فيديو| «المسجد العباسي» أحد معالم بورسعيد التاريخية
الإثنين 18/مارس/2019 - 12:01 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
«المسجد العباسي»؛ أحد أهم وأقدم المعالم التاريخية في محافظة بورسعيد، ويُعد تراث شاهد على تاريخ المدينة الباسلة ونضال أهلها.
موقع «المسجد العباسي»
يقع «المسجد العباسي» وسط محافظة بورسعيد، في نطاق حي المناخ أقدم أحياء المحافظة، وبالقرب من ميدان الشهداء وحديقة المسلة، ومجمع محاكم بورسعيد، الديوان العام للمحافظة.
تاريخ بناء «المسجد العباسي»
بعد بناء «المسجد التوفيقي» أقدم مساجد محافظة بورسعيد بـ 22 سنة ومع زيادة التعداد السكاني للمحافظةأصبحت الحاجة لبناء مسجدا جديدا يستوعب المزيد من المصلين بُنِيَ «المسجد العباسي»، أحد أقدم وأشهر المساجد التي بنيت في بورسعيد في مصر، حيث أنشيء سنة 1322هـ الموافق سنة 1904 م في عهد خديوي مصر عباس حلمي الثاني، ويعد أحد الآثار الإسلامية المسجلة ببورسعيد ويقع في حي العرب.
نشأة «المسجد العباسي»
أنشيء «المسجد العباسي» سنة 1904 م ليكون بذلك ثاني المساجد ببورسعيد بعد المسجد التوفيقي -أقدم مساجد المدينة-.
سبب تسميته
سُمي «المسجد العباسي» نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني حاكم مصر حينها والذي بُني المسجد في عهده.
ويبلغ المسجد العباسي من العمر 113 عاما، ويمثل حقبة تاريخية معمارية مميزة حيث أقامه الخديوي عباس ضمن 102 مسجد على هذا الطراز في مختلف المحافظات.
وقد خضع «المسجد العباسي» للعديد من التجديدات منذ نشأته بواسطة وزارة الأوقاف التي يتبعها المسجد كان آخرها عام 2000، إضافة إلى افتتاح الملحق الخاص به، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعدد من القيادات التنفيذية والتشريعية بالدولة، وقد تم تسجيل المسجد كأثر بعد مرور مئة عام على إنشائه.
مساحة «المسجد العباسي»
يحتفظ «المسجد العباسي» بمعظم عناصره المعمارية والزخرفية التي بنى عليها، على الرغم مما تعرض له من تجديدات، وهو عبارة عن مستطيل الشكل تبلغ مساحته 766 متر مربع.
تاريخ «المسجد العباسي»
كان «المسجد العباسي» شاهدًا على تاريخ بورسعيد على مر الزمن بدءًا من بنائها ومرورًا بحرب 1956 م، وبعدها ظل المسجد الرسمى الذى يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد فى أعياد النصر.
وكان «المسجد العباسي» يحتمي فيه الأهالي والفدائيين أيام العدوان الثلاثي؛ حيث تعرضت المنطقة المحيطة به بل الحي بالكامل إلى الدمار والهدم بدبابات وطائرات العدو ظل هذا المسجد البناء الوحيد المكتمل بالمنطقة فاتحًا أبوابه ليحتمي فيه الجميع.
ورغم أن «المسجد العباسي» أُحيط بالدمار من جميع الاتجاهات فى عدوان الثلاثي عام 1956م، وظل شامخا ًشاهدًا على رعاية الله ونصره وتأييده لبورسعيد، فاهم ما يميزه هو تلك الشجرة التى تقع فى فنائه و المسماة بشجرة “دقن الباشا” والتى يفوح عطرها فى الربيع ليملأ المكان برائحتها العطرة.
وكشف المرممون، عن العديد من الزخارف النباتية والهندسية، والكتابات القرآنية والأبيات الشعرية، التي تم نحتها على أعتاب الشبابيك والجدران الداخلية للمسجد، والتى اختفت تحت أعمال التطوير التي نفذت به، قبل تسجيله في عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 2006.
ترجع زخارف وكتابات «المسجد العباسي» إلي عصر إنشائه عام 1904، وأكد ذلك طارق إبراهيم، مدير عام الآثار الإسلامية ببورسعيد، لافتا إلى أن أعمال الترميم شملت إعادة طبقات "الملاط" الخارجى للمسجد إلى نفس مكوناتها القديمة، وإزالة كل أعمال الترميم الخاطئة، التى كان قد تم تنفيذها قبل تسجيل المسجد ضمن الآثار الإسلامية عام 2006، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق التي تضمنت إزالة كافة طبقات الدهان الحديثة، والتى كشفت عن الزخارف الأصلية للمسجد، وترميمها وإحيائها من جديد، ومنها الزخارف الموجودة على أعتاب النوافذ الخاصة بالمسجد، وهي عبارة عن 16 بيتا من قصيدة نهج بردة المديح للإمام البوصيري.
إفتتاحه بعد التطوير
وفي ديسمبر 2017 تم افتتاح الملحق الجديد بـ «المسجد العباسي»؛ حيث أدي الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، صلاة الجمعة، وصلاة العصر قصرًا بالمسجد، ثاني أقدم مساجد محافظة بورسعيد، عقب تطويره وتوسعته، ضمن احتفالات المحافظة بعيدها القومي، في الذكري الـ60 لانتصار المقاومة الشعبية علي دول العدوان الثلاثي «انجلتر، فرنسا، واسرائيل».
وألقي خطبة الجمعة، الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، تحت عنوان "ابدأ بنفسك: المبادأة والمبادر نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع"، بحضور اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الاحمر وبورسعيد الأسبق، سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، دكتور محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أحمد فرغلي، عضو مجلس النواب، مصطفي بكري، عضو مجلس النواب، عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وفي يوم الجمعة الثالث من أغسطس 2018 افتتح اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، والدكتور خالد عناني، وزير الأثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الجمعة، «المسجد العباسي» بمحافظة بورسعيد، بعد أعمال توسعته وتطويره، بحضور الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية.
وأدوا صلاة الجمعة، بحضور الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات، والدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الأثار، وأعضاء بمجلس النواب، والمهندس كامل ابو زهرة السكرتير العام للمحافظة.
وكانت أعمال الترميم بدأت في مايو 2017م، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية على المقترح المقدم لها.
وبلغت تكلفة أعمال ترميم المسجد، مليونًا ونصف المليون جنيه، والتى تمت من خلال متبرع، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية.
وأطلع الدكتور خالد العناني وزير الآثار على خطة ترميم «المسجد العباسي» الأثري ببورسعيد على الطراز المعماري القديم الذي أنشئ به خلال تفقده ومتابعته لأعمال الترميم التي تتم بالمسجد.
وأكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وزير الاثار ان تكلفة ترميم المسجد يتكفل بها احد رجال الاعمال بالمحافظة على نفقته الخاصة.