كعادتي اليومية أنهيت عملي لأعود إلى المنزل، أحاول تفادي نسمات البرد التي كادت أن تخترق مفاصل عظامي، وكالعادة أيضًا لم أستطع الاستلقاء قبل أن أراجع رسائلي على الهاتف، وما إن وقعت عيني عليها حتى تحولت الأجواء الباردة من حولي إلى بركان عاصف.
ما جعلني أحترق نارًا هو أن 3 من رسائلي كانت شكوى من فتيات تعانين من سوء معاملة شريك الحياة لهن، ما هالني أن الرسائل لم تكن من متزوجات أو علاقات قديمة لكنها كانت من فتيات في بداية طريق الحب والارتباط.
حين شرعت في الحديث عن تلك الرسائل لم أستطع أن أسأل زملاء من الأولاد حول طريقة تفكير« الذكور» في هذه المرحلة لكنني وجدت الحل واتخذت قراري أنا خلاص لازم «أتحول إلى ولد».
بدأت في تنفيذ خطتي، انتقيت ملابس تشبه الأولاد قدر الإمكان، ولملمت شعري، لكنني لم أتحمل فكرة أن أمسك بسيجارة، وجلست خلف منضدتي أفكر كالأولاد.
في البداية لم أستطع أن أصبح شريرة بالقدر الكافي لأحطم قلب فتاة وضعت ثقتها في"رجولتي» وآمنت أني «حاميها وسندها في هذه الحياة»، بل حتى لم أستطع ان أفكر في كلمات أستطيع نسخها ولصقها في مسامع فتيات أخريات حتى أخدعهن.
لم أتفهم حينها من أين تأتي لذة التلاعب بالفتاة والتغرير بها، وهل حقًا جميع «الذكور وليس الرجال» يستمتعون بذلك ويستطيعون فعله، حقيقة لم أجد الإجابة الشافية، لكني وجدت الخطأ الذي ارتكبته في تجربتي المجنونة، حينما خرجت على حالتي تلك من الغرفة لتفاجئني والدتي بنظرتها الفاحصة قبل أن تقول «إيه اللي انتي تهببيه ده».
لم أفهم لماذا استغربت والدتي من شكلي وطريقتي لكنني عرفت السبب في فشل هذا الجزء من التجربة، وبدأت في إصلاحه، وهذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة « لما فكرت أتحول لولد» انتظروني.