يوميات مراسل حرب
الأربعاء 11/أكتوبر/2023 - 11:04 م
مي ياقوت
طباعة
عقارب الساعه تشير إلى الثانيه صباحا ، عندما سمعنا دوي انفجار فجأه لم تعتد عليه المنطقة القاطنة على الرماد منذ مدة ، كنا نشعر بجذوة النار تريد ان تشتعل وتلهب كل شئ ولكن متى .. اين .. كيف .. لم يتخيل احد وخاصة هذا التوقيت، اعتقدنا ان كل شئ مات ، الحياه ذاتها ماتت في غزة بعد سياسات متغيره في دول مجاوره وبعد ضغوطات كبيره وبعد صمت رهيب ، ها انا ارتدي زيي الجاهز دوما ، خوذتي وصديري الواقي من الرصاص بالكاد يحمون جسدي الذي بات هزيلا من تفكير في حجم المآسي الذي كنا نراها هنا ، يوميا كنا نكتب قصصا انسانيا تنتظر الأمل ، دقائق والتقيت " علي" زميلي في احدى القنوات الخبرية ، السماء تلمع بصواريخ المقاومه وكأنها نيازك تهبط عالمحتل كاللعنه ، ماذا يحدث .. علينا التحرك .. نقل الحقيقه .. في الطريق فوجئنا بتهليل الأهالي لقد نجحت المقاومه في الدخول الى المستوطنات على. غلاف غزه .. لقد دخلنا الى الأراضي الفلسطينيه .. كل شئ كان يسير جيدا .. شئ لا يصدق لم يحدث من قبل ، ماهذا ، اسرى اسرائيلين ، اكملنا الطريق فعلينا المتابعه وارسال الاخبار اولا باول ، ثمة فرحة بداخلنا فحتى لو لم ينتصر اصحاب الحق فاحيانا ان توجع المحتل والظالم تشعره بانه عليه ان يتوقف بانك حي ولم تمت وانه عليه ان يفكر الف مره قبل ان يقدم على اي غطرسة ضدك ،
في الصباح كان العدو قد استوعب المأساه التي حلت به وبدأ القصف .. كان علينا ان نأخذ ساترا .. افترقنا انا و،. على .. في المساء كنت وحيدة .. جيران زميلي حدثوني وسلموني خوذته والصديري ملوثا بدمه قائلين انه استشهد وهو ينقل الاخبار في اول الشارع وانهم يغسلونه وان علي استلام جثمانه .. اما انا فكلمت زملاء المهنه في ارض المعركه فنحن هنا العائله فعلينا ان نشرع في تدثير شهيدنا ودفنه واخبار النقابه لنعيه وعلينا ان نعده ان نكمل المسيره.