تحتضن فنزويلا عددا كبيرا من المناطق الجاذبة للسياح وأبرزها جزيرة مارغريتا التي تسمى بالإسبانية "إيسلا دي مارغريتا"، ويبلغ عدد سكانها قرابة النصف مليون نسمة.
وتقع الجزيرة على بُعد حوالي 25 ميلا من البر الرئيسي لفنزويلا، ويمكن الوصول إليها جوا أو بالعبّارات، فضلا عن أنها تتميز بشواطئها الخلابة ورمالها البيضاء الناعمة ذات الطابع الكاريبي، وتتيح مجموعة من الأنشطة من بينها ركوب الأمواج بالألواح الشراعية والغولف وركوب الخيل والغوص وسط أجواء أميركا الجنوبية الهادئة.
جدير بالذكر أن الرئيس مادورو أعلن، ، أن "فنزويلا وروسيا ستستأنفان الخدمة الجوية المباشرة بين جزيرة مارغريتا وموسكو، اعتبارا من مطلع أكتوبر المقبل، بمعدل خمس رحلات أسبوعيا و440 راكبا على متن كل رحلة".
وتتحضر فنزويلا لاستقبال السياح الأوروبيين اعتبارا من مطلع عام 2023، عاقدة العزم على توفير البنية التحتية المتطورة والخدمات السياحية المميزة، للزوار العائدين إلى ربوعها بعد غياب 15 عاما.
ويأتي هذا التطور الهام بعدما أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الأسبوع الماضي، أن حكومته أعادت ترخيص تشغيل السفن السياحية بعد غياب دام 15 عاما، مشددا على أن بلاده "منفتحة على العالم" وأن "سلاح فنزويلا السري للنمو الاقتصادي على المدى المتوسط ليس النفط أو الغاز، بل السياحة".
ووفقا لمصادر إعلامية محلية في كاراكاس، فإن "آلاف السياح من ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا سيتوافدون على الساحل الكاريبي الرائع لجزيرة مارغريتا في شمال شرق البلاد على متن سفن سياحية ستبدأ في الوصول إلى فنزويلا في 3 يناير العام المقبل".
وزير السياحة الفنزويلي آلي بادرون، وصف في تصريحات صحفية إعلان مادورو بأنه "يكسر التدابير القسرية أحادية الجانب للولايات المتحدة الأميركية التي منعت لسنوات وصول السفن السياحية من أوروبا إلى فنزويلا".
ويرى مراقبون أن تصريحات بادرون تعكس فحوى رسائل سياسية ترغب كاراكاس في توجيهها إلى الإدارات الأميركية المتعاقبة التي "لم تتمكن من تحقيق أي مكاسب ملموسة جراء الدعم الذي قدمته لزعيم المعارضة خوان غوايدو ضد الرئيس نيكولاس مادورو خلال معركة الانتخابات الرئاسية الفنزويلية الأخيرة عام 2018"، ما تجلى بوضوح إثر تجنب الولايات المتحدة توجيه الدعوة للرجلين، على حد سواء، إلى "قمة الأميركيتين" التي عُقدت في لوس أنجلوس في شهر يونيو الفائت، على الرغم من أن البيت الأبيض أعلن حينذاك أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل بغوايدو لتأكيد اعتراف واشنطن به كـ"رئيس مؤقت لفنزويلا".
وحول هذا الموضوع وترابطه مع عودة السياحة الأوروبية إلى فنزويلا، قال ريمون قبشي، المستشار السياسي للرئيس الفنزويلي الراحل هيوغو تشافيز، إنه "لا شيء يجري في العالم من دون أن يحمل في طياته دلالات سياسية".
ولفت قبشي إلى أن اعتزام السياح الأوروبيين التوجه إلى بلاده لتمضية إجازاتهم يحمل مثل هذه الدلالات، لا سيما أن "الأمر يأتي بعدما شهدت حركة السياحة الروسية في فنزويلا انتعاشا هائلا في الآونة الأخيرة، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال وصول الآلاف منهم إلى مختلف أنحاء البلاد".