فارق كبير بين الأزمة التي واجهتها الممثلة الإيرانية زهرة أمير إبراهيمي عام 2006 بعد خمس سنوات فقط من بداية مسيرتها مع التمثيل.

وبين سعادتها اليوم بحصولها على السعفة الذهبية لأفضل ممثلة من الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي.

16 عاما مرت على تعرض زهرة لفضيحة جنسية مدوية في طهران دمرت مستقبلها الفني.

واضطرتها لمغادرة إيران والانتقال إلى فرنسا طالبة اللجوء إليها، لتنقطع أخبارها منذ ذلك الوقت.

لكن دورها في فيلم "عنكبوت مقدس" وضعها في بؤرة الضوء مرة أخرى ولكن بطريقة مختلفة تماما.

تعود جذور القصة إلى عام 2006 في بداية مسيرة زهرة أمير مع التمثيل، عندما تم تسريب فيديو جنسي لها مع منتج في أحد المسلسلات التي شاركت بها.

لتجد نفسها وسط فضيحة لم تتمكن من تخليص نفسها من شباكها.

زهرة واجهت تحقيقات الشرطة في ذلك الوقت بالإنكار، وقالت للصحافة إن الرجل الذي ظهر معها في الفيديو خطيبها السابق.

وهذه محاولة منه للانتقام منها، لكن لم تصدقها الصحافة ولا الجمهور، فواجهت موجة عارمة من الغضب الشعبي.

أما الشخص الذي ظهر معها في الفيديو فكان قد هرب إلى أرمينيا، وتمكنت الشرطة الإيرانية من التوصل إليه وطالبت باسترجاعه.

وخلال التحقيقات اعترف بأنه الشخص الموجود في الفيديو وبأن زهرة إبراهيمي كانت معه.

وزعم أن الفيديو تسرب من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به دون قصده وبطريقة لم يكن هو وراءها.

تداعيات الأزمة كانت قاسية على زهرة أمير إبراهيمي.

فأصدر القائمون على إدارة التليفزيون قرارا بمنع عرض أي فيلم ظهرت فيه.

وأعيد تصوير أعمالها بممثلات أخريات، وتم منعها بقوة القانون من التحدث إلى الصحافة والدفاع عن نفسها علنا.

تحقيقات الشرطة توصلت إلى أن الفيديو تم تصويره قبل عامين من تسريبه في 2006.

وانتشر من خلال بيعه في الشوارع على وسائط إلكترونية مثل الـ "دي في دي".

وذكر أحد الموزعين أنه ربح 4 ملايين دولار من بيع نسخ ذلك الفيديو الجنسي في مقاهي الإنترنت وغيرها.

وتسبب الفيديو المسرب في موجة عار للممثلة التي طالب بعض البرلمانيين برجمها حتى الموت، فيما أعفي شريكها من العقاب.

فحاولت الانتحار وسط أزمة أحاطت بها من جميع الجهات، ولم تجد حلا إلا مغادرة إيران واللجوء لفرنسا هربا من تهمة ممارسة الفجور.

وحصلت زهرة أمير إبراهيمي على السعفة الذهبية عن دورها فى فيلم Holy Spider للمخرح علي عباسي.

ويستند الفيلم إلى قصة حقيقية دارت أحداثها في سبعينيات القرن الماضي.

عن مقتل عدد من النساء فى مدينة مشهد الإيرانية على يد القاتل الشهير سعيد هنائي، الذي كان يعتبر مهمته المقدسة تطهير المدينة من عاهرات الشوارع الفاسقات.