فعاليات منتدى فيينا الثاني.. أوروبا تكثف جهودها لمكافحة الإسلام السياسي
انطلق اليوم منتدى فيينا الثاني لمكافحة الإسلام السياسي في أوروبا والعالم والذي تستضيفه دولة النمسا، وذلك تحت عنوان "المؤتمر الدولي لمناهضة الفصل والتطرف" وذلك بحضور الكثير من ممثلي الدول الأوروبية السياسين لمحاولة الوصول إلى قرارات واستراتيجيات واضحة لتعزيز التعاون الأوروبي للوقوف أمام هذه الظاهرة.
وافتتحت المنتدى "سوزان راب" وزير
الإندماج النمساوية بكلمتها: إن المنتدى يهدف بالأساس إلى تكثيف التعاون البحثي
بين الدول الأوروبية، وذلك من أجل امتلاك المعلومات عن شبكات الإسلام السياسي، إن
الدول الأوروبية تواجه تحديات كبيرة فيمَ يخص الإسلام السياسي، وإن المنظمات الإسلامية
تخضع لتأثيرات من الخارج، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على مجتماعتنا وعلى سياسات اندماج
المهاجرين، وعلى المجتمع الأوروبي مكافحة المحاولات التي تسعى لتقسيم المجتمعات
الأوروبية.
وأشادت "صوفيا فولتبسي" وزير الهجرة اليونانية بمنتدى فيينا الثاني بوصفه بالفكرة الجيدة جدًا، وتحدثت أيضا عن المشكلة التي تواجه الدولة اليونانية حيث أنها تمتلك حدودًا مع تركيا، وذلك يُشكل خطرًا على أمنها القومي نظرًا لأن تركيا تستخدم الإسلام السياسي كأداة سياسية لتنفيذ مخططات إرهابية.
وأضافت "صوفيا": لدينا مشكلات عديدة تواجه اليونان مثل التطرف وعلينا مواجهتها في الإطار الأوروبي، وعلى اليونان
مواجهة خطر الإسلام السياسي كوحدة واحدة، وأن الإسلام السياسي بات جزءًا من آلة
الحرب، وتستغل المنظمات الإرهابية أزمة المهاجرين في إطار تطبيق هذا الأمر.
وعن جهود دولتها في مواجهة ظاهرة الإسلام
السياسي قالت "صوفيا" بأن بلدها قد وضعت استراتيجية وطنية لتعزيز
الإندماج وتوعية المهاجرين بالقيم الأوروبية حتى لا يقعوا تحت تأثير الإسلام
السياسي ويتم استخدامهم لخدمة الجماعات الإرهابية.
وأنهت "صوفيا" كلمتها بتحذيرها من
خطر الإسلام السياسي على الأنظمة الديمقراطية مهما كانت قوية، مُشيرة إلى تاريخ
اليونان القديمة، حيث أسست أنظمة ديمقراطية قوية لكنها انهارت بعد سنوات قليلة، فليس
هناك شيء مُسَلم به.
ومن جانبه صرح "بارت سومرز" رئيس الوزراء ووزير الإندماج في ولاية فلاندرز البلجيكية بأن الإسلام السياسي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه أوروبا، وأن هناك ثلاث تحديات فرعية تندرج تحت الإسلام السياسي.
وأوضح أن أولها يتلخص في كيف يمكن دمج المسلمين في المجتمع الأوروبي؟،
وثانيها تعرض المسلمين لأجهزة ودول خارجية تحاول استغلالهم لخدمة أهدافهم الجيوسياسية،
وعن ثالث التحديات الفرعية التي تندرج من الإسلام السياسي فهو يتمثل في أننا نعيش
في عصر الإنقسام والتطرف ويمكن استغلال الأيديولوجيات الشعبوية والمتطرفة لدفع
الناس إلى العنف، وأن التحدي هنا يكون في كيف يمكننا منع ذلك؟.
وعن ثمار الجهود الأوروبية التي حدثت في
الفترة الأخيرة لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية وظاهرة الإسلام السياسي أضاف "بيتر
نويمان" المتحدث الرئيسي أمام منتدى فيينا الثاني بأن الشبكات الإرهابية التي
نفذت عمليات تخريبية في عواصم الدول الأوروبية في السنوات الماضية لم تعد قادرة
على فعل ذلك الأن، وأن داعش قد تعرضت بالفعل لهزائم كبيرة وهذا يعتبر نجاح كبير،
ولكن لم ينته الأمر بعد، ومن الضروري العمل بشكل مكثف للقضاء على تلك المخاطر نهائيًا،
لذلك فهذا هو التوقيت المناسب لانعقاد هذا المؤتمر لتعزيز العمل الأوروبي.
وشارك في المنتدى أكثر من 150 خبيرًا في
مختللف المجالات ومن جميع أنحاء أوروبا، إلى جانب الشخصيات السياسية والدبلوماسية
من اليونان وبلجيكا، وهذه هي النسخة الثانية من نوعها التي تستضيفها فيينا في نفس
الموضوع، حيث انعقدت النسخة الأولى في 27 أكتوبر 2021.
النمسا مركزًا لمكافحة الإسلام السياسي
وأعلنت النمسا نفسها مركزًا لمكافحة
الإسلام السياسي، ومنذ عام 2019 وهي تقوم بحملات قوية ضد جماعة الإخوان الإرهابية
باعتبارها أكبر منظمات الإسلام السياسي في العالم، حيث فرضت حظرًا على رموز
الجماعة وأسست مركزًا لتوثيق الإسلام السياسي وتحليل ورصد أنشطة الجماعة في
الأراضي النمساوية، وذلك وفقًا لتصريحات سوزان راب.