كثيرًا ما ترددت على مسامعنا كلمة "يا خراشي"

غالبًا تكون مقرونة بالتعجب، أو تكون على سبيل طلب الاستعانة من شيء ما، كأن يصاب أحدهم بمصيبة ويقول " يا خراشي".

و يرجع أصل الكلمة إلى أول شيخ تولَّى مشيخة الازهر الشريف الشيخ "محمد بن عبدالله الخراشى" وسمي بذلك نسبة إلى القرية التي وُلد فيها.

 وُلد الشيخ الخراشي 1010هـ -1601م  في محافظة البحيرة قرية "ابو خراش" التابعة لمركز "الرحمانية" وتلقي تعليمه علي يد والده الامام "جمال الدين بن عبدالله الخراشي" وحفظ على يده  القرآن الكريم وعلمه سنة سيدنا محمد عليه صلى الله عليه وسلم، وكان الناس يستغيثون به لنصرتهم، ولكونه عطوفًا ناصرًا للناس.  

كان الشيخ محمد عبد الله الخراشي شيخا ابن شيخ، وكان والده "الشيخ عبد الله الخراشي" قد أدرك التلمذة على الشيخ "سالم السنهوري"  أبرز علماء الجيل السابق. 

وكان الشيخ "سالم السنهوري" تلميذا للشيخ الثالث للأزهر الشيخ "محمد الغيطي"، والذي كان تلميذا لشيخ الإسلام المشهور الشيخ "زكريا الأنصاري"، والذي هو تلميذ "للحافظ ابن حجر العسقلاني"الذي له سند معروف يتصل "بالإمام البخاري" (المتوفى 870 للميلاد).

وبهذه الطريقة، فإن العلماء الأزهريين والمصريين المحدثين سندهم يكون متصل بالإمام البخاري، فمن كان تلميذا للخراشي (مثل الشيخ "عبد الباقي القليني" ، والشيخ "إبراهيم بن موسى الفيومي")، فإنه ينتقل بسنده إلى "الشيخ محمد عبد الله الخراشي"، ثم إلى والده "الشيخ عبد الله الخراشي"، ثم إلى الشيخ "سالم السنهوري"، ثم إلى الشيخ "محمد الغيطي" الشيخ الثالث للأزهر، الذي كان تلميذًا لشيخ الإسلام الشيخ "زكريا الأنصاري"، الذي كان تلميذا "للحافظ ابن حجر العسقلاني" بسنده المتصل إلى "الإمام البخاري" رضي الله عنه. 

لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة الا بعد أن تقدم به السن فتولي منصب شيخ الازهر سنة 1090-1679 وكان عمره وقتها 80 عام تقريبًا واستمر الي ان توفاه الله 1101 هجري -1690م عن عمر يناهز ٩٠عام. 

وتمكن الشيخ الخراشي من تاليف ٢٠٠ كتاب ومن أهم آثاره العلمية هو شرحه لمختصر خليل، الذي يعدّ من أشهر الشروح الحديثة لهذا المتن المحكم والشهير في الفقه المالكي، الذي ألفه الشيخ "خليل بن إسحاق" المعروف المتوفى 1374م ، أي قبل سطوع نجم الشيخ محمد عبد الله الخراشي بثلاثة قرون. 

 

توفي الشيخ "محمد ابن عبد الله الخراشي" في 30 سبتمبر 1101 للهجرة، وخلفه في مشيخة الأزهر الشيخ "إبراهيم البرماوي".