«الرهبنة الفرنسيسكانية».. نشأتها وطريقة وصولها إلى أسيوط
الثلاثاء 14/مايو/2019 - 03:44 م
فيبي مدحت
طباعة
تعد الرهبنة الفرنسيسكانية، هي رهبنة في الكنيسة الكاثوليكية، ويعرف رهبانها باسم الرهبان الفرنسيسكان، وتركز روحانية القديس فرنسيس الأسيزي على الاهتمام بالفقراء والعمل على تنمية وضعهم بتنمية مستدامة.
الرهبنة الفرنسيسكانية
القديس فرنسيس الأسيزي، كان من عائلة إقطاعية ثرية وهب أملاكه للفقراء، متخليًا عن الثراء الشخصي، ليعيش فقيرًا كالمسيح، كذلك فإن الاهتمام بالبيئة وحركة إصلاح دائمة في الكنيسة، هي من أبرز مقومات الرهبنة، وأسس فرنسيس فرعا لرهبانيته في الشرق والأراضي المقدسة عام 1217م وحضر إلى مصر أثناء الحملة الصليبية الخامسة على دمياط حيث التقى بالسلطان الأيوبي الملك الكامل عام 1219 م واتباعه الان هم ممثلو الكنيسة الكاثوليكية في الأماكن المقدسة في فلسطين وتوفي القديس في مساء يوم 3 أكتوبر عام 1226م.
الرهبان الفرنسيسكان
ويقول الراهب لوكاس راهب فرنسيسكاني، ومدير مدرسة الفرنسيسكان الخاصة بأسيوط، أن يرجع تاريخ الرهبنة الفرنسيسكانية إلى القرن الثالث عشر على يد القديس فرانسيس الأسيزي الإيطالي الي جاء إلى مصر عام ١٢١٩ خلال الحملة الصليبية في ذلك الوقت وتقابل خلالها بالكامل الإيوبي في دمياط، مشيرا إلى أن القديس كان يحب السلام وضد الحرب استطاع خلال اللقاء بالكامل الأيوبي أن يجعل ذلك اللقاء لقاءا تاريخيا في وقت كان يتسم بالحروب بين المعسكرين فقد تمكن القديس من أخذ الإذن والسماح له بخدمة الأراضي المقدسة، منوها بأن منذ ذلك اللقاء وبدا الفرنسيسكان التردد على مصر بين حين وآخر للخدمة.
الخدمة وسوهاج
ويشير الراهب الفرنسيسكاني أن في القرن السابع عشر بدأت خدمة الفرنسيسكان تتوسع وتصل الصعيد منوها بأنهم دخلوا أخميم بمحافظة سوهاج، وأصبح به مقرا لهم بالصعيد في عام ١٦٣٣م، ومن أخميم بدوا الخدمة بشتى أنحاء الصعيد وانطلقوا في أماكن متفرقة ونشروا الخدمة وأنشأوا المستوصفات الطبية والمدارس والجمعيات التوعوية.
أسيوط والفرنسيسكان
ويوضح الراهب لوكاس أن الرهبان الفرنسيسكان بدوا التردد على محافظة أسيوط مع بداية القرن السابع عشر فى عام ١٧٠٠م بدون إقامة في المحافظة اخدوا يتنقلون بين أخميم وأسيوط حتى عام ١٨٠٠ م فقد انشأوا أول مدرسة للرهبان الفرنسيسكان بمحافظة أسيوط، مشيرا إلى ان مع الوقت المدرسة بدأت في التوسع وأصبحت الآن تحمل أسم مدرسة الفرنسيسكان.
كنيسة الكاثوليك
ويلفت مدير مدرسة الفرنسيسكان إلى أن مع بداية نشأة الرهبنة الفرنسيسكانية والتوسع طالب بعض من الرعايا الكاثوليك في أسيوط بصورة رسمية أن يوفر لهم مقر للإقامة بأسيوط ليقدموا الخدمة للرعاية، مشيرا إلى أن بدأ الرهبان الفرنسيسكان الإقبال على المحافظة للاستقرار وبمساعدة أحد الأهالي ويدعى خليل أفندي، وفي عام ١٨٠٠ م تم تشييد كنيسة للكاثوليك تقع غرب مدينة أسيوط، وتحمل أسم كنيسة الأنبا أنطونيوس الكبير، منوها بأن بعد التوسع في خدمة الفرنسيسكان واقبالهم على محافظة أسيوط بكثرة تمكنوا من أخذ مقرا اخر بحي قلته بالمدينة وكانت تلك المنطقة تقع على حافة مدينة أسيوط قديما موضحا أنه عام 1924م تم تشييد كنيسة بتلك المنطقة تحمل اسم القديس فرانسيس كمقر للرهبان وكان يجاورها في ذلك الوقت ترعة وتحيط بيها الأراضي الزراعية، وافتتحت في يناير عام ١٩٢٥م.
القديس فرانسيس
يذكر أن ولد القديس فرنسيس مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية في مدينة أسيزي بإيطاليا الوسطى عام 1182 وهو ابن تاجر إيطالي غني يدعى بيترو بيرنارديني، وامرأة فرنسية تقية تدعى بيكا، تبع فرنسيس المسيح بعد أن سمع صوته يدعوه إلى ترميم كنيسة وترك حياة المرح والصخب، وانشا نظاما رهبانيا للرجال يتبنى الفقر الاختياري لأجل الملكوت على مثال المسيح الفقير عام 1208، كما أسس رهبانيته أخريين الأولى كان قد أنشأها للعلمانيين المتزوجين وغير المتزوجين الذين يريدون اتباع روحانيته وهم يعيشون حياتهم العادية عام 1209 م والثانية للنساء عام م1211م.