تعرف على تاريخ ...القرمز الأرمني "فوردان كارمير"
السبت 16/مارس/2024 - 03:25 م
فاطمة بدوي
طباعة
قد يلاحظ العديد من الناس أنّ الأزياء الوطنية والسجّاد والزينة الأرمنية غالباً ما تكون غنية باللون الأحمر الغامق، إلى أنّ قلّة تعلم أنّ الفضل بذلك يعود إلى حشرة صغيرة تعرف بـ "دودة القرمز الأرمنية"، تنشأ وتكثر في وادي آرارات ووادي نهر آراكس في المرتفعات الأرمنية منذ آلاف السنين. اطلق الأرمن على هذا اللون اسم "فوردان كارمير" وعُرف عند الأوروبيين بـ "كيرميس" وعند العرب "القرمز".
اعتبر هذا اللون الرمز القديم للقوة والتبجيل وجوهر الجمال واستخرج بشكل أساسي من يرقات بقايا حشرة قشرية سميت "دودة القرمز الأرمنية". تقع هذه الحشرة الصغيرة في مركز صناعة واحدة من أكثر الأصباغ ندرةً وتميزاً التي عرفت لدى الإنسان، حيث فتن اللون المستخرج منها دول العالم القديم.
تمّ تحضير صبغة القرمز في وادي آرارات منذ أزمنة قديمة جداً.
تشير كذلك سجلات سركون الثاني التي تعود لـ 714 ق.م إلى حصوله على أقمشة قرمزية ثمينة من بلاد آرارات كغنيمة حرب. كان يتم استخدام الصبغة المستخرجة من الحشرات البالغة من قبل الملوك وكبار الكهنة لختم وثائقهم المهمة.
تمتّعت المنسوجات المصنوعة من القرمز الأرمني بقيمة عالية في اليونان وروما على حد سواء. كانت ملكات جمال ذلك الوقت تستخدم هذه الحشرة للعديد من الأغراض التجميلية. حصلت هذه الحشرة على اهتمام كبير بين القرن 7-9 ميلادي لقدرتها على إبهاج العين.
بخصوص قيمتها في عصر النهضة الأوروبية، كتب المؤرخ الفرنسي كاردون دومينيك (2007) بأنّه وفقاً لسجلات أحد تجار البندقية في اسطنبول خلال فترة 1430، حتى أرخص أنواع حشرات القرمز الأرمني كانت ذو قيمة أكثر من بعض العبيد الذين قام بشرائهم. كانت هذه الحشرات ذات قيمة عالية جداً في اسطنبول في ذلك الوقت، حيث أنّ واحد كجم من حشرات القرمز الأرمنية كان يساوي 5 غرامات من الذهب (عيار 0.18).
حافظ اسلاف الأرمن على سرّ تحضير الصبغة الدائمة الحقيقية التي تتحدى القوى المتلفة التي يسببها لضوء والحرارة والرطوبة والزمن، لأكثر من 2000 عام متواصلة، حيث نقلوها من جيل إلى جيل. للأسف، تمّ فقدان هذا السر قبل 100 عام مضى، بعد أنّ اكتسبت الصبغات الإصطناعية قبول اكبر من قبل المستهلكين.
حتى اليوم، مازال القرمز مستخدم بشكل واسع من قبل الأرمن في الأزياء التقليدية والسجّاد والزينة، إذ لابدّ من ملاحظته في كل مفاصل الحياة، كيف لا، وهو لون
أرمينيا الوطني العريق.
اعتبر هذا اللون الرمز القديم للقوة والتبجيل وجوهر الجمال واستخرج بشكل أساسي من يرقات بقايا حشرة قشرية سميت "دودة القرمز الأرمنية". تقع هذه الحشرة الصغيرة في مركز صناعة واحدة من أكثر الأصباغ ندرةً وتميزاً التي عرفت لدى الإنسان، حيث فتن اللون المستخرج منها دول العالم القديم.
تمّ تحضير صبغة القرمز في وادي آرارات منذ أزمنة قديمة جداً.
تشير كذلك سجلات سركون الثاني التي تعود لـ 714 ق.م إلى حصوله على أقمشة قرمزية ثمينة من بلاد آرارات كغنيمة حرب. كان يتم استخدام الصبغة المستخرجة من الحشرات البالغة من قبل الملوك وكبار الكهنة لختم وثائقهم المهمة.
تمتّعت المنسوجات المصنوعة من القرمز الأرمني بقيمة عالية في اليونان وروما على حد سواء. كانت ملكات جمال ذلك الوقت تستخدم هذه الحشرة للعديد من الأغراض التجميلية. حصلت هذه الحشرة على اهتمام كبير بين القرن 7-9 ميلادي لقدرتها على إبهاج العين.
بخصوص قيمتها في عصر النهضة الأوروبية، كتب المؤرخ الفرنسي كاردون دومينيك (2007) بأنّه وفقاً لسجلات أحد تجار البندقية في اسطنبول خلال فترة 1430، حتى أرخص أنواع حشرات القرمز الأرمني كانت ذو قيمة أكثر من بعض العبيد الذين قام بشرائهم. كانت هذه الحشرات ذات قيمة عالية جداً في اسطنبول في ذلك الوقت، حيث أنّ واحد كجم من حشرات القرمز الأرمنية كان يساوي 5 غرامات من الذهب (عيار 0.18).
حافظ اسلاف الأرمن على سرّ تحضير الصبغة الدائمة الحقيقية التي تتحدى القوى المتلفة التي يسببها لضوء والحرارة والرطوبة والزمن، لأكثر من 2000 عام متواصلة، حيث نقلوها من جيل إلى جيل. للأسف، تمّ فقدان هذا السر قبل 100 عام مضى، بعد أنّ اكتسبت الصبغات الإصطناعية قبول اكبر من قبل المستهلكين.
حتى اليوم، مازال القرمز مستخدم بشكل واسع من قبل الأرمن في الأزياء التقليدية والسجّاد والزينة، إذ لابدّ من ملاحظته في كل مفاصل الحياة، كيف لا، وهو لون
أرمينيا الوطني العريق.