الأسطى حازم.. رحلة التميز في مهنة صيانة الفتيس بين "المانوال" و"الاتوماتيك"
الأربعاء 19/يوليو/2023 - 03:36 م
نادر أبو شنيف
طباعة
في منطقة الوراق بالجيزة، ينتظر الاسطي حازم زبائنه في محله المستأجر، وهو يحمل على كتفه مسؤولية أسرته. يفتخر بملابسه المتسخة بالشحم والزيت، ويقول: “عملي يتطلب مني هذا اللبس، فالعمل عبادة”، يعمل الاسطي حازم في إصلاح العربيات المانوال فقط، ولا يلمس الاتوماتيك، إلا في حالة واحدة، يروي لـ«بوابة المواطن»، أسرار مهنته وصعوباتها ورؤيته لمستقبلها.
بدأ الأسطى حازم مشواره في مهنة الميكانيكا منذ ٢٥ سنة، وتخصص في إصلاح جميع أنواع الفتيس أو الغيرات. يقول: “كل ما يخص الفتيس من أعطال أو تغيرات، أنا من أقوم بإصلاحه. وبالبلدي شربت الصنعة وبقيت رقم واحد في الفتيس في منطقتي”.
يرى أن عمله شاق ولكنه مصدر دخله الوحيد، وأنه يستطيع من خلاله تأمين حياة كريمة لأسرته. يضيف: “أنا بحب شغلي، وبشغل نفسي فيه طول الوقت. وأحاول أن أكون دائما على اطلاع بكل جديد في مجال الميكانيكا”.
التحدي الأكبر.. عربية بيجو اتوماتيك غيرت حياته
واجه الاسطي حازم تحديًا كبيرًا في مسيرته المهنية، عندما طلب منه صاحب عربية بيجو فرنساوية أن يفحص فتيسها الاتوماتيك، قال: “كانت أول مرة أشتغل في الاتوماتيك، وكد افشل. لكن أصريت أتعلم”.
اتصل بزميل له في المهنة، وشاركه في إصلاح العربية التي استغرقت شهرًا كاملاً، خسر في هذه الشغلانة ١٢٠٠٠ جنيه، لكنه اكتسب خبرة قيّمة. يقول: “أنا مش خسران، لأن التعلم مش ببلاش. والآن أشتغل في كل حاجة خاصة بالفتيس، سواء مانوال أو اتوماتيك”.
رسالة إلى الأجيال القادمة
يرى الأسطى حازم أن مهنته جيدة ودخلها كويس، وأنها تستحق الاحترام والتقدير. ينصح الأجيال القادمة بالتعلم من الممارسة والخبرة، وليس من الورق والقلم. يقول: “نطالب بعمل كورسات دائما للشباب الجديد، ونزول طلاب مدارس الميكانيكا إلى سوق العمل. لأن المهنة دي مش بالورقة والقلم، بل بالأيدي”.