مُكتشف هالاند السابق لـ "المواطن": قطر أبهرت العالم تنظيميًا والمغرب واصلت كتابة التاريخ
السبت 24/ديسمبر/2022 - 04:30 م
محمد عبد العزيز عامر
طباعة
تتويج مستحق للأرجنتين وميسي لاعب خارق
المستقبل لشباب فرنسا ومودريتش مايسترو كرواتيا
لقطة "البشت القطري" لـ ميسي ممتازة وذكية وستظل راسخة لعقود
مصر والسعودية والمغرب يمكنهم تنظيم الأولمبياد
أتمنى تدريب منتخب تونس بمشروع جدي وبيئة صالحة للوصول للقمة
اختُتمت منافسات النسخة رقم 22 من بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 بتتويج منتخب الأرجنتين وقائده ليونيل ميسي باللقب بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 2 / 4 بعد التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل منتخب على ملعب لوسيل.
ورغم انتهاء المنافسات، إلا أن الحديث عن الأرقام القياسية والإحصائيات التاريخية التي تحققت لازال مستمرًا، كما وأن ما قدمته قطر من إبهار على مستوى التنظيم فاق الخيال يحتاج لسنوات كي يتم توثيقه بالشكل الذي يليق به.
وحاورت "بوابة المواطن الإخبارية" المدرب التونسي محمد الساحلي المدير الفني السابق لنادي ريد بول سالزبورج النمساوي ومكتشف اللاعب النرويجي إرلينج هالاند من أجل معرفة رأيه حول ما انتجته لنا نسخة قطر 2022، فإلى نص الحوار.
تتويج الأرجنتين وميسي باللقب والذهب
البداية كانت من تتويج راقصو التانجو وميسي باللقب، فاجأب: "تتويج مستحق لمنتخب الأرجنتين بلقب بطولة كأس العالم، يمكن أن يكون قد حالفه الحظ في بعض المباريات، لكن هذا معناه النجاح وليس شيئًا أخر، قائمة ممتازة تضم لاعبين كبار ولديهم خبرات كثيرة، والأهم إن هدفهم كان واحد وهو تتويج ميسي باللقب وكتابة التاريخ لمنتخب بلادهم.
وعن ميسي، قال: "لاعب خارق للطبيعة، إمكانياته خارقة للعادة، من نوعية هؤلاء الأساطير الذين يأتون قليلًا ويفعلون الكثير، بعد تتويجه باللقب انضم لقائمة تاريخية تضم مارادونا وبيليه".
ديوك فرنسا تحصد الفضية
وبسؤاله عن فرنسا الوصيف، أضاف: "منتخب فرنسا أثبت أنه واحد من أقوى المنتخبات العالمية في العقد الأخير، إن لم يكن أفضلها، منتخب لديه جودة لاعبين من أعلى طراز، والأهم أن الحاضر والمستقبل لهم، حيث لديهم 7 لاعبين يمكنهم المشاركة في نسختين قادمتين على الأقل من بطولة كأس العالم".
كرواتيا ومودريتش والبرونزية
وأثنى الساحلي كثيرًا على مشوار منتخب كرواتيا في النسخة الحالية، "كرواتيا قدمت بطولة ممتازة بقيادة مودريتش أحد أفضل لاعبي المونديال، لاعب رائع في الـ37 عامًا لكنه يشعرك وكأنه في العشرينيات، صاحب الإيقاع والمايسترو الذي يقود فريقه نحو تقديم الأفضل وحصد الميدالية البرونزية، لاعب تتمنى أن لا تنتهي المباريات التي يشارك فيها".
نسخة استثنائية للمغرب
وامتدح مدرب سالزبورج النمساوي السابق ما قدمته المغرب ومدربها في المونديال، قائلًا: "المنتخب المغربي كان أكبر مفاجأة في كأس العالم، أبدع بنتائج متميزة وبأداء قوي وتصدر مجموعته الصعبة للغاية، ولولا عوامل بسيطة في نصف النهائي، كنا سنجدهم في النهائي بكل سهولة، ما فعلوه إنجاز ليس تاريخيًا، لإن أسود الأطلس هم من يصنعون التاريخ في كأس العالم دومًا".
كيف نجح الركراكي مع أسود الأطلس؟
وعن المتميز وليد الركراكي قال الساحلي: "مدرب متميز جاءته فرصة تاريخية لإثبات إمكانياته وقدراته دوليًا بعدما حققها محليًا، رأينا كيف يتعامل في المباريات، وكيف نجح في قيادة منتخب المغرب لنصف نهائي كأس العالم، وكيف استطاع سريعًا وبقوة وعزيمة وإرادة بناء منتخب قوي من مجموعة متجانسة مستفيدًا من قدرات وإمكانيات وخبرات وجودة لاعبيه العالية بعد فترة من المشاكل مع الصربي خليلوزيتش، مبروك للركراكي أفضل مدرب عربي وإفريقي".
تنظيم مُبهر لقطر
وبخصوص التنظيم المُبهر لقطر لنسخة 2022: "استضافة قطر للبطولة كان رائعًا من الافتتاح وحتى الختام، كانوا مستعدين بنسبة 100 %، لتنظيم أكبر حدث كروي على مستوى العالم بشكل مُبهر، وبهوية عربية شرقية إسلامية متميزة قدمت صورة رائعة للعرب بشكل عام".
وأكمل: "تنظيميًا قطر كانت في الموعد وعلى قدر المسئولية وقدمت شيء مُبدع بشكل كبير، مثلما كانت الأرجنتين كرويًا في الموعد وتوجت بالبطولة".
ميسي و"البشت" القطري
وعن لقطة ارتداء ميسي لـ "البشت" القطري، أجاب الساحلي: "فكرة عفوية وممتازة جدًا وذكية في معناها وتوقيتها، وستجعل تلك الصورة بالزي العربي راسخة في الأذهان لعقود وأجيال قادمة".
دوافع العرب من نجاح التنظيم القطري للمونديال
وعن سؤال: هل يمكن أن يعطي تنظيم قطر وأداء المغرب دوافع كبيرة للعرب لفعل الكثير، وكيف نستفيد من الحدث؟، قال: "ما قدمته قطر من تنظيم وما قامت به المنتخبات العربية وعلى رأسها المغرب يُعطي دوافع كبيرة للعرب والأفارقة فيما هو قادم لتغيير فكرة التمثيل المشرف للمشاركة والتواجد وسط الكبار".
وواصل: "طالما تواجدت الإمكانيات اللوجيستية والقدرات المادية لتنظيم بطولة كهذه، فلماذا لا تقوم دولة عربية أو من شمال إفريقيا بتنظيم الأولمبياد، بإرادة سياسية تريد النهوض بالرياضة بشكل صحيح، وأعتقد أن الثلاثي الأقرب هم مصر والسعودية والمغرب".
واختتم حديثه بإجابة على سؤال، هل يمكن أن نرى محمد الساحلي مدربًا لتونس في كأس العالم، طالما نجحت تجربة الركراكي مع المغرب في إثبات أن توافر الإمكانيات والفكر والخبرات للشباب العربي يؤدي لنجاحات كبيرة، صرح: "إن شاء الله كما صرحت أكثر من مرة سابقًا، باب المنتخب يبقى مفتوحًا إذا كان يحتوي على مشروع جدي وبيئة صالحة وإرادة كبيرة للوصول للقمة".