المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين
دكتور أحمد يحيى
دكتور أحمد يحيى

العزلة الرقمية: هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر وحدة؟

الثلاثاء 18/فبراير/2025 - 05:15 م
طباعة
في عصر الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نظريًا أكثر ترابطًا من أي وقت مضى. بضغطة زر، يمكن لأي شخص في مصر التواصل مع صديق في أقصى بقاع الأرض، مشاركة لحظاته اليومية مع الآلاف، أو حتى متابعة الأخبار لحظة بلحظة. لكن وسط كل هذا الكم الهائل من الاتصال، يطرح سؤال نفسه: لماذا يشعر الكثيرون بالوحدة؟
اتصال بلا تواصل
قبل سنوات، كان لقاء الأصدقاء أو أفراد العائلة مناسبة تجمع الجميع في حديث متواصل وضحكات صادقة. اليوم، المشهد مختلف؛ يجلس الجميع حول الطاولة، كل واحد منهم غارق في هاتفه، يتصفح منشورات لا تنتهي، بينما يسود الصمت بينهم.
تشير الإحصائيات إلى أن مصر من بين أكثر الدول العربية استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتجاوز عدد مستخدمي "فيسبوك" وحده 50 مليون شخص، فضلًا عن انتشار "واتساب" و"تيك توك" بين الشباب. لكن هل زاد هذا من التفاعل الحقيقي بيننا، أم أنه أدى إلى عزلة رقمية غير محسوسة؟
الإدمان على الشاشات.. والعزلة الصامتة
دراسة حديثة نشرتها جامعة القاهرة أشارت إلى أن 60% من الشباب المصري يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا على هواتفهم، مما يؤثر سلبًا على تفاعلهم الاجتماعي الحقيقي. هذا الاستخدام المفرط يولّد ظاهرة "الوحدة الرقمية"، حيث يظن الفرد أنه محاط بالكثير من الأصدقاء والمتابعين، لكنه في الواقع يفتقد للعلاقات العميقة والحقيقية.
من بين أبرز أسباب هذه العزلة:
استبدال اللقاءات الفعلية بالمحادثات النصية السريعة، مما يجعل العلاقات أكثر سطحية.
الانشغال بالمحتوى الرقمي المضلل الذي يصور حياة الآخرين بأنها مثالية، مما يولّد إحساسًا بالنقص والعزلة.
الإدمان على التمرير اللانهائي للمحتوى على "فيسبوك" و"تيك توك"، مما يسرق وقت التفاعل الحقيقي مع الأسرة والأصدقاء.
كيف نكسر العزلة الرقمية؟
مع إدراكنا لخطورة العزلة الرقمية، لا بد من خطوات تعيد التوازن إلى حياتنا بين العالم الرقمي والعلاقات الحقيقية. بعض الحلول التي يقترحها خبراء علم النفس والاجتماع تشمل:
تحديد وقت لاستخدام مواقع التواصل، والامتناع عن تصفحها أثناء اللقاءات العائلية أو عند الخروج مع الأصدقاء.
إعادة إحياء العادات الاجتماعية القديمة، مثل الجلسات العائلية دون هواتف أو الخروج في رحلات بعيدة عن الإنترنت.
تعلم مهارات جديدة بعيدًا عن الشاشات، مثل القراءة، ممارسة الرياضة، أو حتى الانضمام إلى أنشطة تطوعية تزيد من التفاعل الاجتماعي الواقعي.
تنظيم حملات توعية في المدارس والجامعات لمساعدة الشباب على فهم مخاطر العزلة الرقمية وتأثيرها على صحتهم النفسية.
هل الحل في "الديجيتال ديـتوكس"؟
في الفترة الأخيرة، بدأ العديد من الشباب في مصر باتباع مفهوم "الديجيتال ديتوكس" (Digital Detox)، أي التخلص المؤقت من التكنولوجيا، عبر إغلاق هواتفهم لفترات محددة والعودة إلى الحياة الواقعية. هذه التجربة أثبتت نجاحها لدى البعض، حيث شعروا بتحسن في علاقاتهم الاجتماعية وتحسن في حالتهم النفسية.
ختامًا.. السؤال لك
العزلة الرقمية لم تعد مجرد نظرية، بل واقع نعيشه يوميًا دون أن نشعر. التكنولوجيا في حد ذاتها ليست المشكلة، ولكن طريقة استخدامها قد تكون الفارق بين تواصل حقيقي وعزلة افتراضية.
فهل تشعر أن التكنولوجيا قرّبتك من الآخرين أم جعلتك أكثر وحدة؟
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
ads
ads
ads
ads
ads