رعاية المرضى والمسنين مهمة شاقة.. وجزاء البرعظيم
ضرورة تقديم الدعم للمرضى والمسنين عن وعي هو الطريق الأسلم لإشعارهم بالحب والأمان، فكلما كبر الإنسان في السن ومر بمراحل الشيخوخة عاد عقله مرة أخرى كالطفل الصغير الذي يحتاج الإحتواء، في المقابل ينتظر من الأبناء هذه الرعاية، فالحياة تتبدل أدوارها باستمرار فطفل الأمس هو مسؤول الغد، والأب أو الأم اليوم والأمس في حاجة للرعاية في الغد.
مشاعر لا تهدأ
تتملك الشخص المعني برعاية أحد كبار السن مشاعر
كثيرة بعضها متناقضة، فعلى قدر الحب يرغب الإنسان في جعل المريض أو كبير السن في
راحة وسعادة بعيدا عن التوتر والحزن، ولتحقيق هذه المعادلة يجدر الاستعداد لعمل
بعض الخطوات، ذلك لضمان صيانة النفس باستمرار، فالفنس البشرية مثلها كأي شيء يحتاج
للصيانة والإهتمام لكي لا يفقد قوته وقدرته على الإنتاج.
يمر من يرعى كبار السن والمرضى بمشاعر
متناقضة وثقيلة، هذه المشاعر تتراوح بين الاكتئاب واضطرابات القلق والخوف والغضب و
الندم في بعض الأحيان، الصيانة النفسية يكمن دورها في رمي الأعباء النفسية خارج
العقل ليستطيع الفرد أن يجدد طاقته ويحسن من جودة حياته وحياة الشخص الذي يرعاه،
تظهر هذه المشاكل على هيئة أعراض متنوعة منها العصبية والإرهاق.
احصائيات عن الأبطال
نجد أن حوالي 58% من من يراعون شخص مريض أو مسن معرضين للإصابة
بالاكتئاب، و نحو 70% معرضين للإصابة باضطرابات القلق، يشكل العبء الملقي على عاتق
الشخص المعني برعاية أحد كبار السن والمرضى شكلا من أشكال العجز ماديا وجسديا
ونفسيا بالتأكيد كما سبق القول، يصاب الفرد بنوع من الجمود الاجتماعي، يقتصر على
مباشرة المريض أو المسن.
في حين أن المريض أو المسن محجوز بين جدارن
المنزل يلقى المسؤول عنه نفس المصير، فلا يستطيع الخروج خارج دائرة المرض والرعاية،
دائرة الألم والمرض، التعرض للموت والفقد والقرب من هذه اللحظات، محاولة نسيان
إساءات الوالدين في الماضي إن وجدت، كل هذه الظروف والتعامل معها تشكل الحالة
العامة التي يكون عليها هذا الفرد، كل هذه العوامل تقود الفرد لحالة الإنطفاء
الشعوري والإحتراق الذاتي، الذي ينهك الفرد ويقود كل محاولاته للنجاة إلى الجحيم
على حد شعوره.
حلول للنجاة
الفهم والوعي لحالة المريض والمسن، تختلف
القدرات العقلية مع تقدم السن ويحتاج المريض أو المسن إلى المعاملة الصبورة دون
كلل أو ملل تماما كما يتسع إدراك الطفل كلما كبر في السن، يحدث العكس مع الشيخوخة،
وعي الفرد وفهمه للعقلية التي يتعامل معها تساعده على تحمل الضغط.
حث مشاعر الإمتنان والتقدير للحظات البسيطة
الهادئة، بل و اللحظات التي نقضيها معهم، بهذه الطريقة يقوم الفرد بتفعيل مشاعر الرضا
و القابلية للتفاؤل، وينتج عنه القدرة على رعاية النفس، ففي هذه الرحلة على الفرد
أن لا ينسى رعاية نفسه صحيا ونفسيا، الهدوء النفسي يساعد على تنظيم الأمور ووضع
المشاعر في قدرها الطبيعي دون مبالغة.
تلقي المساعدة من مختص هي أحد أهم الأمور
التي تخفف من هذا الضغط، الشعور بأنك لست وحدك، تلقي الدعم من أهل التخصص ليس ضعفا
أوعيبا بل هو وعي وإدراك كبير، الحياة محورها التغير لا السكون فكل حال ليس بدائم،
فدوام الحال من المحال.