استشاري نفسي: زواج القاصرات اغتصاب مقنن

استهل الدكتور وليد كلامه قائلا:" إن زواج الأطفال هو اغتصاب مقنن، واغتيال لبراءة الأطفال ولحقهم فى الإستمتاع بالحياة، وهو ظاهرة منتشرة فى مصر بشكل رسمى، حيث توضح الإحصاءات الرسمية من واقع المسح السكانى من سنة 2005م أن نسبة14% من حالات الزواج فى مصر هى حالات زواج أطفال تحت سن 15 سنة، وأضاف أن مصر منذ فترة قريبة كانت تسجل يوميا 300 حالة زواج أطفال، وقد ترتفع إلى 500 حالة فى الصيف وهو ما يسمى ب"الزواج السياحى".

أما عن أسباب لجوء الأهل لزواج بناتهن فى سن صغير فقال الدكتور وليد هندى:" إن أسباب لجوء الأهل لهذه الظاهرة تختلف من مكان لآخر فقد تكون أسباب إجتماعية، أو ثقافية، أو إقتصادية، أو قد تكون أسباب تتعلق بالدين والعادات والتقاليد".

أما عن الآثار النفسية والجسدية التى قد تحدث للبنت اذا تزوجت فى سن صغير، فقد حددها الدكتور وليد فى عدة سطور كالتالى:

1_ قد يحدث للطفلة ضعف فى الثقة بنفسها عندما ترى أقرانها يلعبن ويستمتعن بحياتهن، وهى قد تحملت المسئوليات، وتتعر للإغتصاب يوميا من خص أكبر منها فى السن تحت مسمى الزواج.

2_ قد ينتاب الطفلة حالة من عدم التكيف العاطفى، فهى طفلة تحتاج لمن يرعاها لا من ترعاه، فهى لا تمتلك أى استعداد نفسى أو بدنى للزواج.

3_ فى حالة وجود أطفال فإن البنت ستفتقد ثقافة التعامل مع طفلها، حيث أنها ليس لديها دراية بأساليب التربية أو الفطام وغير ذلك من المهام التى تتوجب على الأم، وليس هذا فحسب بل إنها لن تمتلك ثقافة التعامل مع نفسها أيضا.

4_ تكون البنت أكثر تعرضا لتسمم الحمل وقد يؤدى بها الحال إلى الوفاة، وذلك لعدم اكتمال الجهاز التناسلى لديها، ولقد اوضح الدكتور وليد هندى أن مصر تسجل 5 ألاف حالات وفاة سنويا من زواج القاصرات.

وأشار الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية أثناء حديثه ل"بوابة المواطن" إلى أن زواج القاصرات يعد نوعا من أنواع الإساءة الجنسية، ووضح أن الزواج المبكر لا يعنى استمرار الزواج، بل إن الزواج المبكر يؤدى إلى الطلاق المبكر، وفى حالة وجود أطفال سيؤدى بهم الحال إلى التشرد.

واختتم الدكتور وليد حديثه بالرد على من يقولون أن الله "عز وجل" لم يحدد سن معين للزواج، قائلا إن الله لم يحدد سن للزواج ولكنه قال فى كتابه العزيز:"وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت"، موضحا أن الوأد النفسى أشد من الوأد الجسدى، وأضاف إن الله قال فى كتابه أيضا:"واسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وهذا يعنى أن نسأل المتخصصين والأطباء ذوى الخبرة وأهل العلم قبل اللجوء إلى هذا النوع من الزواج والشروع فى مثل هذه الجريمة.