"استسلموا بمدرعاتهم وإسرائيل في ذهول".. كيف وثق الإعلام انتصارات أكتوبر
بعد مرور 49 عامًا على حرب أكتوبر، ومع
اقتراب حلول ذكرى انتصاراتنا على العدو الإسرائيلي، يستعد المصريون في جميع أنحاء
البلاد للاحتفال بذكرى معركة الكرامة و الانتصار، إذ اهتمت الصحف المصرية طوال أيام
الحرب، بنشر الأخبار و تطورات الجيش المصري، حتى أصبحت عنواين أخبار الحرب في كل
صباح، حديث اهتمام المصريين، حتى أخر يوم وهو يوم الانتصار.
البداية بمانشيت "قواتنا تقاتل في
سيناء"
استيقظ الشعب المصري في صباح يوم السادس من أكتوبر على مانشيت نشرته جريدة الجمهورية بالخط الأحمر، مضمونه "قواتنا تقاتل الأن فوق سيناء"، حيث خرجت الصحف القومية بعناوين أخبار للجماهير من عامة الشعب، تعلن فيها تفاصيل بدء تقدم القوات المسلحة المصرية في ساحة المعركة.
"استسلموا بمدرعاتهم".. "إسرائيل
في ذهول".. جميعها عناونين تصدرت منشتات الصحف آنذاك حيث عمت الفرحة على الشعب المصري. وأكدت فيه جريدة الجمهورية و
الأخبار، استسلام ضباط و جنود العدو الإسرائيلي، للقوات المصرية بكامل أسلحتهم عقب
معارك طاحنة في سيناء، وإرغامهم على الانسحاب.
وليس
ذلك فقط بل كانت الصحافة في ذلك الوقت تطمئن يومًا بعد يوم الجماهير الغفيرة من
المصريين، بالهزيمة التي لحقت الجيش الإسرائيلي، مثل أخبار سقوط 57 طائرة وتدمير
92 دبابة في ساحة الحرب.
"عبرنا القناة واقتحمنا خط برليف"..
عناوين الانتصار
وتنوعت عناوين الأخبار في ذلك الوقت، التي
تؤكد انتصارات القوات المسلحة المصرية على العدو الإسرائيلي، حيث نشرت جريدة
الأهرام عنوانًا أكدت فيه نجاح الجيش المصري في عبور قناة السويس: "قواتنا
عبرت القناة واقتحمت خط برليف".
ونشرت جريدة الأخبار، عنوان "عبرنا
القناة ورفعنا علم مصر" وكان مضمون الخبر: "إسرائيل تعترف بنجاح العبور
المصري وتدفق المدرعات المصرية إلى سيناء"، واستعرضت معظم الصحف القومية طوال
أيام الحرب صور الأسرى الإسرائيليين، لتنقل بكل صدق و أمانة للشعب المصري بشرى
انتصارات الجيش المصري وتضحياتهم في معركة الكرامة، التي سجلها التاريخ و فاجئت
العالم بقدرة المصريين في تحقيق الانتصار ورد كرامتهم.
خطاب النصر
"جاء اليوم الذي نجلس فيه لا لنتفاخر ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم
أولادنا وأحفادنا، قصة الكفاح ومرارة الهزيمة وحلاوة النصر"، بكلمات كلها ثقة
و أمل وانتصار زفها الرئيس الراحل أنور السادات للشعب المصري في خطاب ألقاه في
البرلمان، أعلن فيها تفاصيل الانتصارات التي حققها الجيش المصري.
هنا القاهرة.. أول إذاعة عربية تبث انتصارات الحرب
وليست الصحافة الورقية فقط التي كانت تنقل أحداث الحرب، بل كانت الإذاعة لها
دور هام في نقل تفاصيل الحرب منذ بدءها، حيث كان الشعب المصري ينتطر في الساعة
الواحدة ظهرًا، أمام جهاز الراديو، بيان الحرب الذي ينقله المذيع صبري سلامة، وكان يبدأ حديثه
ب"هنا القاهرة".
ويعد أشهر بيان إذاعي أُلقى في ذلك الوقت، هو خطاب انطلاق الضربة الجوية، وهي الضربة التي نفذتها القوات الجوية المصرية والقوات الجوية السورية، لضرب الأهداف الإسرائيلية في سيناء والجولان، في هجوم واحد و مفاجئ في يوم السادس من أكتوبر، وتعد هذه الضربة هى مفتاح نصر حرب أكتوبر، بقيادة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.