الشيخ محمد مصطفى يتحدث عن فضل شهر شعبان وحُكم الصوم فيه
الثلاثاء 09/أبريل/2019 - 04:01 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
مع بداية شهر شعبان المعظم.. هذا الشهر الذي يستعد فيه جميع المسلمين لـ شهر رمضان الكريم بين شهرين هم الأحب إلينا جميعًا.
فضل شهر شعبان
فما فضل شهر شعبان العظيم؟ وماذا يستحب فيه من أعمال؟ وحُكم صوم شهر شعبان؟؛ تساؤلات عديدة تدور في أذهاننا.. تقدمها لكم «بوابة المواطن» الاخبارية، ويجيب عليها الشيخ محمد مصطفى مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، حيث قال، أنعم الله تعالى على عباده بمواسمٍ معينةٍ لزيادة الأعمال والطاعات والعبادات فيها، والتقرّب من الله تعالى، فتنال الأعمال فيها البركة بركة الزمان التي حدثت فيه.
وأضاف مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أنه من الأزمان التي كان يكثر فيها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من العبادات والقربات، شهر شعبان، حيث روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ شهرًا أكثرَ من شَعبانَ، فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه)،[١] فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- حريصًا على الطاعة والعبادة رغم مغفرة الله له ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه.
وتابع مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتافسون ويتسابقون في الطاعات والعبادات، ولا بدّ من المسلم الحرص على الاجتهاد في مواسم العبادات، والاجتهاد في شهر شعبان خاصةً، حيث إنّه يُعين على الاجتهاد في شهر رمضان، وفي ذلك يقول ابن رجب رحمه الله: (إِنَّ صِيَامَ شَعْبَانَ كَالتَّمْرِينِ عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ لِئَلاَّ يَدْخُلَ فِي صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى مَشَقَّةِ وَكُلْفَةٍ، بَلْ قَدْ تَمَرَّنَ عَلَى الصِّيَامِ وَاعْتَادَهُ، وَوَجَدَ بِصِيَامِ شَعْبَانَ قَبْلَهُ حَلاَوَةَ الصِّيَامِ وَلَذَّتَهُ، فَيَدْخُلُ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ، وَلَمَّا كَانَ شَعْبَانُ كَالْمُقَدِّمَةِ لِرَمَضَانَ شُرِعَ فِيهِ مَا يُشْرَعُ فِي رَمَضَانَ مِنَ الصِّيَامِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ لِيَحْصُلَ التَّأَهُّبُ لِتَلَقِّي رَمَضَانَ، وَتَرْتَاضُ النُّفُوسُ بِذَلِكَ عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ).
وأوضح الشيخ محمد مصطفى أنه بيّن الله سبحانه فضل شهر شعبان العظيم ومكانته ومنزلته بين باقي الشهور، عندما رأى تعظيم الجاهلية لشهر رجب، وتعظيم المسلمين لشهر رمضان، فقد سأل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الرسول عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلًا: (ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).
صوم شهر شعبان
وأشار إلى أن تخصيص الرسول لـ شهر شعبان العظيم في الصيام مقرونٌ برفع الأعمال إلى الله، أي أنّ الأعمال ترفع إلى الله في شهر شعبان، بينما تُعرض كلّ اثنين وخميس من أيام الأسبوع.
وأكد أنه تجدر الإشارة إلى أنّ رفع الأعمال إلى الله يكون على ثلاثة أنواعٍ؛ فيرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، كما ترفع إليه الأعمال يومي الاثنين والخميس، وترفع أيضًا في شهر شعبان بالخصوص، وممّا يدلّ على ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ)،[٤] ولأجل رفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان أحبّ النبي أن يكون ذلك وهو صائم، فذلك أدعى لقبول الأعمال من الله تعالى، كما أنّه أحبّ إلى الله عزّ وجلّ.
الدعاء في شعبان
وعن فضل الدعاء في هذا الشهر المعظم قال أنه من المستحب الدعاء في كل وقت وحين ومن المستحب الدعاء في شهر شعبان لأنة شهر رفع الأعمال ويستحب كذلك الدعاء في ليلة النصف من شعبان ودائما الأفضل الدعاء بالأدعية المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام غير أنه لا يوجد صيغة محددة للتقرب إلي الله والدعاء إليه والله سبحان وتعالي قريب مجيب سميع الدعاء في كل وقت وحين وبأي صيغة فقط أخلص النية لله وتقرب إليه بترك المعاصي وادعو كيفما شئت ولو بقلبك أو كيفما ورد الدعاء علي لسانك فسبحانه خلقك ويعلم ما في نفسك.
أما الدعاء المنتشر والذي تختص به ليلة النصف من شعبان فليس بالضرورة الالتزام به وإنما يدعو الإنسان بما يشاء ويستجاب له ما لم يدعو بسوء أو بقطيعة رحم وطالما أنه يدعو الله وهو موقن بالإجابة فالله عن ظن عبده به إذا ظن خيرا فهو خير وعليه فإذا ظننت أن دعائك مستجاب سيستجاب بأمر الله ما دام دعاء بخير ويستحب التوبة من كل الذنوب والخطايا وفق شروط التوبة الصحيحة.