فيديو| «سوق النحاسين بطنطا» يقاوم الاندثار بـ 3 ورش
الأحد 07/أبريل/2019 - 05:03 ص
نجلاء البسيوني
طباعة
ضجيج يملأ أرجاء المكان صادر من أحد الممرات الضيقة المجاورة لساحة المسجدالبدوي بطنطا، يبدو أنه صوت مطارق تدق بشكل عشوائي على معدن، إنه «سوق النحاسين بطنطا».
«سوق النحاسين بطنطا»
انتقلت «بوابة المواطن» الإخبارية إلى «سوق النحاسين بطنطا»، أقدم وأعرق أسواق النحاس بالدلتا يرجع تاريخه لأكثر من 100 عام له شهرة واسعة في مجال صناعة الأواني والمستلزمات النحاسية ومشتقاتها.
يجلس «تامر السيد» 40 عام، أمام ورشته التي ورثها عن والده، يمارس عمله اليومي الذي يبدأ في السابعة صباحا حتى السادسة مساءا، يشكل معدن النحاس أواني ومستلزمات نحاسية ومشتقات المعادن الأخرى الألومنيوم، ليروي سبب تعلقه بهذه المهنة قائلا: اعمل في هذه الحرفة منذ 20 عام مع والدي الذي ورثها عن جدي، شغفني حبها ولم أفكر في التوجه حرفة أخرى، فلا أملك من الدنيا سوى هذه الورشة التي تركها والدي لي وأخواتي لنحيا بها صناعة الأواني والمستلزمات النحاسية التي في طريقها للإندثار بعدما أتجه أرباب المهنة للبحث عن غيرها.
وتابع؛ أن «سوق النحاسين بطنطا»، يعد من أعرق الأسواق التي اشتهرت بصناعات النحاسية في مصر، فيرجع تاريخه لأكثر من 100 عام ويمثل النسخة الثانية من «خان الخليلي» بالقاهرة، كان يضم أكثر من 20 ورشة وكان هذا الشارع من أكثر الشوارع بمدينة طنطا زحاما لكثرة العاملين بالحرف والزبائن من جميع المحافظات.
سوق النحاسين بطنطا
وشرح مراحل تصنيع المستلزمات النحاسية، حيث أن أول مرحلة إحضار صفائح النحاس وهي نوعين «صفائح طويلة والثانية على شكل سبائك»، والمرحلة الثانية نقوم بقص الصفيحة النحاسية حسب الشكل المطلوب والمرحلة الثالثة بعدها يتم تعريضها للنار لتليينها وفي المرحلة قبل الأخيرة يتم طرق قطعة النحاس وهي ساخنة ويستمر العمل بها حتى النهاية وفي المرحلة الأخيرة يتم النقش عليها ولكن هذه المرحلة لاتتم هنا فيتم تسليمها للزبون بالمرحلة قبل النقش والرسم عليها.
وعند سؤاله عن حال الحرفة شرد قليلا وهو يتجول بنظره في أركان الشارع قائلا: إن هذا السوق قبل عدة أعوام كانيختفي فيه صوت ضجيج المطارق من كثرة الأقدام الآتية إليه من جميع المحافظات في مصر وخارجها وكثرة العاملين بالحرفة موضحا أن الشارع كان يضم أكثر من 20 ورشة لبيع المستلزمات النحاسية وأنتهى به الحال بعمل أبناء الحرفة فقط وأصبح الشارع يضم 3 ورش فقط حيث أتجه أرباب الحرفة للبحث عن مهن أخرى يكسبوا من خلالها مرتب ثابت، وبالإضافة إلى أن الحرف من أكثر الحرف المرهقة حيث تقضي 12 ساعة بين تليين النحاس أمام النار او الطرق عليه بمطرقة يتعدى وزنها 4 كيلو.
وأكمل «وليد النحاس» 40 عام، صاحب ورشة بمنطقة «سوق النحاسين بطنطا»، أنه أنهي دراسته وتوجه للعمل مع والده الذي يعمل بالحرف منذ صغره وأوصاه أن يكمل في هذه الحرف ويطور بها متابعا أن هذا الشارع يعد من أقدم الشوراع بمدينة طنطا وموقعه بجوار مسجد السيد البدوى يميزه عن غيره.
وأضاف أن هذه منطقة «سوق النحاسين بطنطا»، كانت عبارة عن ورش للبيع فقط وان التصنيع كان يوجد بـمنطقة تل الحدادين، وبعد تدهور الحال بالحرف اتجه معظم العاملين بهذه الحرف بغلق ورش التصنيع، وفتحها هنا، مضيفا أن الصناعات النحاسية في طريقها للإندثار ويحل محلها الآن الألومنيوم نظرا لقلة تكلفته ونفس جودة النحاس.