بعد تعليق السيسي.. الإستروكس الجاني في حادث محطة مصر
ظلامٌ غطى العيون والقلوب، وسارَ كل من استقل رصيف 6 في محطة مصر، في ضلالٍ وقِتام، في 27 فبراير الماضي، استيقظ الرأي العام المصري، على سحابة سوداء، ناجمة عن نشوب حريق هائل، جراء ارتطام جرار القطار رقم 2305 بـ "صدادة حديدية" في محطة رمسيس، المحطة المركزية للقطارات بالقاهرة، لينفجر خزان الوقود في القاطرة الرئيسية.
هَرِعَت الأرواح التي كانت تستقل رصيف الحادث، يمينًا ويسارًا شرقًا وغربًا، بحثًا عن ملاذ ينقذهُم من نار جهنم الذي تشبثت بهم، ولكن شاءت الأقدار الإلهية أن تذهب أرواحهم إلى عنان السماء.
تحقيقات النيابة العامة
كانت النيابة العامة أمرت في وقت سابق، بحبس 6 متهمين، على خلفية حادث قطار محطة مصر، سائق الجرار 2305ومساعده، وعامل المناورة لذات الجرار، وسائق الجرار2302 ، وعامل المناورة لذات الجرار وأيضا العامل المختص بتحويلة الخطوط، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وكان جرار الوردية رقم 2305، قد خرج عن السيطرة، وسار حوالي كيلومترَيْن، إلى أن ارتطم برصيف 6 في محطة مصر في رمسيس، مما أدى إلى انفجار خزان الوقود في الجرار، مما نتج عنه وفاة حوالي 24 شخصًا، وإصابة عشرات آخرين، بحسب بيانات هيئة الإسعاف المصرية.
جدير بالذكر أن النائب العام، أصدر الإثنين الماضي،
تقريرًا عن حادث محطة مصر ذكر فيه أن عامل المناورة للجرار المتسبب في حادث محطة
مصر أثبتت التحاليل تعاطيه مخدر الإستروكس.
وأشار المستشار نبيل صادق في تقريره هذا، إلى أن الحركة
الميكانيكية للجرار تبين وجود ذراع التشغيل للقاطرة في وضع التشغيل على السرعة
الثامنة، والتي تعادل 120 كم/ ساعة.
النيابة تكشف تعاطي عامل المناورة لمخدر «الإستروكس»
مخدر الإستروكس الذي وفِد إلينا مؤخرًا، لم يكن مقتصرًا
على فئة بعينها، ولكن اخترق بعض الهيئات والقطاعات والمؤسسات داخل الدولة، مما عاد
بالسلب على كافة الخدمات، بل ويُلحق أضرارًا جسيمة فنية ومعنوية وأيضًا بشرية.
وذكرت مصادر أمنية في مجال مكافحة المخدرات، إن مخدر
الاستروكس، بدأ انتشاره في مصر منتصف عام 2017، مؤكدة على أنها تعاملت مع الكثير من مدمني المخدر، مضيفة أن
أعراض السيجارة الواحدة تضاهي 100 سيجارة من مخدر الحشيش، ويتسبب في
رغبة شديدة بالتعاطي مرة أخرى.
الإستروكس على قائمة جرائم التعاطي
كان اللواء سامح الكيلاني مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية الأسبق، صرح لـ «بوابة المواطن الإخبارية»، أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، قامت بإعداد مشروع قانون جديد لمكافحة المخدرات، وتم إرساله إلى الشئون القانونية بالوزارة، بالإضافة إلى عرضه على لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، تم تحويله إلى مجلس الوزراء.
وأضاف اللواء سامح الكيلاني، أن مرسوم القانون ينص على إضافة جميع المواد التي من شأن تعاطيها أو الاتجار فيها، والتأثير على الصحة العامة بالتخدير، أو كل ما يضر بالصحة العامة، بالإضافة إلى إدراج كافة الأملاح الخاصة بمخدر «الإستروكس»، كل من يتناوله يقع تحت طائلة القانون، ويطبق عليه المادة34 من قانون المخدرات، والتي تصل إلى حد المؤبد والإعدام.
وتابع اللواء « سامح الكيلاني» ، حتى هذه اللحظة لم يتم
تفعيله نظرًا لعدم اكتمال بعض الإجراءات، ومن المنتظر أن يتم إرساله من مجلس الوزراء
إلى لجنة التشريع بمجلس النواب، حتى يتم إقراره ونشره بالجريدة الرسمية ويُعمل به
فورًا.
الدولة تطارد المواد المخدرة
من بينهم «الإستروكس»
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أنه أنه لا تهاون في الأخطاء المشابهة لحادث محطة مصر، ولا نقبل بأي مخالفات أو أخطاء تحدث مجددًا داخل.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أصدر قرارًا بمُراجعة اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية، والتي يهدف إلى وضع إجراءات تنفيذية واضحة، لمكافحة ومطاردة كل من يتعاطى المواد المخدرة في الجهاز الحكومي.
وأكد مدبولي على تعديل اللوائح الخاصة بالهيئات والأجهزة التابعة لهم، بما يتوافق مع الإجراءات التنفيذية الرادعة التي ستتم من خلال اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية.
وشدد مدبولي في قراره على أنه من غير المقبول تكرار
الخطأ الفردي الذي حدث في قطار محطة رمسيس، والذي تسبب في حالة الغضب التي عمت على
جموع المصريين.
اقرأ من هنا: السيسي يعلق على حادث محطة مصر: سواق القطر بيضرب أستروكس