«العائدون من داعش».. عبئ يعيد الأذهان إلى عهد مقاتلي أفغانستان
الإثنين 18/مارس/2019 - 06:01 م
داعش
آلاء يوسف
طباعة
«العائدون من أفغانستان» .. « العائدون من البلقان» .. «العائدون من العراق» .. «العائدون من داعش»، موجات من الأزمات تمتد على دول العالم عند فشل التنظيمات، وتنحسر لتختار بؤرتها في إشعال الإرهاب.
ورغم تقارب أهداف المجتمع الدولي، في اعتبار هزيمة داعش مطلبًا استراتيجيًا، إلا أن تفكك بعض عناصر التنظيم ونزوحهم إلى أوطانهم قد خلق أزمة تباينت تجاهها مواقف الدول.
أزمة تلاحق العالم..
فتشير إحصائيات معهد«كويليام» البريطاني، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن الأجانب أعدادهم في داعش كبيرة، ويمكن تفنيد جنسياتهم كما يلي: 289 داعشيًا من أمريكا الشمالية، و875 من البلقان، و1399من فرنسا، و800 من روسيا، و500 من بريطانيا، و400 من ألمانيا، و400 من تركيا.
وتتمثل أزمة تفكك بعض عناصر التنظيم في أن كثير من دول المقاتلين، تمتنع عن استقبالهم مرة أخرى، خشية من تطرف أفكارهم، أو شروعهم في عمليات إرهابية، داخل بلادهم، كرفض دول الاتحاد الأوربي استلام رعاياها من عناصر داعش، والذين تم أسرهم بعد هزيمتهم في سوريا.
وفي هذا السياق امتعض الأكراد في سوريا من موقف دول الاتحاد الأوربي، الرافض استقبال رعاياه من التنظيم، فقال المكلف بالشؤون الخارجية داخل الإدارة الكردية، خلال مؤتمر أُقيم في بروكسل: « إن كل دول الاتحاد الأوروبي معنية، لكن ولا دولة طلبت منا تسليم رعاياها، يرفضون تحمل مسؤولياتهم ونتحمل نحن هذا العبء».
ولم تكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنأى عن تلك الأزمة، فقد دعا ترامب دول الاتحاد الأوربي لاستقبال عناصر داعش المنتمية إليهم، كما هددهم بإطلاق سراح الأسرى منهم ما لم تتسلمهم بلادهم، ما يعني إمكانية تسللهم إلى داخل أوربا.
ورغم تقارب أهداف المجتمع الدولي، في اعتبار هزيمة داعش مطلبًا استراتيجيًا، إلا أن تفكك بعض عناصر التنظيم ونزوحهم إلى أوطانهم قد خلق أزمة تباينت تجاهها مواقف الدول.
أزمة تلاحق العالم..
فتشير إحصائيات معهد«كويليام» البريطاني، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن الأجانب أعدادهم في داعش كبيرة، ويمكن تفنيد جنسياتهم كما يلي: 289 داعشيًا من أمريكا الشمالية، و875 من البلقان، و1399من فرنسا، و800 من روسيا، و500 من بريطانيا، و400 من ألمانيا، و400 من تركيا.
وتتمثل أزمة تفكك بعض عناصر التنظيم في أن كثير من دول المقاتلين، تمتنع عن استقبالهم مرة أخرى، خشية من تطرف أفكارهم، أو شروعهم في عمليات إرهابية، داخل بلادهم، كرفض دول الاتحاد الأوربي استلام رعاياها من عناصر داعش، والذين تم أسرهم بعد هزيمتهم في سوريا.
وفي هذا السياق امتعض الأكراد في سوريا من موقف دول الاتحاد الأوربي، الرافض استقبال رعاياه من التنظيم، فقال المكلف بالشؤون الخارجية داخل الإدارة الكردية، خلال مؤتمر أُقيم في بروكسل: « إن كل دول الاتحاد الأوروبي معنية، لكن ولا دولة طلبت منا تسليم رعاياها، يرفضون تحمل مسؤولياتهم ونتحمل نحن هذا العبء».
ولم تكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنأى عن تلك الأزمة، فقد دعا ترامب دول الاتحاد الأوربي لاستقبال عناصر داعش المنتمية إليهم، كما هددهم بإطلاق سراح الأسرى منهم ما لم تتسلمهم بلادهم، ما يعني إمكانية تسللهم إلى داخل أوربا.
داعش
عودة إلى التسعينيات..
وتعيد هذا الأزمة الأذهان إلى أوائل التسعينيات، عندما بدأت أفواج العائدين من أفغانستان والشيشان وألبانيا، نزوحهم إلى بلادهم بعد انتهاء حروبهم ضد الاتحاد السوفيتي، وقد كان لمصر من تلك العودة نصيبًا، تمثلت أبرز شخصياته في محمد شوقى الإسلامبولي، وعثمان خالد إبراهيم، ومصطفى حمزة، ورفاعي أحمد طه.
وتمثل التعامل المصري في قضية العائدين من أفغانستان، وكان عددهم 25 مقاتلًا قياديًا، بأن تم الحكم على ثمانية منهم بالإعدام، سبعة بينهم أحكامًا غيابية، ولم يتم تنفيذ الحكم إلا في متهم واحد فقط.
وتسلل هؤلاء العائدون بعد ذلك إلى حروب أخرى ،كما طلب عدد منهم اللجوء السياسي إلى أوربا وحصل عليه، وبعضهم سافر إلى إيران التي سلمته إلى مصر ثانية؛ إلا أن منتصف التسعينيات، شهد قرار المصري أيمن الظواهري بدمج الجماعة الإسلامية مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أسامة بن لادن، وهو ما يمكن مقاربته بدمج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ، بتنظيم جبهة النصرة في سوريا تحت لواء داعش.
تنظيم داعش
وبالنسبة إلى مصر فحاولت تصفية ذلك الملف عبر إجراء مبادرات وقف العنف، تشمل مراجعات فكرية للعائدين من تلك التنظيمات، أما المملكة العربية السعودية على سبيل المثال فقد حاولت التضييق على أسامة بن لادن بعد رجوعه للمملكة 1989م، عبر منعه من السفر وتجميد أمواله، وملحقته، وسحب جنسيته، وهو ما انتهى به إلى إعلان مبادرة ضد قيادة المملكة ردًا على تلك الإجراءات.
ومن تجربة العالم مع العائدين من ساحات الحرب من التنظيمات الإرهابية، بدأت المخاوف من كيفية التعامل مع العائدين من تنظيم داعش؛ فيقول الباحث المصري إميل أمين في مقاله: "العائدون من داعش.. إشكالية المواجهة ما بين خياري الاحتواء أو الردع": « شكَّلت تجربة ملاحقة بن لادن، وأتباعه، موجة عاتية من الإرهاب، في تلك الفترة،فخرج فلولهم لتشكيل نواة انطلقت منها تنظيمات متطرفة جديدة، ولأن التاريخ يعيد نفسه؛ يمكن ربط التجربة السابقة بتخوُّفات تثار الآن عند الحديث عن آلية التعامل مع العائدين من داعش، أو على الأقل عند المطالبة بالكفّ عن الاحتفال بهزيمة التنظيم كونها مبكرة جدًا».
تنظيم داعش
أجيال تخلق الأزمة..
وفي هذا السياق يقول الباحث في الجماعات الإسلامية، عمرو عبد المنعم: "بالنسبة لظاهرة العائدين من داعش، فكل دولة من الدول الأوربية تتعامل مع هذه القضية بطريقة مختلفة، فرنسا، تختلف عن بريطانيا، تختلف عن دول الاتحاد الأوربي، ولذاك فإن الأمر يختلف عن قضية العائدون عن أفغانستان في هذه النقطة.
ويضيف عبد المنعم في تصريحات لبوابة المواطن: "مسألة العائدين من داعش، فيها نقطة في غاية الخطورة، فالعائدون من أفغانستان كانوا مقاتلين عادوا لبلادهم، إما للسجن، أو الاعتقال، أوالمراجعات الفكرية وانتهى الأمر، لكن في داعش هناك أسر كاملة، نساء وأطفال، هناك أجيال من داعش عادت من التنظيم إلى الدول".
وأشار الباحث في الجماعات الإسلامية، إلى أن هذه الظاهرة تختلف من كل دولة، إلى أخرى، فهناك دول ترفض استقبالهم وهناك دول تستقبلهم لمحاكمتهم، وهناك دول تفضل إعادة دمجهم للمجتمع بعد دخولهم معسكرات تأهيل ومراجعة، ورعاية، باعتبارهم يعانون من خلل اجتماعي بحاجة للرعاية.
واستدل عبد المنعم بحالة بلجيكا، عندما رفضت رجوع امرأتين من داعش إلى البلاد مجددًا، فكل امرأة منهم أنجبت 4 أطفال، وأصبحت أسرتين من داعش عائدة إلى البلاد، ورغم رجوعهم عن أفكار التنظيم، إلا أن حكومة بلجيكا، أصرت على الرفض، وهذا مثال محتمل للتعامل مع العائدين من داعش لكافة دول العالم.
وتبقى أزمة العائيدين من داعش بمثابة فزاعة للعالم، من توابع الإرهاب، التي لا تنتهي حتى مع اقتراب هزيمته.
الكلمات المفتاحية
