فيديو| هذه هدية نزلاء دار الرعاية بقويسنا في يوم اليتيم 2019
الأربعاء 27/مارس/2019 - 09:24 م
راشد لاشين
طباعة
يقوم الأطفال نتيجة سلوك خطأ، وبيئة غير سوية، بأفعال لها الطابع الإجرامي، التي يعاقب عليها القانون، ويتم الحكم عليهم، وايداعهم بـ دار الرعاية الاجتماعية، لفصلهم عن المجتمع والظروف التي دفعتهم لفعل مثل هذه الأفعال.
دار الرعاية بقويسنا
تنقسم دار الرعاية بقويسنا، إلى قسمين: الأول دار الرعاية «الضيافة»، والتي تضم الأطفال مجهول محل الإقامة لهم، أو مجهولي النسب، وعددهم 12.
والثاني دار الرعاية «الأحداث» وتضم المحكوم عليهم نتيجة فعل مخالف للقانون، وتم ايداعهم بالدار وعددهم 5 أطفال، ويتم التعامل معهم، بطرق حديثة من اخصائي نفسي واجتماعي ومعلم، لمحاولة ضبط النفس وترويض سلوك الأطفال، حتى يستطيعون العودة مرة اخرى للمجتمع للتأثير فيه، والتأثر به.
أحد النزلاء
جابت «بوابة المواطن» الإخبارية، دار الرعاية بقويسنا، وألتقت أحد النزلاء؛ ويدعى «تامر» مجهولي النسب، متواجد بالدار منذ 4 أعوام وطالب بالصف الخامس بالمدرسة، ويشيد بالمعاملة الحسنة، ويعد من الطلاب المتفوقين بالمدرسة،ويتمنى أن يصبح مدرسًا بالمستقبل.
أحد المحكوم عليهم
كما التقت بوابة المواطن بـ أحد المحكوم عليهم وأشد الأطفال خطورة، ليروي قصته النزيل «طارق. م. ش» 12 عام، مقيم بقرية سرسنا مركز الشهداء، محكوم عليه بـ إيداع مفتوح إلى أن يصل إلى سن 18 عام لإرتكابه 11 جريمة وهو في سن 10 سنوات، ويتم إرساله بمذكرة إلى قاضي الأحداث، ويقول أنا أخ لثلاثة أخوة من أب مسجون وأم، إرتكبت 11 جريمة من بينهم قتل اثنين من زملائي، بعد أن أغرقتهم في مياه الترعة أثناء الأستحمام، وسرقة لاب توب ومبلغ 10 ألاف جنيه، وموتوسيكل وغيرها من الجرائم الأخري، حتي تم إيداعي في هذه الدار، وأتمنى أن أتعلم وأخرج لأكمل تعليمي، وأصبح إنسانًا سويًا.
آراء القائمين على الدار
ويؤكد «سيد محمد» الأخصائي الاجتماعي، أن الحياة داخل دار الرعاية بقويسنا «مفتوحة»، أي يحق للنزلاء الخروج والدخول دون حراسة، وأيضا تواجد أولياء الأمور لزيارة أبناءهم، وفتح باب الزيارة طوال اليوم في يوم اليتيم 2019، فهؤلاء الأطفال أن كانوا من المحكوم عليهم، أو المعثور عليهم، فما فعلوه ما هو إلا رد فعل نتيجة سلوك خطأ، تعرضوا له داخل المجتمع، فيجب علينا التعامل معهم بطرق مختلفة حتى نعيدهم إلى السلوك الطبيعي الذي يجعلهم يعيشون مره اخرى داخل المجتمع.
مدرسة الفصل الواحد
ويضيف «سعيد رشدي»، مدير دار الرعاية بقويسنا، تم عمل مدرسة داخل الدار منذ ثلاثة أعوام، تسمى مدرسة الفصل الواحد، وهي عبارة عن فصل واحد يضم جميع النزلاء بالدار، ويتم تقسيمهم الى 3 مستويات داخل فصل واحد، الأول ويضم 3 أطفال، ويدرسون منهج الصف "الأول والثاني والثالث" الابتدائي، والمستويات الثاني ويضم 13 طالب ويدركون منهج "الصف الرابع"، والمستوى الثالث ويضم" طفل واحد"ويدرس منهج الصف الخامس، ويوجد لدينا مدرسين لهذه المواد تابعين للتربية والتعليم، لأنهم يدرسون نفس المناهج الموجودة بمدارس التربية والتعليم، ولا يوجد اختلاف إلا في حجم المواد وليس محتواها.
السلوك العدواني للأطفال
وأيضا تشير «منال مسعد» معلم الفصل، إلي مدي المعاناة من السلوك العدواني للأطفال، حيث أن النزلاء بالدار لديهم الاحساس انهم مكروهين من المجتمع، وهذا الاحساس يؤثر على السلوك فيما بينهم، فالبعض فمنهم يقوم بضرب زملاءه، والابلاغ بالكذب عنهم بأنهم قاموا بأفعال لم يفعلوها لمجرد أن يراهم يعاقبوا، وهذه السلوك يرهقنا كثيرا في التعامل معهم وبخاصة أثناء الشرح، فهناك منهم لا يريد أن يتعلم، ويريد العودة للشارع مرة أخرى، وعندما يتركون الدار، يعودوا مرة أخرى، بمفردهم أو بعثور أفراد حملة «أطفال بلا مأوى» عليهم.
وفي ذات السياق، يقول «أيمن ماهر» المشرف الصباحي للدار، يوجد بالدار ورشتين "نجارة وتفصيل ملابس" بجانب المطبخ، ونقوم بتعلم النزلاء هذه الحرف حتي يستطيعون إيجاد فرص عمل لهم لإقامة «حياة كريمة» وتكون أسرة داخل نسيج المجتمع.
جدير بالذكر أنه قد قررت دار الرعاية المنوفية، بفتح باب الزيارات للنزلاء في «يوم اليتيم 2019»، حيث يعد هذا اليوم، عيد من أعياد هؤلاء النزلاء، الذين لأهل لهم ولا مأوى.