وتباينت آراء أولياء الأمور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، حيث يرى البعض أن وزارة التعليم أخطأت في اختيار شخصية سميحة أيوب، وأنه كان من الأفضل اختيار شخصية مؤثرة في مجال آخر. 

ويرى البعض الآخر أنه لا داعي لهذا الجدل، لأن الوزارة تعمل على تنمية مهارات الطلاب، والفن جزء من تلك المهارات، لذلك كان من المحتم أن يتم اختيار فنان سواء هي أو غيرها.

قال الأستاذ علاء عراقي مدرس أول لغة عربية، وأحد أولياء الأمور في حديث خاص لـ «بوابة المواطن» إن اختيار شخصية فنية لتدريسها للطلاب بمثابة حثّهم على ترك العلم والإتجاه إلى طريق الفن حتى يصبحوا مشهورين،«بيقولو للعيال اطلعو ممثلين يمكن تبقو مشهورين». 

وتابع: الوزارة تسمى وزارة التربية والتعليم واختيار شخصية سميحة أيوب لتدريس مسيرتها الفنية يعد هدماً لمبدأ التعليم، متسائلاً هل تاريخ مصر العريض خالي من النماذج المشرفة التي يمكن تدريسها للطلاب حتى يتم اختيار هذه الشخصية؟. 

أوضح الأستاذ محمد شهاب المستشار الإعلامي لحزب الجيل الديموقراطي خلال حديثه لـ «بوابة المواطن» أنه لا داعي للجدل الذي أثير حول الفنانة سميحة أيوب، فهي «سيدة المسرح»، حيث بلغ رصيدها خلال مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية، منها: "رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، وغيرها من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية. 

وتساءل: هل من المنطقي انتقاد أي فعل دون التحري أو معرفة الحقيقة؟، مجيباً: الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت ‏في كتاب المهارات المهنية وهذا الكتاب خاص بالأنشطة ومن ضمن الأنشطة المسرح وطبيعي جدا أن يكون في شخصيات من المسرح والحديث عن أهم أعمالها ومعلومات عنها.

ناشد الشبخ محمود سماحة أحد علماء الأزهر الشريف، وزارة التربية والتعليم باستبدال سيرة الممثلين بتدريس سيرة النبىﷺبالمدراس فهو الوحيد الذي اجتمعت فيه كل جوانب الحياة. 

واستطرد الشيخ قائلاً: " ولد النبي محمد ﷺيتيماً بدون أب وبعدها بفترة ماتت أمه، وبدأ يعتمد على نفسه وسافر واشتغل وتاجر ورعى الغنم، وتزوج من السيدة خديجة اللى كانت أكبر منه بكذا سنه ، ومات أولاده وصبر على فراقهم، وبعدها هاجر وترك بيته وأهله وعاش فى المدينة، ورجع مكة، وكان بمجرد كلمة واحدة منه يصبح أهل مكه أثرا من بعد عين ولكن عفا عنهم، وقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء)". 

 

قالت الدكتورة داليا الحزاوي، مؤسس إئتلاف أولياء أمور مصر: في تصريحات خاصة لـ «بوابة المواطن»:" بخصوص هذه الصورة المتداولة التي أثارت الجدل علي الفيس بوك في البداية اعتقدت أنها في كتاب اللغة العربية وبعد الفحص وجدتها في كتاب المهارات المهنية، وهذا الكتاب خاص بالأنشطة ومن ضمنها المسرح، وطبيعي جدا أن يكون به شخصيات مسرحية وأهم أعمالها ومعلومات عنها، لذا أرجو من أولياء الأمور عدم التسرع في الحكم علي الأمور من غير التدقيق والبحث لمعرفة المعلومة الكاملة". 

تواصلت «بوابة المواطن»، مع الدكتور تامر شوقي أحمد الخبير التربوي، والذي قال "إنه من الضروري اختيار شخصيات موهوبة ومؤثرة في المجالات المختلفة، وتدريسها في المواد التعليمية، بشرط تجاوز تلك الشخصيات المعايير التي يحددها المتخصصين، كأن تكون مثال يحتذى به، وشخصية محبوبة لدى الناس.. وغيره".

«التعليم»:" نعمل على تنمية ثقافة الطلاب وتعريفهم بالشخصيات المؤثرة"

صرح الصحفي شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بأن إلقاء الضوء على تاريخ الفنانة سميحة أيوب كشخصية مصرية مؤثرة، يأتي في إطار تعريف الطلاب بأبرز الشخصيات المؤثرة في مجال المسرح بكتاب المهارات والأنشطة للصف السادس الابتدائي.

وأضاف متحدث التربية والتعليم أن الهدف الأساسي من إدراج سيرة شخصية سميحة أيوب هو تنمية ثقافة الطلاب وتعريفهم بالشخصيات المؤثرة في عدد من المجالات المختلفة والتي تتضمن العلوم والأدب والفنون والاقتصاد والصناعة من خلال كتاب المهارات والأنشطة.

كشف الدكتور أكرم حسن، رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الإعلامية هدير أبو زيد في برنامج "التاسعة" المذاع عبر شاشة "الأولى المصرية"، إن منهج المهارات والأنشطة يتضمن جزء عن النشاط المسرحي لذلك قرروا الاستعانة بالفنانة سميحة أيوب كمثال للنشاط المسرحي.

وأشار حسن إلى أنه إذا أردنا تعليم الطالب علاقة الرياضة بالمجتمع سوف نضع اللاعب محمد صلاح نموذجا، وإذا أردنا التحدث عن الأدب فسوف نضع طه حسين نموذجا لذلك تم وضع سميحة أيوب نموذجا للنشاط المسرحي، فذلك له أهمية قصوى لأنه يشكل لدى وجدان الطالب علاقة الفنون بالمجتمع.

ردت الفنانة سميحة أيوب على منتقديها في تصريحات تليفزيونية عبر برنامج «مانشيت»،الذي يعرض على فضائية «cbc»،حيث قالت:" لا يوجد إنسان موضع إجماع من الجميع حتى الأنبياء، لكن السواد الأعظم من المتابعين الجمهور سعيد، زي ما أنا سعيدة جداً بالنظرة المستقبلية وبالتحضر في التفكير وبهذه الحالة التنويرية الجديدة والتغيير في الأفكار".