حكاية آخر الشهداء الخمسة.. الرائد عبد الرحمن تنبأ باستشهاده وزوجته: «كان عارف ومتأكد وبشروه"
الثلاثاء 14/مارس/2023 - 01:31 م
مي ياقوت
طباعة
حكاية شهيد.. آخر الشهداء الخمسة.. الرائد عبد الرحمن تنبأ باستشهاده وزوجته: «كان عارف ومتأكد وبشروه" !
لاحقه الموت كثيراً وقال: "النخل بيموت واقف" وجيرانه: " كان خير سفير لوزارة الداخلية"
أحبه الصغير قبل الكبير.. وأصدقاؤه: "كان ملاك ماشي على الأرض"
محبوه زرعوا قبره بالنعناع والفل.. ومطالبات بتسمية الشارع باسمه
"زيه زي كتير من الشهداء كانوا بيدعوا يا رب الشهادة وربنا نولهاله بس هو كان قلبه حاسس ومتأكد إن دوره جاي جاي وقريب أوي لإن أصحابه الشهداء بشروه بكدة"، قالتها وانهارت في البكاء وأضافت: "أعلم أنه في مكان أفضل وأنه شهيد وفي الجنة ولكن مرارة الفقد والفراق.. عبد الرحمن عاش يجعلنا فخورين بحب الناس له ومات وجعلنا فخورين بشهادته في سبيل الله ووطنه".
هي السيدة سلافه الإمام زوجته الشابة التي لم تتجاوز ٣١ عاماً والتي ترملت في ريعان شبابها بعد أن رحل زوجها البطل الرائد عبد الرحمن عادل عبد الرحمن من قوة الأمن المركزي شهيداً في مأمورية الإسماعيلية الأخيرة ضد أحد أوكار أكبر أوكار الإجرام بمنطقة البلابسة برصاصة غدر أثناء مداهمة الوكر ليتركها ويترك واطفاله الثلاثة أيتاماً وعمر أكبرهم ٦ سنوات فقط.
ذكريات باقيه في البيت الذي ما ان تدخل شارعه الكل يشير اليه ببيت الشهيد ومطالب اخرى انسانيه من اهالي المنطقه بتسمية الشارع باسمه كونه كان جارا بارا بالجميع وضابطا قدوة ونموذجا يحتذى به في الاخلاق والمثاليه حيث احبه كل من عرفه وبات مثالا مشرفا لوزارته وخير سفيرا لها فاحبه القاصي والداني والصغير والكبير ، هنا وبمجرد دخولك الكثيرين منهم يخبرونك عن مواقفه معهم وكيف كان ضابطا انسانا وكأنه على حد وصفهم " ملاك" رغم حزمه وقت مايلزم الامر
التقينا بزوجته والتي قالت كانت اخر محادثه بيني وبينه قبل استشهاده بنصف ساعه دعوت له فيها لافاجأ بعدها بساعه بشقيقه الاكبر يتصل بي يخبرني بان اصدقاؤه الضباط معه في المأموريه يخبره بأنه استشهد لانهار وتضيف انها كانت اخر مأموريه له في امن مركزي الاسماعيليه حيث انهى فترته وانتقل لادارة امن المركزي بلبيس وفعلا احضر كل متعلقاته في اخر اجازة له وكانه كان على موعد مع الرحيل
واضافت منذ تخرجه استلم في العريش وقامت احداث ٢٠١١ ومنذ اندلاعها وهو يطلب من الله الشهاده وقتها تاجلت خطبتنا وتمت الخطبه في ٢٠١٢ وتزوجنا في عيد الحب في ٢٠١٣ والغريب انه كان دائما يحكي لي انه كان بينه وبين الموت خطوه حيث ينجو قبله بدقائق معدوده وكان الشهيد رحمه الله عليه لايهاب الموت بل كان يدعو الله ان يموت في سبيل الله والوطن ولم يكن يحكي ابدا عن مأمورياته ولكن كنت اتفاجئ بعودته مصابا مثلا بجرح او ماشابه وكان دوما يقول لي " انا ظابط شرطه وظابط الشرطه دايما شايل كفنه على ايده وحياته فدا ناسه وبلده" وعن حياتي معه فقد كان ونعم الرجال فلن يتكرر ابدا ليس لانه زوجي ولكن لانه كان كذالك فعلا
تكمل السيده سلافه كلامها وتقول كان يتوقع استشهاده فقد كانوا ٥ اصدقاء وتوفي الاربعه شهداء كل منهم في سنه مختلفه منهم ٣ كان معهم وهو من ابلغ اسرهم وكان يقول لي لما لايختارني الله هل انا لست اهلا لها ، وكان اصدقاؤه يقولون له هنروح احنا الخمسه شهدا وبكره تشوف احنا متحابين في الله وربنا هياخدنا عنده والنبوءه تحققت فالخمسه فعلا استشهدوا وكان اخرهم زوجي عبد الرحمن الذي تذكر استشهادهم القريب قبل وفاته وهو الذي لم ينساهم ابدا وقال لي " ياه لو اروحلهم " والحقيقه انه لم يكن لديه اي امنيه في الحياه تعلو الشهاده وقد نالها
تضيف فوجئت ان الجنود الذين يعملون معه والذين كانوا يعملون معه حضروا عند قبره عقب الجنازه وزرعوا قبره كله بنبات النعناع حيث كان يحبه وقالوا لي انهم احبوه مثلما لو كان شقيقهم الاكبر وانه كان ضابطا محترما وانسانا قبل اي شئ وان سيرته العطره ستبقي وذكراه في نفوسهم وان هناك اصدقاء له وناس لا اعرفها ارسلت لي انها ادت له العمره
تكمل السيده سلافه " هقول ايه بس عزائي الوحيد ان صحابه قالولي اخدنا حقه في ساعتها واني باقيلي منه كنده وليان ويونس اولادنا" واضافت زوجي كان ملاكا على الارض
تضيف حماة الشهيد كنت انظر لعبد الرحمن واقول له " انت ملاك ياابني" لانه كان رجل بمعنى الكلمه وانسان متدين و" عنده كلمه" ومحب للجميع و لما استشهد قلت على طول قلت" ده كان ملاك نازل لفتره وكان لازم يطلع .. مفيش منه ناس ياجماعه" وتضيف عبد الرحمن " مفيش منه ولا شفت ولا هشوف" كان ابني الذي لم انجبه وكان ونعم الناس ولم يكره احدا ولم يكرهه احدا مساعدا للجميع وماسمعناه عنه بعد وفاته من خير وحب من الناس لم يكن غريبا
وقتها شيع اهالي الزقازيق جثماني شهيدي الواجب الوطني «المقدم أحمد جابر نصار، والرائد عبد الرحمن عادل»، في جنازة شعبية ورسمية مهيبة، على خلفية استشهادهما خلال مطاردة عدد من تجار الأسلحة النارية بمدينة الإسماعيلية.
وحضر الجنازة، الدكتور، ممدوح غراب، محافظ الشرقية، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية وجموع غفيرة من الأهالي، وأدوا صلاة الجنازة داخل مسجد الفتح بمدينة الزقازيق، وقدم المحافظ واجب العزاء لأفراد أسرتي الشهيدين، مؤكدًا أن الدولة لن تنسى شهداء الواجب والوطن، وستظل ذكراهم في أذهاننا خالدة، تقديرًا لما قدموه من تضحيات غالية حماية الوطن.
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت تفاصيل استشهاد ضابطين بمحافظة الإسماعيلية، مؤكدة في بيان لها أنه خلال قيام قوة أمنية لاستهداف أفراد تشكيل عصابي شديدة الخطورة، متهمين في وقائع سرقات بالإكراه بمنطقة البلابسة في محافظة الإسماعيلية، بادر التشكيل بإطلاق النيران تجاه قوات الشرطة، ما أسفر عن استشهاد ضابطين، ومقتل أحد أفراد التشكيل العصابي، وضبط باقي أفراد العصابة، والبالغ عددهم 3 أشخاص، وبحوزتهم 3 أسلحة آلية وبندقية خرطوش
رحل الشهيد الرائد عبد الرحمن عادل عبد الرحمن .. رحل بجسده كغيره من الشهداء فداء لله ولوطنه تاركا سيرته العطره .. وتبقى امال الشارع الشرقاوي .. امال اهل شارعه والشوارع المجاوره الذين حملوها في اعناقنا والذين بداوا بمناداه الشارع بشارع الشهيد بان يحمل الشارع اسمه تكريما له.. يرحل الشهداء وهم احياء عند ربهم يرزقون وتبقى سيرهم العطرة تزين مسيرة الوطن