ان صوت الجلادين الذي نجح من يبثون الاساءة فينا ويعمقونها في تنصيبهم داخلنا كمحكمه تجعلنا نحن المأذيون نحكم باستعلاء مرضي على كل شئ ونوصله الى درجة المثالية المفرطه ليس لان هذا صحيحا بل لأنهم اصدروا احكاما على انفسنا دون رحمه او حتى بروح قانون الانسانية
هذه الوحوش التي غذيناها بداخلنا كبرت واليوم جاعت وارادت ان تلتهم كل شئ في طريقها حتى لو التهمتنا نحن ، فالشعور بالخزي لايولد الا الخوف الدائم والعدائيه المفرطة والشعور بالاساءة لايولد الا الكراهيه والحقد ... الحقد على الذات .. وعلى تصالح الاخرين مع نفسهم ومع من حولهم .. ذلك الحقد المدمر الذي يطيح بالأخضر واليابس
ستبقي وقتا طويلا حتي يكتمل عندك النضوج الذي يجعلك تدرك قيمة ان تهدم تلك الاصنام التي نصبتها فيك الاساءة ورسم ملامحها الكراهية ، وان تصل الى ان دائرة العنف النفسي والكراهيه لابد وان تقف عندك .. لابد ان تطفئ تلك النار التي تمسك جيلا من المأذيين بعد جيل يفرغ كل منهم في الاخر ، سيأتي ذلك النضوج الذي يجعلك تمتلك شجاعة الخروج من الدائرة بنفس سويه وان توقف من يئذونك نفسيا وان تكف المستهزئين بك بوضع نقاط فاصله في حياتك اساسها البعد وعدم التعامل الا بمقدار وان كانوا اقرب الاقربين .. بل خاصة اقرب الاقربين لانهم الاكثر تأثيرا وللاسف الاكثر اساءة قي تلك الحالات
لذا عليك ان تتعلم كيف " تطبطب" على نفسك و" تهدهدها" فهي تستحق ، تستحق ان تأخذ قسطا كبيرا من الراحه كل حين وقسطا اخر عميق من الحنو لتستمر في مجابهة كل شئ بهدوء وحكمه
والى هنا نكمل بعد المداوله يوم السبت القادم