسابقين واستكمال الاستمارات وغيرها من المسئوليات التي يفعلها "المسيحي" بالحب والإخلاص.

يشارك في المسابقة التي تقام بمحافظة بورسعيد وفود من الدول العربية والأفريقية، ويقول مرقس في هذا الشأن إنه يشعر وهو يتعامل معهم أنه سفيرًا لمصر، يرسل من قلب مصر رسالة محبة وسلام إلى العالم أجمع، ويؤكد على القيم التي تسعى الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي على ترسيخها، ليسود السلام في العالم.

وأرسل مرقس رسالات دولية بمسابقة يرعاها رئيس وزراء مصر مفادها أن مصر هي دولة المحبة، ودولة لا تفرق بين مسلم ومسيحي، دولة يتعانق فيها الهلال والصليب، دولة يتعانق فيها أبناؤها من المسيحيين والمسلمين لإعلاء رايتها، وتعليم العالم معني الحب والسلام.

لم يشعر "مرقس" خلال مشاركته في مسابقة القرآن الكريم بأنه غريبًا بين حفظة القرآن من إخوته المسلمين، فيقول: (شعرت خلال مشاركتي أننا جسد وروح واحدة)، مشيرًا إلى أنه سيظل مشاركًا في المسابقة مؤمنًا بأهدافها، ومؤكدًا حرصه هذا العام خلال ختام المسابقة الذي ينطلق في أول مارس على استقبال الوفود والمشاركة في التنظيم.

كما يروي مرقس تفاصيل مغادرة الوفود لمحافظة بورسعيد بعد أيام عاش خلالها مرافقًا لهم، حيث يقول مرقس: كانت لحظة الوداع بالأحضان، قام المشايخ والأساتذة بتوديعي بالأحضان بعد أيام اختلطت فيها أرواحنا وأفكارنا.

ويقول الإعلامي عادل مصيلحي كبير المذيعين بالتلفزيون المصري ومؤسس المسابقة، مستشار المحافظ للإعلام: إن مرقس مثالًا واضحًا يجسد الدولة المصرية التي تعلي قيم المحبة والتآخي والمساواة بين أبنائها، مؤكدًا أنه يعتمد عليه بشكل كبير في إنجاز الأعمال التنظيمية بالمسابقة.

وينهي مرقس كلماته مبديًا حبه لإخوته من المشاركين في مسابقة القرآن الكريم، وسعادته بالعمل من أجلهم، مؤكدًا عشقه لمصر ولبورسعيد، ومشيرًا إلى أنه يعلي قيم دينه المسيحي الذي يتفق بشكل كامل مع الدين الإسلامي.

كانت فعاليات الدورة الثانية لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم، انطلقت يوم الجمعة الماضي، والتي تحمل اسم الراحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وذلك على مدار 5 أيام ويستمر حتى الثلاثاء 5 مارس.

وشهدت فعاليات الاحتفالية الافتتاحية للدورة الثانية لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم، الذي يقام بالمركز الثقافي الترفيهي وتنقله القنوات المصرية على الهواء مباشرة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية.

حضر الاحتفالية رموز الدعوة في مصر والمهتمين والقيادات الشعبية والدينية والتنفيذية.

ويشارك في منافسات الدورة الـ 55 من الشباب ممن يمثلون ٢٩ دولة عربية وأفريقية، ويتنافسون في ٣ أفرع لحفظ القرآن الكريم بأحكامه، وفي الأصوات الحسنة والإنشاد والابتهال.

وتقام المسابقة تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبدعم من اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ويترأس لجنة التحكيم الدولية الدكتور عبد الكريم صالح رئيس لجنة تصحيح المصحف بالأزهر الشريف وأعضاءها يمثلون دول مصر والإمارات والسودان والمغرب.

الحفل كان قد بدأ بافتتاحية للقرآن الكريم، وبعدها رسالة سلام للعالم من بورسعيد بفقرة لمدة ٨ دقائق، أعقبها كلمة للشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ثم كلمة للجنة التحكيم، وكلمة للشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية، وعرض فيلم تسجيلي عن بورسعيد والمسابقة، ثم كلمتين اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد والدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف.

واختتمت فعاليات اليوم الافتتاحي للمسابقة بابتهالات لبعض الشباب، وأخيرا اللواء إبراهيم، نجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

اقرأ من هنا: صور| بدء فعاليات مسابقة بورسعيد الدولية للقران الكريم