اللواء محمد عبد الواحد يفند مزاعم الغرب بشأن الإرهاب
السبت 09/مارس/2019 - 04:40 م
آلاء يوسف
طباعة
فند اللواء محمد عبد الواحد، المتخصص في شؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، مزاعم الإعلام الغربي، في محاولة إلصاق الإرهاب ونشأته بالمجتمعات العربية، عبر ادعاء استقاء الأفكار الإرهابية من الدين الإسلامي، مؤكدًا كذب وضلال تلك الأفكار، ونشرها لتحقيق المصالح السياسية الغربية.
الإرهاب
لم يتم تعريف الإرهاب دوليًا
وأوضح اللواء محمد عبد الواحد أن تعريف الإرهاب لم يتم الاتفاق عليه دوليًا، رغم الجهود الدولية لتجريمه منذ عام 1934م وحتى 2004م؛ مرجعًا السبب في ذلك إلى أن كل بلد تراه وفقًا لوجهة نظرها، فمصر تنظر إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها عمل وطني لمقاومة الاحتلال، في حين تعتبرها بعض الدول جماعة إرهابية.
ولفت اللواء محمد عبد الواحد إلى أن الخلط متعمدٌ بين المنظمات العاملة لتحرير أوطانها، وبين الجماعات الإرهابية، فضلًا عن وصف بعض الأنظمة للمعارضة بـ«الجماعات الإرهابية»، وهو ما يصعب معه التوصل لاتفاقيات ومعاهدات دولية للتصدي للإرهاب، لاسيما وأن بعض الدول تدعمه ماديًا وإعلاميًا، وبعضها لا يعترف بأشكاله كما يحدث من الولايات المتحدة الأمريكية غير المعتبرة بإرهاب الدولة حتى لا تضطر لإدانة إسرائيل في ممارستها ضد الفلسطينيين.
أهداف الإرهاب
وأشار إلى أنه رغم تشابه بعض الأعمال شكلًا مع الإرهاب، في النتيجة، أو التنظيم وعبور القارات كحركات العصيان المدني، والمعارضة المسلحة، والتمرد، وعمليات الجريمة المنظمة، إلا أنها تختلف عنه في الأهداف والدوافع.
وأرجع اللواء محمد عبد الواحد انتشار الإرهاب للأسباب التي تولد لدى الشخص مشاعر الإحباط واليأس والبؤس، والتي قد تكون اجتماعية ترجع لمشاكل أسرية وعائلية، أو شعورا بالتهميش المجتمعي، كما قد تكون اقتصادية كانتشار البطالة، أو سياسية كالحكم غير الرشيد بالدول، وعدم وجود الديمقراطية.
كما اعتبر أن انتشار الإرهاب الدولي يعود إلى أزمة الضمير والأخلاق التي يعيشها النظام السياسي الدولي؛ إذ يبرز التناقض الواضح بين ما تنص عليه المواثيق الدولية المتحدثة عن القيم والمبادئ الإنسانية، وبين دعم القائمين على تلك القوانين بدعم الإرهاب أو غض الطرف عنه.
مواجهة الإرهاب
وشدد خبير شؤون الأمن القومي على أن تقليص الإرهاب محليا يتم بمشاركة الشباب في الحياة السياسية والحياة الحزبية، أما في الجانب الدولي فالقضاء على الإرهاب لن يكون إلا بوضع عقوبات دولية شاملة ورادعة ضد تلك الجماعات وضد الدول الداعمة للإرهاب.
وعن تنظيم داعش أوضح اللواء محمد عبد الواحد أنه كان في البداية جماعة سياسية انضم إليها المسرحون من القوات المسلحة السابقة في العراق، وكانت بداية عملياتهم تتوجه غلى الحكومة الشيعية، لتهميشها الجماعات السنيةـ ما جعل الأخيرة تنضم للتنظيم، وتحشد عناصر أكثر تطرفًا وتشددًا انتشرت في سوريا العراق فأطلقت على نفسها «ولاية الدولة الإسلامية في العراق والشام»، واختصاره «داعش».
وألمح خبير شؤون الأمن القومي إلى أن ثقافة الاختصار لا تنتمي للعرب وهو ما يعني أن ذلك التنظيم مدعوم من الغرب، موضحًا أن تكوين التنظيم يشمل كل الأدوات التي تمكنه من التوسع ونشر أفكاره؛ إذ تضم كوادره المحترفين في حمل السلاح والعمليات العسكرية، كما تضم المهندسين المحترفين في التعامل مع وسائل الإنترنت والاتصالات والتكنولوجيا، فضلًا عن الفنيين لترويج العمليات وبثها على الصفحات المختلفة للإنترنت.
وعن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالتنظيمات الإرهابية؛ أوضح اللواء محمد عبد الواحد أن جماعة طالبان وتنظيم القاعدة لم تحصل على دعم الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل دعمتها دول أوربا وبعض الدول العربية، إلا أن ذلك عاد بالسلب على الدول الداعمة؛ إذ ظهرت أزمة العائدين إلى أوطانهم، بعد انتهاء حرب أفغانستان، فظهرت أجيال جديدة من المتشددين، وبتطور هذا الجيل من تنظيم القاعدة ظهر جيل آخر أطلق عليه «داعش» أكثر تشددًا وتطرفًا.
اللواء محمد عبد الواحد يفند مزاعم الغرب بشأن الإرهاب
وحذر اللواء من أن إمكانيات التنظيم التي حصلها من الاستيلاء على أراض من العراق وسوريا، والأموال التي حصلتها من تجارة الأسلحة والمخدرات، وعبوره للحدود والقارات عبر وسائل التكنولوجية الحديثة ، خلقت تغييرًا في القوى الدولية، فأصبحت من مؤثرة في القرار السياسي وستصبح مؤثرة أكثر تغيير وتشكيل الرأي العام إن تمكنت ولم يكافحها المجتمع الدولي.