"يونيفورم الإسدال" يثير الجدل بين المصريين على "السوشيال ميديا".. و"التعليم" تحقق
الخميس 10/نوفمبر/2022 - 04:03 م
فاطمة قمر الدولة
طباعة
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، حالة من الجدل، بعد انتشار صور لطالبات يرتدين "الإسدال" كزي مدرسي داخل إحدى مدارس محافظة الدقهلية، وأثارت الصور تباين في الآراء وجدل واسع على منصات السوشيال ميديا بين المشاهير و الإعلاميين والتربويين وأولياء الأمور.
وأظهرت الصور المتداولة طالبات لم تتعد أعمارهن 13 عامًا من داخل مدرسة "نشا" الإعدادية بمحافظة الدقهلية، يرتدين زي موحد عبارة عن "إسدال" باللون الأسود، يغطي من الأرض للرأس وطرحة زي مدرسي على رؤوسهن، وهو ما يخالف الزي المعلن من قبل وزارة التربية والتعليم.
تباين في الآراء
وضجت صفحات موقع "فيسبوك" بصور الطالبات، إذ تسببت في حالة واسعة من الغضب بين البعض، باعتبارها حدث غريب على المجتمع المصري ولا علاقة له بالزي المفروض من قبل وزارة التربية والتعليم، الذي تعممه داخل المدارس الحكومية بمختلف محافظات الجمهورية، بينما أعرب أخرون باعجابهم الشديد بالزي، باعتباره زي محتشم ويحافظ على عفة الفتيات والدين الإسلامي.
ولاقت الصور المتداولة أيضًا ردود فعل وهجوم من الإعلاميين على القنوات الفضائية والمشاهير، حيث وجدوا أن ارتداء الطالبات لا يناسب طفولتهن وأعمارهن ولا يتماشى مع ثقافة الدولة المصرية.
"التعليم" تفتح تحقيقًا وتحيل المسؤولين للتحقيق
وفور تداول الصور بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي، أكد ناصر شعبان، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية، أنه تم التحقيق في الواقعة فور تداول الصور، موضحًا أنه تم الاتفاق على هذا الزي منذ سنوات من قبل إدارة المدرسة وأولياء الأمور.
وأضاف "شعبان" أن الطالبات في مدرسة نشا الإعدادية بنات يرتدون هذا الزي منذ عام 2015، برغبة من مجلس الأباء والأهالي، ومن المفترض أن يتم تغيير الزي المدرسي كل 3 سنوات، مؤكدًا أنه سيتم إحالة الواقعة للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عنها، لأنه لا يحق للأهالي التدخل في الزي المدرسي التي تعلنه الوزارة، لأن ذلك مخالف للقانون.
كما اعتبرت وزارة التربية والتعليم أن ارتداء الطالبات للإسدال، مخالفًا للزي المدرسي المطبق من قبل الوزارة، وسيتم تغيير الزي للطالبات وإلزامهن بالزي المدرسي الذي تعممه وزارة التربية والتعليم على كافة المدارس، مشيرة إلى أن هذا الزي دخيل على الثقافة والهوية المصرية وغير مسموح به.
إدارة المدرسة: الزي يحافظ على الفتيات من التحرش
بينما أوضحت إدارة المدرسة بأن الزي تم تعميمه على الفتيات باتفاق مع أولياء الأمور، خوفًا من تعرضهن للتحرش والمضايقات والحوادث من قبل الشباب، حيث يقع مكان المدرسة في منطقة نائية وبعيدة عن المنطقة السكنية للطالبات، لافتًا إلى أن المدرسة اتاحت للجميع حرية تغيير الزي لمن يستطيع ولم يكن إجبارًا.
هجوم وانتقاد الإعلاميين والفنانين من مشهد ارتداء الطالبات للإسدال
وانتقد عدد من المشاهير والإعلاميين الصور المنتشرة ومن ضمنهم الفنان والسيناريست عمرو محمود ياسين الذي عبر عن رأيه في ظهور الطالبات بالمدرسة وهم يرتدون الإسدال جميعًا قائلًا : "موضوع الإسدال بالمدرسة اللي في الدقهلية ماعتقدش الإعتراض عليه أمر من أمور الكراهية في الحشمة".
وأضاف السيناريست قائلًا: "ما مدارسنا مليانة محجبات لابسين زي محتشم أنيق و مفيش حد بيعلق على ده، الفكرة ان الإسدال كمظهر مش شبه المجتمع المصري و أشبه بالمجتمع الإيراني اللي بيعيش في ظل نظام متشدد دينيًا".
ومن جانبه، انتقد الإعلامي عمرو أديب على صور الطالبات قائلًا: " هي دي العفة كدا يا جماعة خلوا الناس عقلها يتنفس"، مطالبًا بضرورة أن يكون هناك تنوير في عقول الشعب المصري الذي يعيش في دولة حضارة وثقافة.
وهاجمت الإعلامية كريمة عوض ارتداء الطالبات للإسدال، مؤكدة ان هذا الزي ليس له علاقة بقواعد بالاحتشام في مصر ولكن له دلالات وافكار مختلفة تطبق في بلاد إيران وافغانستان.
بينما علق الإعلامي إبراهيم عيسى على مشهد ارتداء الطالبات للإسدال قائلًا: "هذا المشهد شاذ ولا علاقة له بالدين ولا التربية".
الحجاب ليس إجباريًا على الطالبات قانونيًا
وتشهد مدارس المرحلة الإعدادية كل عام دراسي، ظهور وقائع ترتبط بإجبار الطالبات ارتداء الحجاب مع الزي المدرسي، ودائمًا كانت وزارة التربية والتعليم تعلن أن ارتداء الحجاب ليس إجباريًا بالمدارس، كما قررت الوزارة أن أي مدرسة تجبر طالبتها على ارتداء الحجاب تعرض نفسها للمسألة القانونية.
وقد أوضحت الوزارة أَن المدرسة التي تلزم الطالبات بالحجاب، وفي حالة رصد أولياء الأمور وقائع تشبه ذلك، يتم التوجه بشكوى للإدارة التعليمية التابع لها المدرسة، وستتخذ الوزارة الإجراءات القانونية.
بلاغ للنائب العام ضد مسؤلي المدرسة
وتقدم المحامي هاني سامح، ببلاغ للنائب العام ضد
مسؤلي مدرسة نشا الإعدادية للبنات بمركز نبروه ومسؤلي الإدارة التعليمية وعدد من أعضاء مجلس الآباء بالمدرسة.
وأكد "سامح" أن الواقعة تشكل عدة جرائم وتضرب المدنية في مصر، و يمثل تمييزًا بين الأفراد مع تكدير السلم العام واستغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة.
كما أشار المحامي إلى أنه جاء في البلاغ أن ارتداء الطالبات لهذا الزي يخالف القانون والدستور ويضرب عرض الحائط بمدنية الدولة وحرية الإعتقاد والحريات العامة لصالح نماذج غريبة معلبة نتجت عن تغلغل الفكر الرجعي في حقبات سابقة مظلمة.
كما أوضح البلاغ أن هذا الفعل يعد مؤثمًا في حكم قانون العقوبات ونصوصه و من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد و تكدير السلم العام.
فرض الحجاب على الطالبات بشكل تدريجي
الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكدت في تصريحات إعلامية لها، أن ارتداء الحجاب للطالبات بالمدارس، وخاصة الفتيات في المرحلة العمرية ما بعد البلوغ، لابد وأن يأتي فكرة فرض الحجاب عليهن بشكل تدريجي وليس في نفس اللحظة، لأنهم مازالوا في هذه الفترة أطفال، مشيرة إلى أن الأسلوب التربوي لابد وأن يكون قائم على الترغيب والتدرج وليس الترهيب.
وأضافت أنه لا يجوز لأولياء الأمور فرض الحجاب على الفتيات في المدارس، مؤكدة أن غطاء الرأس، تتعدد أشكاله وتختار الفتاة ما يناسبها، ولكن بشرط أن يستر منطقة الرأس والصدر.