كورة زمان| قذيفة أبوتريكة والهدف الذي «قتل أحلام مدينة بأكملها»
دب اليأس في النفوس، ثواني ويطلق حكم المباراة صافرته التي تعلن فريق الصفاقسي بطلًا لـ دوري أبطال إفريقيا، لحظات الترقب والأمل تملأ أرجاء المحروسة، ودموع تقترب من الإنفجار على وجه ملايين من محبي ومشجعي النادي الأهلي.
وكانت نتيجة مباراة الذهاب وقتها بملعب القاهرة هي التعادل بهدف لكل من الأهلي المصري والصفاقسي التونسي، وكان أبو تريكة تقدم لـ النادي الأهلي في الشوط الأول بهدف من ضربة حرة مباشرة من ناحية اليمين، وتعادل جوتيكس فريمبونج للصفاقسي بعد مرور خمس دقائق فقط من الشوط الثاني من كرة ضالة من عرضية بوجلبان.
انتهت المباراة وتوقع الجميع أن الكأس صفاقسي لا محالة للمرة الأولى في تاريخه، وأن النادي الأهلي على موعد حزين بملعب رادس وفقدان لقبه المفضل الذي أحرزه في 2005، خاصًة وأن مباراة العودة برادس يحتاج فيها الفريق التونسي للتعادل السلبي فقط، ويتوج بطلاً للقارة.
شوط أول سلبي في رادس واقتراب ضياع اللقب
أعلن البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسطوري لـ النادي الأهلي حينها عن تشكيل اللقاء، وجاء كالتالي: عصام الحضري في حراسة المرمى، وأمامه ثلاثي الظهر ليبرو شادي محمد و ثنائي مساكين وائل جمعة ومحمد صديق، وفي الجانب الأيمن جاء محمد عبد الله، بينما شديد قناوي في اليسار وثلاثي الارتكاز حسن مصطفى وعاشور وأكوتي، أمامهم صانع لعب أبو تريكة، وفي الهجوم فلافيو وحيدًا.
خرج شوط المباراة الأول بمعطيات صعبة وتوقعات محبطة، أكثر المتفائلين بها أن تنتهي المباراة بتعادلًا سلبيًا، حيث الآلاف من مشجعي الصفاقسي يحتفلون باقتراب الحلم والتتويج، هتافات مدوية وصور في المدرجات لـ أبو تريكة راكع ويسلم الأميرة الإفريقية لإحدى مشجعي الصفاقسي.
استفزاز لـ أبو تريكة من جهة جمهور الصفاقسي التونسي
وفي الشوط الثاني، دخل إسلام الشاطر بديلًا لمحمد عبدالله في الجهة اليمنى، لحظات ويطلق المارد الأحمر قذائفه يمينًا ويسارًا عن طريق الشاطر وقناوي، إلا أن جاءت تعليمات مختلفة بعض الشيء من جوزيه بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، ويستجيب حسام عاشور الذي سدد في المقص بالدقيقة 57:37، وينقذها الجواشي لركنية، وينقذ كرتين أيضًا من تسديدات فلافيو.
ويظهر بعدها بدقائق وائل رياض "شيتوس" في الصورة بدلًا من محمد صديق؛ ليتحول أداء النادي الأهلي إلى قاطرات بشرية تبعث بالأمل هنا وهناك، ومن قبلهما نزول عماد متعب لأرض الملعب بدلًا من أكوتي في شوط المباراة الأول.
محاولات مستمرة من الضغط الأحمر على دفاعات الصفاقسي، وجاءت أخطرها عن طريق فلافيو في الدقيقة 76 الذي سدد كرة ارتدت من العارضة لرأس متعب ويلحقها الجواشي من على خط المرمى، دقائق وظهرت الألعاب الأهلاوية الفضائية لاستغلال متعب وفلافيو في الرأسيات، في المقابل كان الصفاقسي يعتمد على انطلاقات النفطي والزيادي، ويلغي الحكم هدفًا للصفاقسي بداعي التسلل.
تخطف الكاميرا دعوات وصلوات الجهاز للفريق التونسي من على خط الملعب، مع استمرار فلافيو على نفس النهج في التسديد من خارج منطقة الجزاء، وعلى الجانب الآخر من الكادر التليفزيوني انتفاضة الجهاز الفني بأكمله وبدلاء الفريق التونسي، وابتسامات وفرحة على أهبة الاستعداد بينهم.
فرحة عارمة من جمهور الصفاقسي لكن استفزوه فقرر أن يعاقبهم
وفي الدقيقة 91.7 يرسل شادي محمد كرة طولية من قلب الدفاع لقلب الهجوم "يغمزها" عماد متعب برأسيه، لرأس فلافيو "يريحها" فلافيو لمحمد أبو تريكة، صاحب الجسد المخلص القاضي على منافسيه، ليسدد "رصاصة" بالقدم اليسرى، تعلن عن مقتل مدينة بأكملها بهدف دون رد، معلنًا عن فرحة مصرية مدوية لـ النادي الأهلي من عقر دار الصفاقسي بملعب رادس.