فاطمة" و" كلثوم" و" ريحانه" .. قصص لوطن لوثت الحرب شرفه ولطخته بالعار
الأحد 07/يناير/2024 - 01:38 م
مي ياقوت
طباعة
انتحار بالجملة .. و انتشار الاجهاض ونفاذ لحبوب منع الحمل.. ورعب يسيطر على البيوت
مجرمو حرب وسيلتهم اغتصاب النساء و اطفال دون نسب سيذكرون امهاتهن بلحظات مفزعه
مجرمو حرب وسيلتهم اغتصاب النساء و اطفال دون نسب سيذكرون امهاتهن بلحظات مفزعه
الضحايا تبحثن عن فتاوى للانتحار و مرض الاكتئاب تنتشر اعراض بينهن و اخريات متن دون ان تسمع صرخاتهن
" العار سيلاحقني كظلي .. لن يرحمني احد.. لن يقول الهمزة واللمزة ان ماحدث لايعيبني .. لا يجرحنى او يجعلني اقل درجة من نظيراتي .. بل في قاع القاع.. انا ملطخة بالدنس " قالتها" فاطمة""٢٠سنه" طالبة السنة الاولى الجامعية لخالتها الصغرى وأضافت في نبرة يأس قاتلة وهي تسحق جلدها بالشراشف مسحا علها تزيح ماعلق من مغتصبيها على جسدها الطاهر من دنس " لا يمكنني التحمل لايمكنني "، حاولت خالتها التي كانت تبكي تهدئتها الا ان الفتاة كانت في حالة صدمة في حين نكس والدها الذي تم اغتصابها هي ووالدتها امامه الا انه لم يستطع فعل شئ كونه مريضا وعاجزا
انسحبت "فاطمة" مجرجرة أذيال الخيبه والحسرة الى حجرتها مشيرة لأهلها المجتمعين عقب الفاجعه والعاجزين عن فعل شئ انها سترتاح قليلا فأومأوا لها بالايجاب قبل ان يجدها اهلها معلقة في سقف الحجرة بحبل في " المروحة" هكذا قررت ان ترتاح ارتياحا نهائيا من عذاب اعتقدت انه سيلاحقا ابد العمر وسيلكؤ فيه الناس سيرتها حتى تموت ومن يعلم ربما كلما ذكر الناس الحرب تذكروا وصمتها
الواقعه حدثت في نيالا غرب السودان، بعدما انتصف ليل ثاني أيام عيد الأضحى المنصرم في يونيو/ حزيران، كانت "فاطمة" تعد الطعام المتبقي استعدادًا للعشاء رفقة والديها، ليسمعوا وقع أقدام قريب أعقبه اقتحام عنيف لباب المنزل دون طرق.
كان الاقتحام لمجموعه عسكريه لم يعلم الوالدان لأي طرف ينتموا، ظنوا ان هناك اشتباكًا بالقرب من منزلهم ، لكن الوالد فوجئ بهم يكبلونه ويعتدونه عليه وهجم احدهم على " فاطمه" ابنته واغتصبها ، ثم تناوب اثنان من العساكر على الأم والابنة، وسط صرخات مُستغيثة منهما ومحاولات عاجزة من الأب لإغاثتهما بلا جدوى، ليرحلوا وسط بكاء ونحيب من الأسرة بأكملها ليفاجأ والدا فاطمة في الصباح بانتحارها.
" احمل بذرة اكرهها فلا اعلم من اباها فقدم اغتصبت من اربعه عسكريين لا اعلم لمن ينتموون " قالتها " ريحانه" التي انهارت باكية تحكي لنا على " ماسنجر" كيف خرجت من بيتها لتحضر بعض الحاجيات ليقابلها اربعة جنود ويختطفونها تحت تهديد السلاح اسفل شجرة ويشرعون باغتصابها بوحشيه وهم يقولون لها عبارات بذيئه
تضيف " انا لم اعد اتحمل وأبخث غن فتوى بمشروعية الاجهاض الان خاصة بعد ان تدمرت حياتي زوجي فنحن نساء لاذنب لنا سوى ان الحرب قامت على اجسادنا .. نعم نحن نسدد الفاتورة من شرفنا"
واضافت " لولا خوفي من الخالق لانتحرت والكثير من السودانيات بتنا يفكرن في الانتحار ممن تعرضن او معرضات للاغتصاب الوحشي ويبحثن عن فتوى لذلك"
اكملت حديثها وقالت " زوجي يرفض ان تعود حياتنا كما كانت الا بالاجهاض وكثيرا مايقول لي انا لا استطيع التعامل معك كسابق فللاسف المرأه عندما تتعرض لجريمة كهذا فالرجال ايضا لديهم ثقافه لاترحم"
" كان شرفنا ثمنا من ضمن اثمان تلك الحرب الباهظه" قالتها " كلثوم التي قالت وهي تبكي كل ذنبي انني خرجت من البيت عدة امتار لاحضر الحطب لادفئ اجساد خمسة اطفال هم اطفالي فكان حظي العثر ان اقابل جنود لا اعرف لم ينتمون اقتادوني في الزراعات وتناوبوا اغتصابي بوحشيه وعدت في حالة يرثى لها ولم يستطع والد ابنائي ان يفعل شيئا واكتفينا بالانتقال من البيت حتى لا اري المكان في كل حين واخر فقد كنت انهار كلما رأيته "
يورد هذا التقرير القادم شهادات خاصة وصادمة لنساء في السودان، قامت الحرب على أجسادهن، بعدما تعرضن للاغتصاب على يد عساكر وجنود لم يستطعن تحديد انتمائهم، في وقت لا يستطعن فيه الوصول إلى حبوب لمنع الحمل بسبب خروج الصيدليات المتاخمة لمناطق النزاع عن الخدمة، فنتج عن ذلك حمل وعمليات إجهاض عشوائية.
تقول خالة فاطمة، لـ" المواطن " : «لم تستطع الأسرة النوم بعد الواقعة، وظل الجميع يبكي بعدما فقدت فاطمة عذريتها كرها عنها... المسكينة لم تتحمل ما حدث ففي النهاية انتحرت واضافت " لقد قتلها هؤلاء المغتصبون مرتين"
يذكر انه قي منتصف أبريل نيسان العام 2023 وقع نزاع مسلح بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل 3 آلاف وإصابة 6 آلاف آخرين وفق وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم.
وتقول داليا أبوالحسن، مسئول مبادرة ناجيات من حرب 15 أبريل/ نيسان بالسودان ، بأن الحالات المُبلغ عنها أقل بكثير مما يحدث في الواقع: «هناك نساء تم اغتصابهن وتصويرهن، وهناك حالات لم نستطع الوصول إليهن في الوقت الملائم وماتوا دون أن تُسمع أصوات صراخهم».
وتقدم المبادرة الدعم الطبي والنفسي والقانوني للناجيات من جرائم الاغتصاب في الحرب وتحاول ان تعيد لهن ثقتهن والتعامل مره اخرى بشكل صحيح مع المجتمع
تقول " ابو الحسن " ان هناك حالة اغتصاب وثقتها وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بالسودان (حكومية) منذ بدء الحرب، 42 حالة في الخرطوم و25 حالة في نيالا و21 حالة في الجنينة، و وفق سلمى إسحاق، مدير الوحدة، فإن ذلك العدد لا يمثل 2%، ما يحدث للنساء على الأرض، فهناك 9 ولايات تحت التأثير المباشر لتهديدات العنف الجنسي للنساء المتصل بالنزاع.
وتوضح أبو الحسن، أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع له أشكال كثيرة، لكنه جريمة مُدانة دوليًا في القانون السوداني ولدى الأمم المتحدة، مبينة أن الفئة العمرية من 12 إلى 17 عامًا هي الأكثر عرضة للاغتصاب خلال حرب أبريل، وهناك استهداف للقُصر لعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، ولأن جسدهم وعقلهم غير مهيأ لمثل تلك الاعتداءات، ما يصيبهم بتشوه نفسي وجسماني.
العنف الجنسي المرتبط بالنزاع جريمة لا تتم بدافع الرغبة الجنسية بل النفوذ والهيمنة والإذلال، ولا يقتصر على الاختراق الفعلي لجسم الإنسان، بل يشمل أفعال الاغتصاب الجنسي والتحرش والاتجار بالبشر والإكراه على البغاء، أو الحمل القسري، أو التعقيم القسري، أو التعرية القسرية.
المصدر - مركز مساواة
عشرات او ربما مئات لا احد يعلم من النساء في السودان تعرضن لاذى بدني ونفسي الغرض من الاذلال وقمعهن بسلب شرفهن وهز كيان اسرهن باخضاعهم واسكاتهم بطريقة بشعه كتلك، وتبقي جرائم الحرب لاتسقط ابدا بالتقادم ولابد وان يحاسب عنها المجرمون
انسحبت "فاطمة" مجرجرة أذيال الخيبه والحسرة الى حجرتها مشيرة لأهلها المجتمعين عقب الفاجعه والعاجزين عن فعل شئ انها سترتاح قليلا فأومأوا لها بالايجاب قبل ان يجدها اهلها معلقة في سقف الحجرة بحبل في " المروحة" هكذا قررت ان ترتاح ارتياحا نهائيا من عذاب اعتقدت انه سيلاحقا ابد العمر وسيلكؤ فيه الناس سيرتها حتى تموت ومن يعلم ربما كلما ذكر الناس الحرب تذكروا وصمتها
الواقعه حدثت في نيالا غرب السودان، بعدما انتصف ليل ثاني أيام عيد الأضحى المنصرم في يونيو/ حزيران، كانت "فاطمة" تعد الطعام المتبقي استعدادًا للعشاء رفقة والديها، ليسمعوا وقع أقدام قريب أعقبه اقتحام عنيف لباب المنزل دون طرق.
كان الاقتحام لمجموعه عسكريه لم يعلم الوالدان لأي طرف ينتموا، ظنوا ان هناك اشتباكًا بالقرب من منزلهم ، لكن الوالد فوجئ بهم يكبلونه ويعتدونه عليه وهجم احدهم على " فاطمه" ابنته واغتصبها ، ثم تناوب اثنان من العساكر على الأم والابنة، وسط صرخات مُستغيثة منهما ومحاولات عاجزة من الأب لإغاثتهما بلا جدوى، ليرحلوا وسط بكاء ونحيب من الأسرة بأكملها ليفاجأ والدا فاطمة في الصباح بانتحارها.
" احمل بذرة اكرهها فلا اعلم من اباها فقدم اغتصبت من اربعه عسكريين لا اعلم لمن ينتموون " قالتها " ريحانه" التي انهارت باكية تحكي لنا على " ماسنجر" كيف خرجت من بيتها لتحضر بعض الحاجيات ليقابلها اربعة جنود ويختطفونها تحت تهديد السلاح اسفل شجرة ويشرعون باغتصابها بوحشيه وهم يقولون لها عبارات بذيئه
تضيف " انا لم اعد اتحمل وأبخث غن فتوى بمشروعية الاجهاض الان خاصة بعد ان تدمرت حياتي زوجي فنحن نساء لاذنب لنا سوى ان الحرب قامت على اجسادنا .. نعم نحن نسدد الفاتورة من شرفنا"
واضافت " لولا خوفي من الخالق لانتحرت والكثير من السودانيات بتنا يفكرن في الانتحار ممن تعرضن او معرضات للاغتصاب الوحشي ويبحثن عن فتوى لذلك"
اكملت حديثها وقالت " زوجي يرفض ان تعود حياتنا كما كانت الا بالاجهاض وكثيرا مايقول لي انا لا استطيع التعامل معك كسابق فللاسف المرأه عندما تتعرض لجريمة كهذا فالرجال ايضا لديهم ثقافه لاترحم"
" كان شرفنا ثمنا من ضمن اثمان تلك الحرب الباهظه" قالتها " كلثوم التي قالت وهي تبكي كل ذنبي انني خرجت من البيت عدة امتار لاحضر الحطب لادفئ اجساد خمسة اطفال هم اطفالي فكان حظي العثر ان اقابل جنود لا اعرف لم ينتمون اقتادوني في الزراعات وتناوبوا اغتصابي بوحشيه وعدت في حالة يرثى لها ولم يستطع والد ابنائي ان يفعل شيئا واكتفينا بالانتقال من البيت حتى لا اري المكان في كل حين واخر فقد كنت انهار كلما رأيته "
يورد هذا التقرير القادم شهادات خاصة وصادمة لنساء في السودان، قامت الحرب على أجسادهن، بعدما تعرضن للاغتصاب على يد عساكر وجنود لم يستطعن تحديد انتمائهم، في وقت لا يستطعن فيه الوصول إلى حبوب لمنع الحمل بسبب خروج الصيدليات المتاخمة لمناطق النزاع عن الخدمة، فنتج عن ذلك حمل وعمليات إجهاض عشوائية.
تقول خالة فاطمة، لـ" المواطن " : «لم تستطع الأسرة النوم بعد الواقعة، وظل الجميع يبكي بعدما فقدت فاطمة عذريتها كرها عنها... المسكينة لم تتحمل ما حدث ففي النهاية انتحرت واضافت " لقد قتلها هؤلاء المغتصبون مرتين"
يذكر انه قي منتصف أبريل نيسان العام 2023 وقع نزاع مسلح بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل 3 آلاف وإصابة 6 آلاف آخرين وفق وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم.
وتقول داليا أبوالحسن، مسئول مبادرة ناجيات من حرب 15 أبريل/ نيسان بالسودان ، بأن الحالات المُبلغ عنها أقل بكثير مما يحدث في الواقع: «هناك نساء تم اغتصابهن وتصويرهن، وهناك حالات لم نستطع الوصول إليهن في الوقت الملائم وماتوا دون أن تُسمع أصوات صراخهم».
وتقدم المبادرة الدعم الطبي والنفسي والقانوني للناجيات من جرائم الاغتصاب في الحرب وتحاول ان تعيد لهن ثقتهن والتعامل مره اخرى بشكل صحيح مع المجتمع
تقول " ابو الحسن " ان هناك حالة اغتصاب وثقتها وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بالسودان (حكومية) منذ بدء الحرب، 42 حالة في الخرطوم و25 حالة في نيالا و21 حالة في الجنينة، و وفق سلمى إسحاق، مدير الوحدة، فإن ذلك العدد لا يمثل 2%، ما يحدث للنساء على الأرض، فهناك 9 ولايات تحت التأثير المباشر لتهديدات العنف الجنسي للنساء المتصل بالنزاع.
وتوضح أبو الحسن، أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع له أشكال كثيرة، لكنه جريمة مُدانة دوليًا في القانون السوداني ولدى الأمم المتحدة، مبينة أن الفئة العمرية من 12 إلى 17 عامًا هي الأكثر عرضة للاغتصاب خلال حرب أبريل، وهناك استهداف للقُصر لعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، ولأن جسدهم وعقلهم غير مهيأ لمثل تلك الاعتداءات، ما يصيبهم بتشوه نفسي وجسماني.
العنف الجنسي المرتبط بالنزاع جريمة لا تتم بدافع الرغبة الجنسية بل النفوذ والهيمنة والإذلال، ولا يقتصر على الاختراق الفعلي لجسم الإنسان، بل يشمل أفعال الاغتصاب الجنسي والتحرش والاتجار بالبشر والإكراه على البغاء، أو الحمل القسري، أو التعقيم القسري، أو التعرية القسرية.
المصدر - مركز مساواة
عشرات او ربما مئات لا احد يعلم من النساء في السودان تعرضن لاذى بدني ونفسي الغرض من الاذلال وقمعهن بسلب شرفهن وهز كيان اسرهن باخضاعهم واسكاتهم بطريقة بشعه كتلك، وتبقي جرائم الحرب لاتسقط ابدا بالتقادم ولابد وان يحاسب عنها المجرمون