يقولون ما لا يفعلون .. بعد طرد عمرو درويش هل أوروبا تحترم الحريات حقًا؟
هناك حيل كثيرة يتبعها المتآمرون على مصر، ويحاولون النيل منها وتشويه صورتها أمام العالم، خاصة في المؤتمرات والمناسبات العالمية التي يتابعها الجمهور من جميع الأنحاء، ولكن دائمًا ما كانت القيادة المصرية على دراية بذلك، فكيف لا وهم على علم بكافة الآمور لسنين قادمة؟ فمصر لديها جهاز مخابرات يُصنف من أقوى أجهزة العالم والوقائع خير شاهد على ذلك.
هذا بالضبط ما تحاول أسرة "علاء عبدالفتاح" اتباعه، حيث تروج أسرته تعسف السلطات المصرية معه وحبسه سياسيًا، وتطالب دول الغرب وخاصة بريطانيًا بالتدخل للإفراج عنه باعتباره مواطنًا إنجليزيًا، ليفجر عندها "سامح شكري" وزير الخارجية المصرية مفاجأة صادمة بسؤاله متى كان علاء عبدالفتاح مواطنًا بريطانيًا؟
من هو علاء عبدالفتاح؟
علاء عبدالفتاح ناشط مصري سياسي وهو ابن أحمد سيف الإسلام، بدأ نشاطه في 2004 عندما أسس مدونته "دلو مليء بالمعلومات" قبل أن يغير أسمها لـ "دلو معلومات منال وعلاء" وهي مدونة مصرية تعني بالشئون السياسية والإجتماعية.
اعتقل "علاء عبدالفتاح" لأول مرة في عام 2006 أثناء اشتراكه في وقفة احتجاجية تدعو لاستقلال القضاء المصري، وتم حبسه حينها لمدة 45 يومًا قبل أن تبرأه المحكمة آنذاك.
وفي 2015 أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا يقضي بحبس "علاء عبدالفتاح" لمدة خمس سنوات ومثلها فترة مراقبة شرطية، وذلك لارتكابه جرائم جنائية يعاقب عليها القانون.
دفاع "عمرو درويش" عن مصر
انعقد المؤتمر الصحفي الذي أقامته DCJ على هامش مؤتمر قمة المناخ والذي حضرته "سناء عبدالفتاح" شقيقة علاء عبدالفتاح والناشطة بمجال العدالة المناخية، وذلك مساء الثلاثاء وحضره مراسلون إنجليزين، وشهدت فعاليات المؤتمر مطالبة "سناء عبدالفتاح" السلطات الخارجية والدول الغربية وخاصة بريطانيا بالتدخل ومطالبة السلطات المصرية بالإفراج عن شقيقها باعتباره متهمًا سياسيًا يتعرض للتعسف، وذلك بعد اضرابه عن شرب الماء تزامنًا مع انعقاد قمة المناخ.
ليتدخل النائب "عمرو درويش" عضو البرلمان المصري عن تنسيقية شباب الأحزاب، ويصرح: إن أسرة علاء عبدالفتاح تسعى للإستعانة بدول الخارج من أجل الضغط على الحكومة المصرية، وهو تدخل غير مقبول في الشأن المصري الداخلي، ولن نسمح به ابدًا.
وأضاف: إن علاء ليس مسجونًا سياسيًا ولكنه متهم جنائي يعاقبه القانون المصري، وليس كما تم الترويج من جانب أسرته.
حاولت" سناء عبدالفتاح" التدخل وترجمة حديثه للإنجليزية وتوجيه سؤاله مباشرة لكنه رفض، ليشهد بعد ذلك المؤتمر الصحفي حالة من التوتر.
وعلى هامش ذلك أشار بعض المنظمين لأمن الأمم المتحدة لإبعاد النائب عمرو درويش من القاعة ليتدخل الأمن ويطالبه بمغادرة القاعة.
وظهر النائب "عمرو درويش" في فيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعي قائلًا: مينفعش نستدعي القوى الخارجية على مصر، وهناك كلام به تدليس.
وأضاف: اللي فوجئت به هي المعاملة الغريبة من قبل الأمم المتحدة، حيث لم ينتظروا إجابة "سناء عبدالفتاح" عن أسئلته وطالبوا بمغادرته للقاعة، ما يتنافى مع حرية الرأي والتعبير الذي يطالبوننا بها.
هل السلطة المصرية تعسفية؟
إذا كانت سناء عبدالفتاح تتحدث عن استبداد السلطة المصرية وتعسفها مع شقيقها المسجون جنائيًا، فكيف تتحدث عن هذا وهي في مؤتمر صحفي على أرض مصرية واعطتها الحكومة قاعة كاملة هي واثنين صحفيين أجانب لتعقد مؤتمر تتحدث فيه عن تعسف السلطة المصرية؟ وأمام خطوات بسيطة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي؟
لو كانت السلطة المصرية تعسفية فعلًا فما سمحت لها بالتواجد من الأساس، ولكن حضورها وحديثها عن تلك القضية في مؤتمر كهذا يعد أكبر دليل على تقبل الحكومة المصرية لحرية الرأي والتعبير.
علاء عبدالفتاح مجرمًا جنائيًا
تحدث "سامح شكري" وزير الخارجية المصرية عن أن علاء عبدالفتاح يعد مجرم جنائي، حيث ارتكب جرائم جنائية يعاقب عليها القانون، وليس مسجون سياسي كما تروج أسرته.
ومن تغريدات "علاء عبدالفتاح" التي تحرض على قتل ضباط الشرطة والجيش يتضح أنه فعلًا مسجون جنائي، إلا في حالة اعتبار أسرته أن التحريض على القتل ليس تهمة جنائية يعاقب عليها القانون.
حيث غرد "عبدالفتاح" سابقًا: محدش هيعمل تنظيم مسلح يغتال ضباط الداخلية بشكل عشوائي ويخلصنا؟ ما كلنا عارفين ان مفيش واحد فيهم مش مجرم.
وهو ما يعد تحريض واضح للناس على قتل ضباط الشرطة، ذلك الاحتياطي الحقيقي من الذهب التي تملكه مصر، من ينظمون أمور الشارع المصري وشأنه يطالب "عبدالفتاح" بقتلهم جميعًا.
وفي تغريدة أخرى ظهر "عبدالفتاح" ليقول: مادام مش عارفين نطول الظباط ما نشوف خلية إرهابية تقتل عيالهم وتعذب امهاتهم.
وذلك تحريض واضح ايضًا على تعذيب الأطفال وقتل النساء والأمهات التي ضاع عمرها في تربية رجلًا مصري يستطيع حماية بلده والدفاع عنها.
علاء عبدالفتاح ليس بريطاني
صرح "سامح شكري" في وقت سابق بأن علاء عبدالفتاح لم يستوفي شروط حصوله على الجنسية الأجنبية، وذلك تكذيبًا للتقارير التي أفادت بحصوله على الجنسية البريطانية.
وفي حوار مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية صرح وزير الخاجية المصري بأن القانون المصري لديه عملية محددة للإعتراف بالجنسيات الأجنبية، لم يستوفيها علاء عبدالفتاح بعد، وهو لايزال مواطنًا مصريًا.
وأكد على حرص الحكومة المصرية على توفير الرعاية الصحية الكاملة للسجناء.