على خلاف الكثير من أبناء جنسي ربما بسبب طبيعة عملي، لم أكن مولعة بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية، لكن ولذات السبب كنت مجبرة على متابعة الدراما بشكل عام، كنوع من أنواع المعرفة بما يدور في عالم الفن، فكنت استبدل مشاهدة المسلسل كحلقات يومية لأن ذلك أصبح من المستحيلات بالنسبة لي الآن، فأصبحت انتظر لما بعد العرض وأشاهده كحلقات مجمعة.
وخلال تلك الرحلة التي كنت اجدها مملة في الكثير من الأحيان، استقر قطار في محطة مسلسل «
زودياك» المقتبس عن رواية «حظك اليوم» للدكتور
أحمد خالد توفيق، وربما لا أذيع سرًا حين أقول إنني حين بدأت في مشاهدة الحلقات توقعت أن أخوض رحلة مملة كعادة الأعمال الدرامية مؤخرًا، واضطر إلى تخطي مشاهد أو حلقات كاملة حتى انتهي بسرعة.
لكنني وعلى خلاف العادة أيضًا وجدت نفسي «متسمرة» أمام الشاشة استمتع بتلك الطريقة التي استطاع بها المتميز محمود كامل الاستحواذ على المشاهد وربطه بالأحداث، وانتزاع كل مط وتطويل في المسلسل.
15 حلقة تابعتها كلها على 3 فترات فقط، وكنت أرغب في إعادتها مرة أخرى لعلي أصل لسر «الطبخة» التي اعتمد عليها كامل في توليفته الرائعة تلك بداية من الاعتماد على سيناريو محكم ومعالجة جديدة مرورًا بـ«كادرات» مختلفة نوعًا ما عن المعتاد في الدراما المصرية حاليًا.
«كامل» ابتعد كثيرًا عن «الاستسهال» خاصة في المشاهد المصورة باللغة الهيروغليفية وفضل الاعتماد بشكل كبير على المشاهد القريبة و«الكلوز» وهو ما أضفى على العمل طابع من الإثارة التي افتقدناها منذ أيام المسلسلات المخابراتية والبوليسية رغم أن العمل في مجمله يدور حول لعنة تصيب شباب كشفوا نصابًا في مجال الأبراج والفلك.
الميزة التي أعجبتني كثيرًا في طريقة «
كامل» الجديدة نوعًا ما وربما المتفردة هذه الأيام كانت قدرته على الموائمة بين عناصر العمل حتى لا يطغى الجانب الفني أو التكنيك على السرد، مع اختيار موسيقى تصويرية تخدم العمل، أما ما جعلني أحترم "خلطة كامل السرية" هو عدم إضراره بالنص الأصلي للعراب أحمد خالد توفيق بل تفرد في طرحه برؤية وأسلوب خاص.
قبل الختام أتمنى أن نجد على الساحة الفنية أعمال جديدة بهذا الشكل، تضعنا أمام متعة المنافسة في مجال افتقدناه وتركنا فيه الساحة للدراما السورية والغزو التركي.
لمزيد من مقالات
آية محمد علي